عبر المهندس حيدر أبو بكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق في دولة الوحدة عن بالغ أسفه لتجاهل ندوة القضية الجنوبية المتعمد للمداخلة التي تقدم بها إليها وكان من المفترض قراءتها بالنيابة عنه. وقال: إننى اعبر عن بالغ أسفى العميق لتجاهل منظمى ندوة القضية الجنوبية التى نظمها المشترك فى اطار التشاور الوطنى يوم الاحد الفائت لمداخلتى التى تقدمت بها بناء على طلبهم والحاحهم على مشاركتي". وأضاف في تصريح نقلته اسبوعية الوسط : وحين استجبت وقمت بإعداد المداخلة وإرسالها وبرغم تأكيدهم استلامها واصراري علىالتمسك بوجهتي نظري مع استعدادي للاستماع لأي آراء أخرى مخالفة إلا أنه تم تجاهل المداخلة لأنها بحسب قولهم حادة ويبدو أنها لم تأت كما يريدون.. وأوضح العطاس أن تجاهل مداخلته -رغم أنها تعبر عن موقفه- يثير العديد من علامات الاستفهام حول التوجه القادم للمشترك. وأضاف أن هذا الموقف يوضح بجلاء ضيق القائمين على الندوة بالرأي الآخر بحيث رفع تصرفهم اللاديمقرطي إزاء الآراء المخالفة الغطاء عن النوايا المبيتة لاتجاه معالجة القضايا وفي المقدمة منها القضية الجنوبية. ولم يستبعد العطاس أن يكون هذا الموقف من القضية الجنوبية له علاقة بالاتفاق الأخير بين المشترك والحزب الحاكم. وقال لقد كشف هذا الموقف عن بعض خفايا الاتفاق الذي ابرم بين المؤتمر والمشترك لتأجيل الانتخابات لمدة عامين ذلك الاتفاق اللادستوري والذي أثار الكثير من التساؤلات ليس لدى أبناء الجنوب فحسب بل لدى كل أبناء الشعب اليمني ومنظماته السياسية والمدنية. وتمنى على المشترك أن يكون صادقا في التصدي للقضايا الوطنية.. وأضاف: أرجو من المشترك -ان هو عقد العزم على التصدي بصدق لقضايا الوطن- أن يكون أكثر انفتاحا على الجميع وان يكون مستوعبا للحقائق على الأرض دون أي حسابات شخصية أو حزبية أو تحيز أو مجاملة قد تضر أو تحبط مسعاه في تصديه للقضايا البالغة الأهمية في الساحة الوطنية". كما تحدث عن القضية الجنوبية باعتبارها الحلقة المركزية للأزمة الراهنة وأشار إلى أن الحزب الاشتراكي قد وقع في أكبر خطأ حينما لم يهتم بحقوق شعب الجنوب عندما أدخله كشريك في الوحدة دون تفويض منه. وأشار تحت عنوان أزمة الوحدة إلى كونها تأثرت بالدعوات العاطفية للوحدة العربية الاندماجية التي فشلت. وانتقد العطاس في مداخلته النظام القائم نقدا عنيفاً باعتبار ما ذكره أنه السبب في وصول الأزمة إلى ما هي عليه اليوم وذكر تحت عنوان (المعالجات المقترحة) أن أية حلول لا تلامس جوهر المشكلة ستبقي على الأزمة وستدفع بتعميقها وربما تفجرها بشكل لا تحمد عقباه. وطالب الجميع بالوقوف وقفة رجل واحد لانتزاع المعالجات الصائبة، بعيدا عن الحسابات الحزبية والشخصية. وفي سبيل الخروج من الأزمة الراهنة وفيما يمكن اعتباره إقصاء للمشترك من تبني القضية الجنوبية وإبداله بقيادة الحراك اعتبر اعتراف السلطة بالقضية الجنوبية والشروع الفوري في معالجتها يأتي من خلال الدخول في حوار مباشر وغير مشروط مع قيادات الحراك السلمي الجنوبي بإشراف دولي وفقا لقراري مجلس الأمن أو استفتاء شعب الجنوب وبإشراف دولي كامل فيما إذا كان يرغب بالاستمرار في الوحدة. يشار إلى أن الحلقة النقاشية التي دعا إليها التشاور الوطني وأقيمت الأحد الماضي قد تحولت من قبل ناشطين جنوبيين إلى اتهامات للمشترك بعدم وضوح موقفه من القضية الجنوبية بالإضافة إلى مطالبة الإصلاح بالاعتذار عن مشاركته في حرب 94م.