وجه البرلمان رسالة إلى الحكومة تطالبها بحل مشكلة النازحين من عنسيين الجعاشن بمحافظة إب على خلفية خلافات بينهم وبين شيخ المنطقة محمد أحمد منصور. الرسالة أعطت الحكومة مدة لا تتجاوز الأسبوعين لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإيفاء البرلمان بما تم اتخاذه. وكان عشرات اليمنيين من سكان منطقة العنسيين بالجعاشن بمحافظة إب، وسط اليمن ، اعتصموا مطلع هذا الأسبوع ، أمام مجلس النواب ، ضمن سلسلة من الاحتجاجات على قيام أحد المشايخ بتهجيرهم من منازلهم. وطالب المعتصمون البرلمان بالتدخل وتشكيل لجنة تحقيق في القضية، وإرجاعهم إلى منازلهم، وناشدوا المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية العمل على حمايتهم، حيث شكوا من أن الشيخ المذكور يفرض عليهم أتاوات تتراوح بين 40 80 ألف ريال على الشخص الواحد تحت مسمى العشور السنوية، وأنه قام يسجن 3 منهم. ومنذ نهاية فبراير العام الجاري ونحو 200 شخص ينتمون لقرية العنسيين– الجعاشن يخيمون في صنعاء – بحثا عن عدالة مفقودة بعد أن قضوا أكثر من ثلاثة عقود يرضخون لحكم شيخهم المدعو محمد أحمد منصور، يستعبدهم ويسلب كل ما يكسبون . أهالي العنسيين لاذوا بصنعاء علها تحل قضيتهم، ففي صنعاء حسب اعتقادهم هم أكثر قرباً من الرئيس، والذي لا بد أنه سيسمع أصواتهم، هم أيضاً أكثر قرباً من الداخلية، ومن وزارة الإدارة المحلية إلا انه إلى اليوم، لم تحل قضيتهم، فلا اعتصاماتهم التي يرفعوا فيها لوحات قماشية تحكي مأساتهم وتلخص مطالبهم الإنسانية ، أفادت في تغيير الوضع ، ولا استطاعت احزاب الظاهرة الصوتية في اليمن (المعارضة ) تخفيف معاناتهم رغم محاولة تلك استغلال قضيتهم وتوظيفها للمزايدات والنيل من الاخر ، ولا استطاع الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وخيولة المتصارعة ان يخرج من عزلة اسوار اللجنة الدائمة ومعهد الميثاق لملامسة احوال الناس وممارسة ابسط التدخلات الاجتماعية . فما يزال قرابة ال200 شخص (بعد وصول دفعة جديدة) يعيشون في مخيمات هزيلة لا تقيهم برد الليل القارس. ناهيك عن وجود أكثر من 20 امرأة مع أطفالهن يعيشون الظروف ذاتها في حوش فرع الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" بمحافظة إب. أما في قريتهم التي هجروا منها، لأنهم رفضوا الذل والهوان، واختاروا الحلول السلمية، يمارس الشيخ منصور – عضو مجلس الشورى ومعاونوه البالغون 100 جندي أو يزيدون، عمليات نهب وسلب بصورة شبه يومية على من تبقى من الأهالي نساء وأطفالاً وشيوخاً وبعض الشباب، فيحبس من يشاء منهم في سجنه الأسطوري، الذي يحيا فيه ثعبان مهيب يحكي عنه كل من جرب "سجن الحنش" أو "سجن الحبلة" عند الشيخ منصور. وزارة الداخلية أعلنت الجمعة الماضية بأنها ستبعث لجنة لتقصي الحقائق حول شكوى المواطنين بوجود سجون خاصة تابعة للشيخ منصور التي يطالبون بإغلاقها. ورغم أن أهالي العنسيين أبدوا تفاؤلهم الا انه لم يطرأ جديد أو أية إيضاحات حول نتائج تلك اللجنة. وعلى الرغم من كل ذلك ما يزال أهالي الجعاشن المتمسكون بقرار اللاعودة ما لم تتغير الأوضاع في بلادهم، متفائلين بإمكانية ان تسري سيادة القانون على الصغير والكبير بدون استثناء.