تعد ظاهرة الإقبال على المكسرات في اليمن من العادات التي يحرص عليها اليمنيون منذ زمن بعيد، حتى انها أصبحت عنواناً لكرم الأسرة اليمنية، وتعبيرا عن احتفالها بالضيف، ولهذا يحرص اليمنيون على تحويل شوارع مدنهم إلى معرض مفتوح لعرض كل أصناف المكسرات التي يقبل عليها اليمنيون في المناسبات، بشكل منقطع النظير إذ يتسابق الباعة لعرض بضاعتهم معولين على ارتفاع الطلب. ولا يكاد يخلو أي بيت من بيوت اليمنيين من المكسرات المجففة والمقلية من لوز، وزبيب، وفول سوداني، وبلح مجفف، وبازيلاء مجففة ومقلية، وفستق، وهذه العادة تكاد تتفرد فيها اليمن، وتنتشر بكثافة في صنعاء والمناطق الشمالية وقال عبد الغني الكبسي: «إنها عادة حسنة ومحمودة، ويجب على كل يمني أن يتمسك بها، لأن المكسرات لها فوائد لا تعد ولا تحصى خلافاً للحلويات المشبعة بالمواد الدهنية التي ثبت أن ضررها أكثر من نفعها» وعن تفسيره لانتشار هذه العادة، يقول الكبسي: «الحقيقة أن انتشار تعاطي الفواكه المجففة عادة يمنية قديمة، توارثوها عندما لم يكن هناك أي نوع من الحلويات، فكانت بمثابة الحلوى التي يقدمها الناس لبعضهم البعض وكما هو متعارف عليه، فإن تبادل الزيارات يعبر عن احترام الضيف الزائر، والاحتفال به بتقديم أطباق المكسرات له ، ولمن يرافقه من الأطفال والنساء». من جهته ، يؤكد حسن الشاطبي مزارع المكسرات والفواكه المجففة، أن وجود المكسرات في الطبق اليمني يعد عادة متأصلة من قديم الزمن وكل بيت يمني لا يخلو من هذه الفواكه، لأنها من نتاج الأرض اليمنية، ودلالة على كرم المضيف لزائره، لذا تحرص الأسرة اليمنية، أن تدخر وتوفر لشراء المكسرات منذ وقت مبكر قبل الأعياد والأفراح ويضيف الشاطبي قائلاً: «إن الزيارات بين العائلات اليمنية واجب تحرص الأسر على القيام بها، وعليه تعتبر المكسرات والفواكه المجففة جزءا من العادات والتقاليد اليمنية المورثة، التي يتمسكون فيها والتي تجنبهم مخاطر الحلويات الصناعية، لاسيما وأن الطب الحديث مافتئ من حين إلى آخر يكتشف الفوائد الجمة للمكسرات ويشدد على ضرورة تناولها لاحتوائها على الزيوت غير المشبعة التي تتميز بها الحلويات الصناعية». ولا يستخدم اليمنيون المكسرات والفواكه الجافة فقط من دون طهي، بل تلجأ بعض الأسر إلى طهي الفواكه المجففة على شكل طبق من الحلويات يقدم عادة إلى جانب بعض الوجبات، وهنالك كثير من أنواع المكسرات يتم قليها ووضعها على الأرز عند سكبه في الأطباق، وهذه واحدة من العادات التي يستخدمها بعض العرب في وجباتهم الاعتيادية، بالإضافة إلى أن بعض المكسرات يتم تزيين أطباق الحلويات فيها، فضلاً عن أن نكهتها المميزة والتي تضفيها على الأطباق. إضاءة على الرغم من أن المكسرات تحتوي على الدهون المتمثلة بالأحماض الدهنية (الدهون المفيدة)، إلا أنها تحتوي على فوائد عديدة، حيث أكدت دراسة حديثة أن تناول اللوز والفستق والبندق بكميات قليلة، ومن دون إفراط ربما يجنب الإصابة بأمراض القلب وأزماته، كما قد يقلل من نسبة حدوث الشلل الرعاش، ويقلل أيضاً من خطر إصابة السيدات بمرض السكر ويخفض نسبة الكوليسترول، ويحمي من سرطان القولون. فإضافة الجوز للغذاء قد يخفض معدل الكوليسترول الضار، بالإضافة إلى إنها واحدة من الأغذية التي تحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية، قد تصل إلى أكثر من 3% كما في الكاجو والبندق، ولذلك فإن لها تأثيراً جيداً على الصحة، لأن الألياف الغذائية ترتبط بالحد من العديد من المشكلات، مثل علاج القولون وخفض الكوليسترول والدهون الثلاثية. المصدر: البيان الإماراتية