اتهم محمد قحطان عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك السلطة بإهانة الشعب اليمني بصورة لم يسبق لها مثيل. وقال في أمسية رمضانية حضرها الآلاف بمديرية الرضمة بمحافظة إب مساء أمس إن السلطة الحالية لم تقم بواجبها فلا بر حرسته ولا بحر حمته ولا ثروة تركتها للشعب ليستفيد منها في التنمية. وأكد أن معاناة الشعب اليمني بلغت حداً لا يطاق "ولذا فلا خيار لنا جميعا سوى سلوك طريق النضال السلمي وإن كان طويلاً، ولكنه الخيارُ الآمن." ووصف قحطان لجنة الانتخابات الحالية بال" اللجنة الوسطى"، مضيفا: اللجنة العليا الحالية تتكون في حقيقة الأمر من رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة الأمنية ووزير الدفاع ووكلاء جهازي الأمن السياسي والقومي والمال العام .. مشيراً إلى أن الحديث ينبغي أن يكون عن اللجنة العليا التي لو ملك المشترك فيها عضوا لاختلفت الأمور عما هي عليه، أما اللجنة الوسطى فإنها لا حول لها ولا قوة. و في الأمسية الرمضانية التي نظمها مشترك مديرية الرضمة دعا قحطان جميع المواطنين إلى أداء واجبهم الوطني وبذل قصارى الجهد والكفاح لاسترداد الحقوق المنهوبة لأن الحقوق لا توهب وإنما تنتزعها الشعوب انتزاعاً .. مؤكداً أن النظام القائم يحمل بذرة فناءه لأنه أساء استخدام الثروة في باطن الأرض وأساء إلى أغنى ثروة على ظاهرها وهي الثروة الحقيقية ( الإنسان ) بتجهيله في التعليم ونهب لقمة عيشه. وفي حديثه عن لجان التشاور الوطني قال قحطان إن الدعوة للحوار الوطني جزء من محاولة التأييد من قبل المشترك بالشعب، معتبرا أن النجاح في ذلك مرهون بمدى اتساع رقعة الوعي لدى الناس وقدرة عناصر المشترك على إقناع جماهير الشعب بالقضية التي يناضل من أجلها ، وبقدر ما تتسع مساحة الوعي عند الناس يكون النصر. وأكد قحطان في الأمسية إن كل الاحتمالات مفتوحة إزاء الإنتخابات القادمة، فيمكن أن يشارك المشترك ويمكن ألا يشارك وستكون مقاطعته إيجابية. وقال: دعونا نتحدث عن انتخابات 2009م وعيوننا مفتوحة على 2013 م لتكون هذه المشاركة القادمة سواء كانت مشاركة أو مقاطعة هزة قوية لشجرة الاستبداد. وأوضح قحطان في رده على أسئلة الحاضرين أن الانفصاليين طرفين هي السلطة التي تكرس الانفصال بممارساتها الخاطئة، والبعض ممن يتحدثون في الخارج ويدعون عدم رضاهم بالوحدة، مؤكدا أن هؤلاء لم يكن لهم أن يتحدثوا في ذلك؛ لولا ممارسات السلطة (الهائفة). وعبر قحطان عن عدم ارتياح المشترك للطريقة التي تم بها إيقاف حرب صعدة "لأنها أوقفت بالمزاج وهذا المزاج إن كان اليوم رائقا، فسيأتي اليوم الذي يكون فيه ضبحان ومنفعل لإنه سيشعلها من جديد مرة أخرى"، مؤكدا أن البلاد بحاجة إلى أن تحكمها المؤسسات وإلغاء حكم الفرد. وأسف قحطان للإدارة التي تمارسها السلطة لقضايا البلاد الأمنية بصورة منفردة.. مشيراً إلى أن القضية الأمنية تمس الجميع فالموت في الشارع لم يفرق بين الناس على انتماءاتهم الحزبية وإنما يعم الجميع. وأكد فشل السلطة في إدارة المسألة الأمنية "فلا هي بالقادرة على السيطرة عليها ولاهي بالتي صارحت وكاشفت الشعب وتركت القضية الأمنية تكون قضية وطنية، لأننا كلنا لدينا مصلحة في أمن بلدنا وما نطالب به اليوم هو المكاشفة وإشراك الشعب في التعرف على حقائق الأمور." من جانبه قال الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري محمد مسعد الرداعي إن هدف السلطة والحزب الحاكم من كل ما جرى خلال مراحل الاتصال مع الحزب الحاكم في الفترة الماضية وبالذات ما يتعلق منها باللجنة العليا للانتخابات هو دفع المشترك لمقاطعة الانتخابات القادمة، وإبعاده عن الساحة السياسية من خلال ذلك ومواصلة الإنتخابات بشكل منفرد، مؤكدا أنهم يبحثون عن مبررات لإبعاده ولكنهم لا يريدون أن تأتي تلك المبررات منهم بل من المشترك نفسه. وأشار الرداعي إلى أن القائمة النسبية هي مصدر قوة المشترك للحفاظ على الصوت الانتخابي من العبث، مؤكدا بأن القائمة النسبية هي عقدة السلطة والحزب الحاكم، ولذلك يتشبثون بالنظام الحالي. وأكد أن المشترك لا يمكن أن يشارك في الانتخابات النيابية القادمة إلا بالشروط التي يتحقق من خلالها انتخابات حرة ونزيهة وفي مقدمتها القائمة النسبية وليس الشروط التي يفرضها المؤتمر حتى لا يكون المشترك شاهد زور وبعيد عن ساحة الانتخابات وصناديقها التي سيتم تعبئتها وتزويرها من قبل الحاكم. وفي إشارة إلي تصويت مجلس النواب على قانون الانتخابات النافذ قال الرداعي إنه ليس هناك مبرر لاتخاذ مثل ذلك الموقف ولكنهم كانوا يريدون تجديد الثقة للجنة السابقة وذلك لما قدمته لهم من خدمات بدليل التزوير والسجل الإنتخابي المشوه، هذه اللجنة التي نفذت كل مايريدون وهي اللجنة التي يرونها أكثر جدارة الجرادي: المراهنة الحقيقية ليست علي قيادات المشترك رغم مايقومون به من نضال وتضحيات وصبر بل هي على جماهير الشعب وهم من يقررون مستقبل وحدة اليمن. في تمثيلهم وخدمتهم، ولكننا نقول إنها ليست شرعية وليس لها أي صفة قانونية. وفي حديثة عن الحوار الوطني الشامل قال الرداعي : عندما نقول الحوار الوطني الشامل هو أن يتحقق للمواطن حريته وحسن الاختيار وأن يتحول هذا المجلس (مجلس النواب) ممثلاً للشعب وليس للحكومة فالحكومة تريد من أعضاءه مجرد موظفين فقط لديها بدليل كرمها في إعطاءه مكافئات مالية سخية أو على درجة من السخاء غير المحدود والتمديد لنفسه فترة سنتين والتي حدد موقفه منها مرشح المشترك بن شملان حين كان حينها عضواً في المجلس ولكنه رفض التمديد وقدم استقالته. وأضاف: الحوار الوطني لدينا هو الحوار الذي سيشرك فيه المشترك كافة أفراد الشعب.. مؤكداً أن المتضرر ليس المشترك بل كافة أفراد الشعب وهناك البطالة والفقر "وأعتقد أن الديمقراطية التي نعيشها في أحزابنا محروم منها الحزب الحاكم بدليل أن أعضاء الأمانة العامة قد تم استيرادهم من الأحزاب الأخرى فطارق الشامي من حزب الحق والقوى الشعبية وبن دغر من الاشتراكي إلي اللجنة العامة. من جهته أكد الصحفي على الجرادي – رئيس تحرير صحيفة الأهالي - أن المراهنة اليوم التي تتم سواءً من السلطة وحزبها الحاكم أو من أحزاب المعارضة هي مراهنة على وعي الشعب كما راهن أبو الأحرار الزبيري من قبل.. معتبرا إياها المعادلة التي تتكرر فهناك حكام مستبدون وفرق لنهب الثروة وأسرة تعبث بمقدرات البلاد وإعلام يمول من الخزينة العامة مقابل تضليل وتجهيل الشعب. وأشار إلى أن الكل يلاحظ الاندماج بين الحزب والدولة وأن المعادلة اليوم مركبه في رأس واحد وحزب واحد، وحينما نقول حزب لا نقصد به أعضاء المؤتمر فهم كغيرهم مظلومون، وإنما نقصد به شلة المستفيدين. وأكد الجرادي أن البلاد تمر بأزمة إقتصادية تتفاقم يومياً وثروة البلاد يتم اقتسامها وفق حصص معينة من النفط والغاز بينما يتضور الشعب جوعاً وترتفع فيه أرقام البطالة والفقر، وابن الشعب على الحدود إما مقتول أو محروق أو يتسول واليمني حرم حتى من تأشيرة دخول دول الخليج وهذا هو المنجز الوحيد للسلطة فيما هذه الثروة والخيرات والفرص المتعددة والتنوع المناخي يتم إهدارها لأنها تدار بعقلية للأسف يصدق فيها المثل الشهير (ما بدا بدينا عليه) وأوضح الجرادي – المسئول الإعلامي بنقابة الصحفيين اليمنيين - أن المراهنة الحقيقية ليست علي قيادات المشترك رغم مايقومون به من نضال وتضحيات وصبر بل هي على جماهير الشعب وهم من يقررون مستقبل وحدة اليمن. مؤكداً ضرورة الإلتحام بالناس ومناصرة همومهم وقضاياهم ومعرفة كل مايدور في المديرية ومناصرة المظلومين وأن يكونوا في قائمة اهتماماتنا. وقال الجرادي: إن السلطة تحكمنا بشيئين وهما المسماران اللذان تتكئ عليهما السلطة اليوم، والمشروع القادم لها مشروع خطب وتوزيع المال العام لشراء الذمم من نسبة فوارق أسعار النفط، ووضعنا الإقتصادي والأمني ينظر بخطر كبير.. مشيراً إلى ضرورة التكاتف والتعاضد لإنقاذ البلد "فلا يوجد اليوم في اليمن شي اسمه (خلاص فردي) لأن الظلم لايستثني أحداً والاستبداد والتمزق والانهيار أيضاً لايستثني أحد، ومن أجل تمكين مفاهيم (لنعيش سوياً ونحصل على حقوقنا في أن نقتسم الثروة) فلابد من السير بعيداً عن ثقافة المحاباة والمجاملة. وأكد أن لدى اليمنيين فرصة في التغيير السلمي تحاول السلطة أن تقطعها وتضيق بها فهي تستجيب لقاطع الطريق ورافعي السلاح فيما تتجاهل أصحاب النضال السلمي في المحافظات الجنوبية، وختم حديثة بأن الأمل هنا يأتي من الشعب ولابد من توسيع دائرة النضال السلمي.