عصام الذيفاني* - استضافت صنعاء ولأول مرة ندوة تحدث عن الحراك الشعبي في المحافظات الجنوبية السبع وأن كانت قد فشلت في توصيف اسبابه وتحديد معالجته الا أنها أكدت أن الوحدة أولاً حتى وأن سقط النظام. فكما غابت الحلول في الندوة الذي دعا اليها منتدى (حوار) وهو أول موقع للحوار في اليمن غاب عنها ايضاً قيادات جمعية المتقاعدين وهي كبر فصيل داعم للحراك الا أن السلطة والمعارضة حضرت برؤى تجرم الاخر لتبري ساحتها. الدكتور (محمد عبد الملك المتوكل) وهو احد المشاركين بورقة عمل اثار تسأول هل الحراك تعبير عن مشاكل جزء من المساحة اليمنية كلها ام أن هناك خصوصية للمناطق الجنوبية؟ كما يقول عيدروس النقيب رئيس كتلة الحزب الاشتركي اليمني أن الظلم هو الحاجة الوحيدة التي قسمتها السلطة على كل المحافظات !. فكما يرى (المتوكل) أن للقضية الجنوبية خصوصية كونهم جاءت الى الوحدة بمشروع سياسي ومؤسسات دولة كاملة الا أن رئيس المجموعة اليمنية (نبيل الصوفي) يقول أن المعالجة التي تنفذها السلطة في الضالع أو اي محافظة اخرى هي في اطار الدولة الواحدة. وخلص( الصوفي) الى دعوة احزاب المعارضة ببناء تحالفات جديدة مع المرأة والشباب اسوة بتحالفات السلطة مع بعض قيادات تلك المحافظات لتثبيت الدولة ، غير أن احمد الميسري لايعتبر تعيين ابناء الشهداء في مناصب وزارية (نائب وزرير- وكيل) حل للقضية الجنوبية الذي يتهم الاشتراكي بؤدها حينما رفض الدخول صنعاء الا بعد خروج (الزمرة) وهم الفصيل الذي خرج عقب حرب يناير . عودة (للمتوكل) الذي يرى سهولة معالجتها اذا كانت ذات طابع حقوقي بإعادة الحق الى أهلة و الصعوبة كما يقول في كونها ذات طابع سياسي ويطرح معالجات قال أنها رؤى لطراف مختلفة ابرزها العودة الى ماقبل 90م ووضع اتفاق وحدوي من جديد. وقال أن الرؤية الثانية الانفصال لأن الوحدة الأولى تمت بين قوى اجتماعية متقدمة و الأخرى متأخرة فيما يطرح الطرف الثالث الفدرالية كحل والرابع العودة الى وثيقة العهد والاتفاق والخامس اقامة نظام حكم برلماني وحكم محلي واسع الصلاحيات. ويرى الطرف السادس أن الوحدة خيار لارجعه عنه ولا بديل عن الاصلاح الشامل سوى الانهيار والتمزق الكامل. الحلول المطروحة قادة المتوكل الى اثارت تسأولات عديدة حول افاق الحراك الشعبي السلمي في الجنوب ،وقال هل يستطيع أن يرغم السلطة على تصحيح الاوضاع بتطوير اساليبه؟وهل تمتلك النفس الطويل في مواجهة السلطة حتى النهائية ولديها قدرة على تشكيل مراجع محلية شعبية بديلاً عن المؤسسات الادارية الفاسدة؟. وفيما أكد (المتوكل) أن المطلوب الآن هو الحوار وتشخيص المشكلة ووضع التصورات والحلول دعت الدكتورة (رؤوفة حسن الشرقي) المجتمع المدني الى المزيد من الحوار حول هذه القضية الشائكة وقالت لايجب أن نحمل بعض الاطراف الاخطاء. (المسيري) وهو عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام القى الكرة في ملعب الحزب الاشتراكي الذي اتهمه بأنه سمح للمنتصر ان يستخدم- الرفاق الاعداء- ضده والذين كانوا متواجدين في صنعاء وخارج اليمن فيما بعد. وقال أن 90 ? من ابناء الجنوب كانوا مع الوحدة في حرب 94م لأن الحزب دخل بكل مؤسسات الدولة العسكرية والاجتماعية الى الوحدة وكان من المفترض عليه الاستماع الى نصيحة ( محمد علي هيثم) وهو احد المبعدين من الحزب بضرورة التريث والاعداد للوحدة. الا أنه وبحسب (الميسري) هرب خوفا من ظروف معينة وقال "أن المشكلة بدأت من هنا" مع ذلك لم يكن محمد الرباعي امين عام اتحاد القوى الشعبية مقتنعاً مما دفعه الى القول أن المشكلة الجنوبية بدأت حينما رفع شعار (لا اله الا الله والكسوبه) وبدأت فيما بعد مشاكل البسط ونهب الاراضي تتصاعد. (الميسرى) وهو يشغل رئيس دائرة الشباب بالمؤتمر قال أن حرب 94 احدث اختلال وأن سلطة 7 يوليو لم تستطع أن توجد توازن (وحل بذلك الظلم) .. مشير الى أن ابناء الجنوب انتظروا 14 سنة ولم يتحقق لهم شيء من الاحلام الذي ظلت تراودهم 30 سنة الماضية عن الوحدة. ونفى أن يكون لدى أبناء الجنوب شعور بالانفصال وقال أن المشكلة ليست في اداء السلطة فقط بل كذلك في الاحزاب السياسية التي لم تستطع ان تعبر عن هموم ابناء تلك المحافظات غير أن (الصوفي) يقول أن الفساد وضعف اداء اجهزة الدولة في الميدان باستثناء الاجهزة الأمنية المتواجدة كانت من ابرز الاسباب. ويخلص المسيرى الى أن الوطن اصبح الآن في مهب الريح وقال أن لديه استعداد للقتال من اجل الوحدة حتى ولو سقط النظام الا أنه دعا الى معالجة الاخطاء المشاكل في اطار الحدود الجغرافية لليمن الواحد. ورغم ذلك اشار الى عقدة النقص لدى ابناء الجنوب الذين يتم تعيينهم في مناصب قيادية سوءً في السلك العسكري او المدني وقال أنهم لايمارسون حقوقهم الوظيفية وصلاحيتهم وفقاً للقانون بعد حرب 94م. وفيما رأى (النقيب) ضرورة نسيان ماضي الحروب والاقتتال حتى يتم معالجة الحاضر قال أن الحزبين الذي قاد الى الوحدة فشلا في ايجاد لغة للحوار السياسي يجنب اليمن الحرب يؤسس للنظام ديمقراطي وتداول سلمي للسلطة وليس الانقلابات العسكرية. واشار كذلك الى أن سلطة 7 يوليو فشلت في ايجاد مشروع يحقق التوازان والتنمية الاقتصادية ودمرت الوحدة بتسريح مائة الاف من المنتميين للجنوب ونهب الاراضي في عدن وغيرها وقال أنها آخذت كل ما هو سيء من النظام الذي كان يحكم شمال الوطن قبل الوحدة. وأكد أنما استطاعت أن تحقق العدل فيه هو (الظلم) الذي وزعته على كافة المحافظات وأن كان للمحافظات الجنوبية خصوصية معينة. خطاب الاصلاح الذي عبر عنه رئيس دائرة السياسية بمكتب عدن (عبد الناصر حبيب) كان غامضاً فهو لم يثير الشريك السابق المؤتمر ولا الحالي الاشتراكي كما أنه انحاز الى حانب الحراك الشعبي حد تعبير (عفراء الحريري) التي تقول أنها تمثل المجتمع المدني. وفيما طالبت (الحريري) الاحزاب السياسية بعدم استغلال الحراك الشعبي الا أنها تمنى أن يتحول الى عدوى لكل المحافظات الشمالية حتى يشعر المواطن في عدن بالتضامن ويجنبه المطالب بالانفصال. أمين عام الحزب الاشتركي اليمني (ياسين سعيد نعمان) حذر من النظر الى قضية المحافظات الجنوبية من منظور جهوي وقال أن القضية سياسية وأن الهدف كان هو القضاء على مشروع الدولة السياسي في 94م. واشار الى أن السلطة لم تستطع ان تملؤ الفراغ الذي خلفه خروج الحزب وهو ما اداء الى تسريح الكادر الوطني مبكراً وتم تصفية المشروع الوطني للجنوب كما اوضحت السياسيات التي انتهجها النظام بعد 7 يوليو. واتهم الذين يجرون اليمن الى الماضي بخلط الاوراق وقال أن المطلوب الآن اعادة الجنوب كمعادلة وشريك في الوطن. الندوة التي استمرت قرابة اربع ساعات نصف شهدت مداخلات مثيرة من الحاضرين دفعت دفع رئيس الجلسة وضاح المذحجي الى أعلن الختام قبل الموعد المحدد من قبل ادارة الندوة التي نظمها منتدى حوار الثقافي والسياسي والادابي وتأسس في مارس 1996م. ويركز المنتدى الذي يديرها (عبدالرشيد الفقية) على اثارة القضايا السياسية في الساحة اليمنية بدرجة رئيسيه ويضمن في عضويته حوالي 1000 شخص كما يحتوي ارشيفه على قرابة 4000 موضوع وناقش فيها 25000 مشارك ومعقب.*نقلا عن نيوز يمن