أثار الأكاديمي الأميركي فلاج ميلر في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية «إفي» الشك مجدداً في حقيقة الصورة التي رسمها الغرب لشخصية أسامة ابن لادن ولتنظيم القاعدة. واعتبر ميلر أن الغرب جعل من شخصية ابن لادن أسطورة، ضخمتها وسائل الإعلام والحكومات الغربية بشكل مبالغ فيه. وجاءت رؤية ميلر، المتخصص في شؤون الإسلام بجامعة كاليفورنيا الأميركية، بعد سنوات قضاها في تحليل عشرات التسجيلات لزعيم تنظيم القاعدة، كانت قد صودرت في عملية عسكرية في أفغانستان عام 2003 وضمت نحو 1500 تسجيل صوتي حول الدين والسياسة. وقال الخبير الأميركي: «لقد تخيلنا أنها شبكة منظمة للغاية تضم أفراداً من شتى أنحاء العالم يقودهم ابن لادن، ولكني لم ألمس هذه الفكرة من خلال التسجيلات»، مؤكداً أنه لاحظ فيها وجود اختلافات بين أسامة بن لادن ورفاقه حول تفسيرهم لبعض المفاهيم. واعتبر ميلر أن الجماعات الإرهابية الأخرى تستفيد من اللغة والمفاهيم التي تطلقها السلطات الأميركية حول تنظيم القاعدة، موضحاً أن «الإرهابيين يتصرفون الآن وفقا للمفهوم الذي صاغه الغرب عنهم». وكان ميلر قد انتقد في تحليل له بمجلة «لانجواتش أند كومينيكيشن» في عددها الصادر هذا الشهر الطريقة التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية في الكتابة حول القاعدة، «إذ لا تساعد هذه الأدبيات على فهم المشكلة جيداً»، مؤكداً أن «هناك أفكاراً أخرى لا تصل إلى الناس الذين من شأنهم معرفة ما يجري حولهم». وأصر ميلر على عدم وجود علاقة بين هجمات 11 أيلول وصدام حسين وأسامة ابن لادن، حيث «لا قرائن دامغة على صحة هذه الادعاءات». على صعيد آخر قال الأكاديمي الأميركي: إنه يؤيد أي نشاط من شأنه التشجيع على الحوار بين الثقافات، مشيراً إلى مبادرة «تحالف الحضارات» التي نادى بها رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو، ومؤكدا أن هذه الفكرة أكثر أهمية من ذي قبل. وولد ابن لادن في السعودية عام 1957 لأب يمني ثري، وكان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة الدراسة. وبدأت مسيرته مع الجهاد في نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث ذهب إلى باكستان والتقى زعماء الجماعات المسلحة الأفغانية إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان، ثم عاد إلى السعودية لجمع المال والإمدادات لتلك الجماعات لينضم في النهاية معها لقتال السوفييت. وافتتح في عام 1979 بيت ضيافة لاستقبال المتطوعين في بيشاور بباكستان، ومع تزايد أعدادهم قام ببناء معسكرات لهم في أفغانستان، وأطلق على بيت الضيافة ومعسكرات المتطوعين اسم «القاعدة». وأصدرت السلطات الأميركية أمراً قضائياً بالقبض على أسامة ابن لادن بعد هجمات استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 ثم اتهمته بعد ذلك بأنه المسؤول الأول عن هجمات 11 أيلول. المصدر : د ب أ – إفي