تحولت الأمسيات الرمضانية التي ينظمها حزب "المؤتمر الحاكم" في اليمن, وتلك التي تنظمها أحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة, في المحافظات خلال شهر رمضان إلى هجوم وهجوم مضاد واتهامات متبادلة, حول أكثر من موضوع أهمها قضية الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في ابريل العام المقبل وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات التي تطعن أحزاب المشترك في شرعيتها. وزادت حدة الاتهامات بين الجانبين خلال اليومين الماضيين, لتتحول الأمسيات الرمضانية التي يحشد اليها كل طرف الآلاف من مناصريه, في صورة أقرب ما تكون موسما انتخابيا, إلى منابر يخرج فيها كل طرف ما بجعبته من تهم وشتائم للآخر "لاتقل حدة عن تلك التي كانت تتبادلها في أيام الفطر", ففي أمسية رمضانية بمديرية الرضمة في محافظة إب, اتهم عضو المجلس الأعلى ل ̄ "القاء المشترك", محمد قحطان, السلطة بإهانة الشعب اليمني بصورة لم يسبق لها مثيل. وقال إن "السلطة الحالية لم تقم بواجبها فلا بر حرسته ولا بحر حمته ولا ثروة تركتها للشعب ليستفيد منها في التنمية ", ورأى أن معاناة الشعب اليمني بلغت حداً لا يطاق " لذلك فلا خيار لنا جميعا سوى سلوك طريق النضال السلمي, وإن كان طويلاً ولكنه الخيار الآمن" ووصف اللجنة العليا للانتخابات ب ̄" اللجنة الوسطى", مضيفا ان " اللجنة العليا الحالية تتكون في حقيقة الأمر من رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة الأمنية, ووزير الدفاع ووكلاء جهازي الأمن السياسي والقومي والمال العام ". واعتبر ان الحديث ينبغي أن يكون عن اللجنة العليا التي لو ملك "المشترك", فيها عضوا لاختلفت الأمور عما هي عليه أما اللجنة الوسطى فإنها لا حول لها ولا قوة, مشيرا الى ان "النظام القائم يحمل بذرة فنائه لأنه أساء استخدام الثروة في باطن الأرض, وأساء إلى أغنى ثروة على ظاهرها وهي الثروة الحقيقية (الإنسان) بتجهيله في التعليم ونهب لقمة عيشه". ومن جهة ثانية, ألمح قحطان الى احتمال مقاطعة "المشترك", للانتخابات المقبلة اذ قال ان كل الاحتمالات مفتوحة إزاء الإنتخابات المقبلة, فيمكن أن يشارك المشترك ويمكن ألا يشارك وستكون مقاطعته إيجابية", وقال "دعونا نتحدث عن انتخابات العام ,2009 وعيوننا مفتوحة على العام ,2013 لتكون هذه المشاركة المقبلة سواء كانت مشاركة أو مقاطعة هزة قوية لشجرة الاستبداد. في المقابل, هاجم المستشار السياسي للرئيس اليمني عبد الكريم الإرياني, أحزاب "اللقاء" على موقفها من اللجنة الانتخابية, وقال في أمسية رمضانية في محافظة صنعاء انه "من المؤسف أن نرى اليوم من يتباكى على تشكيل اللجنة, في حين أن الباب مازال مفتوحا, وهو ما أكده رئيس الجمهورية في حديثه في الحديدة , بقوله ان أمام الإخوة في "المشترك", فرصة للحوار والوصول إلى اتفاق يؤدي إلى مشاركتهم في اللجنة العليا للانتخابات إذا اظهروا الجدية والرغبة في أن يكونوا طرفا فيها". واعتبر الارياني, الذي يشغل منصب النائب الثاني لرئيس "المؤتمر" الحاكم أن" النواح من وراء الأسوار لا يخدم الديمقراطية ولايخدم أي حزب ولا يخدم الوطن", مؤكد أن "المؤتمر" لم ولن يغلق بابه في وجه أي تنظيم أو حزب سياسي يعمل من أجل نجاح العملية الانتخابية القادمة, ودعا قيادات أحزاب "اللقاء المشترك", أن يضعوا أيديهم في يد المؤتمر وبقية الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية لإنجاح الاستحقاق الانتخابي المقبل. وخاطب أحزاب "المشترك", بقوله " نأمل أن يحكموا العقل والمنطق بالعودة إلى مسرح الديمقراطية لما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن باعتبار الخروج من مسرح الديمقراطية واعتماد الصياح والتشهير في بعض الأوقات أمر لا ينسجم مع الديمقراطية", نافيا أن يكون حزبه وراء محاولة عرقلة الانتخابات المقبلة, لافتا الى أن المعركة حول الانتخابات المقبلة بدأت منذ سنة أو أكثر بالحوار مع "المشترك", للوصول إلى تعديل جديد لقانون الانتخابات وتشكيل لجنة عليا للانتخابات متفق عليها. *السياسية الكويتية