سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما قيادي في الحراك يطالب الإصلاح بسحب الفتوى والاعتذار لأبناء المحافظات الجنوبية وإعادة المنازل .. المشترك يعتبر ممارسة السلطة مدخلاً لحرب أهلية ونظام الولاءات إجهاض للوطنية
أكد الشيخ/ حميد الأحمر رئيس لجنة التشاور الوطني أن القضية الجنوبية تحتل محل الصدارة لدى المشترك في توصيفه لأزمات البلاد وأنها المدخل الحقيقي لإيجاد الحلول لهذه المشاكل. وقال الأحمر خلال افتتاح الحلقة النقاشية التي نظمتها اللجنة العليا للتشاور الوطني وخصصتها لمناقشة القضية الجنوبية أن هذه الحلقة تأتي للتأكيد على أن القضية الجنوبية تحتل صدارة الحوارات الوطنية. وأضاف: أن اتفاق الحزب الحاكم مع المشترك على تأجيل الانتخابات البرلمانية لعامين قادمين من مبشرات الحل لبعض الأزمات الوطنية. وعن نظرة أبناء المحافظات الجنوبية للقضية الجنوبية قال الدكتور/ محمد عبدالملك المتوكل في ورقته التي قدمها باسم اللقاء المشترك في الحلقة النقاشية: أن ما يعانيه أبناء المحافظات الشمالية لا يقل عما يعانيه أبناء المحافظات الجنوبية. وأشار المتوكل إلى أنه إذا كانت محافظة صعدة بعد خمسة حروب قد أصبحت قضية محاباة الحال في الجنوب مفصلاً جوانب الأزمة في الجنوب إلى جانب حقوقي يتعلق بحقوق مادية ووظيفية لعدد من أبنائه مؤكداً أنها حقوق قانونية لا يجوز التردد أو التأخير في حلها، نافياً وجود مبرر لعدم حلها والجانب الآخر جانب سياسي وهو ما يتطلب الحوار حوله محملاً الجميع المسؤولية تجاهه. وأضاف المتوكل: لقد ضاق الحال بالجنوبيين ذرعاً جراء ممارسات السلطة التعسفية مؤكداً أن تلك الممارسات دفعتهم إلى مواجهة العنف بالعنف، محذراً من استمرار ذلك والذي قد يدخل الوطن في حرب أهلية يستعصي حلها وتجر إلى التمزق على مستويات أخطر من الشمال والجنوب. وأكد أن تصاعد الأزمة سوف يشجع قوى خارجية طامعة على التدخل. وتساءل المتوكل عن موقف الحاكم والمعارضة من القضية الجنوبية مشيراً إلى أن الحاكم اهتم بما يجري في المحافظات الجنوبية مع تصاعد الحراك حيث تم تشكيل لجنة لكنه لم يسمع عن انجازاتها أي شيء في إشارة إلى اللجنة التي شكلت برئاسة باصرة. واستعرض موقف المشترك من هذه القضية حيث دعا إلى إزالة آثار حرب 94م وأوصل رسالته تلك إلى رئيس الجمهورية لإيصال الأمر إلى رأس الدولة بشأن التفاقم الذي تتجه نحوه الأوضاع في الجنوب. وتابع المتوكل حديثه بالقول أن المشترك أشار في رسالته إلى رئيس الجمهورية أنه لا يجوز الخلط بين حماية الوحدة كمشروع نهضوي لكل اليمنيين وبين ما تطالب به جماهير الجنوب من تحقيق الشراكة الوطنية كحق مشروع لهم ولكل أبناء اليمن. وأضاف: أن المشترك أشار في رسالته للرئيس إلى أن استخدام العنف ضد الحراك السلمي من شأنه استقطاب الكثير من قوى النضال السلمي إلى مشاريع أخرى تتحمل السلطة وحدها مسؤولية ذلك. وحمل المتوكل نظام المركزية ونظام الولاءات مسؤولية إجهاض المشروع الوطني وإحلاله محل الشراكة الوطنية بتحقيق المواطنة المتساوية. وقال: إن المشترك يؤكد أن غياب الرؤية الوطنية في معالجة لاأوضاع في الجنوب وعدم الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية وطنية تمس كافة أبناء اليمن وأن التباطؤ في التعامل معها إنما يدل على أن المتمسكين بالسلطة ليسوا مكترثين بمعاناة أبناء وطنهم ولا حريصين على وحدة البلاد. وفي تعقيب أحد أبناء الجنوب وصف عامر الصوري وهو أحد سجناء النضال السلمي بأبين حرب 94م بالظالمة مؤكداً أن وضع أبناء الجنوب بعدها كان قاسياً وأنه ما زال يزداد قساوة يوماً بعد يوم بقسوة النظام عليهم واصفاً السلطة بالقمعية. واستغرب الصوري حديث السلطة عن ثقافة الكراهية والحقد قائلاً: مسألة طبيعية أن أحقد وأكره وأبغض من يمارس الظلم والاستبداد اللذان صنعا هذه الكراهية مؤكداً أن المحبة لا تأتي إلا مع العدل والمساواة محذراً أن ينتظر أحد في السلطة منهم الحب. واستعرض في ختام تعقيبه عمليات الاغتيالات الواسعة لقيادات الحزب الاشتراكي اليمني وتشويه سمعته في الجنوب. ولم يكن شفيع العبد أحد أبناء محافظات الجنوب أقل حدة من سابقه عامر الصوري مخاطباً السلطة بالقول: بعد إهدار ثروتنا يحاولون منعنا من ممارسة حقنا في التجمهر السلمي وتأسيس جمعيات وحتى في التنقل والسفر مذكراً بأن قادات الحراك الآن يسكنون الجبال هرباً من مطاردات وملاحقات السلطة وأن الحصانة البرلمانية تشفع للنائبين الدكتور/ ناصر الخبجي وصلاح الشنفرة. وطالب العبد حزب التجمع اليمني للإصلاح كشريك في الحرب على الجنوب وشريك في التشاور الوطني وفي اللقاء المشترك بأن يبدي حسن نية تجاه الجنوب بأن يعتذر لشعب الجنوب عن المشاركة في حرب 94م وطالبه أيضاً بإلغاء الفتوى الدينية التي أباحت حقوق الجنوب وهذه النقطة رد عليها الشيخ الأحمر بأن الفتوى قد سحبت. وطالب العبد حزب الإصلاح بأن يعيد كل ما لديه من منازل وأراضي أخذها بعد الحرب وخاصة منزل نائب رئيس الجمهورية السابق/ علي سالم البيض. وخاطب العبد اللقاء المشترك بلهجة حادة قائلاً: أنتم بحديثكم عن التشاور الوطني لا فرق بينكم وبين السلطة، فالسلطة تتحدث عن مطالب حقوقية وتريد معالجتها وأنتم تريدون معالجة القضية الجنوبية دون الرجوع إلى أسبابها. وأكد أن القضية الجنوبية ملك لأبناء الجنوب فقط ولا يحق لسواهم وضع حل لها وأن أي تشاورات بعيداً عن الشارع الجنوبي المعني بالقضية لن تجد القبول ولن تصل إلى حل.