أعلنت مصادر محلية في محافظة صعدة(شمال اليمن) اليوم الجمعة أن سلسلة من الاعتداءات والاستهداف التي شنتها عناصر تابعة لجماعة الحوثي خلال الشهور الماضية ما بعد انتهاء الحرب الخامسة قد أسفرت عن مقتل وإصابة(130) مواطنا على الأقل في هذه الأثناء هددت وزارة الداخلية في اليمن اليوم الجمعة محتجزي الخبير الهولندي وزوجته بمنطقة بني ضبيان التي تبعد نحو(80 كلم شرقي العاصمة صنعاء) باستخدام القوة في عملية تحرير الخبير الهولندي وزوجته في حال عدم تجاوبهم مع وسطاء كلفتهم لإنهاء أزمة الرهينتين الهولنديتين. قالت مصادر محلية بصعدة أن سلسلة من الخروقات والاعتداءات المكررة شنتها عناصر خارجة عن القانون تابعة للحوثي على بعض مناطق صعدة استهدفت المدنيين والمزارعين من سكان عدة مناطق وهو ما ترتب عن إعاقة جهود الأعمار وإيقاف مسيرة التنمية والإخلال بالأمن والسكينة العامة والهدوء الذي بدأ يعم مختلف مناطق المحافظة طيلة أكثر من عام منذ إعلان الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في يوليو عام 2008 انتهاء المواجهات المسلحة في بعض المناطق مع عناصر الفتنة والتمرد بقيادة عبد الملك الحوثي. وكشفت المصادر أن تلك الاعتداءات والعمليات الإرهابية التي أقدمت عليها جماعة الحوثي طالت - خلال الثلاثة الأشهر الماضية - مناطق السواد بالعصيمات والمناطق المجاورة لها وقتلت خلالها ما يزيد عن(30) مدنيا من المواطنين العزل فضلاً عن جرح نحو(100) شخص على الأقل بإصابات متفاوتة. وجاء تصريح السلطات المحلية بمحافظة صعدة في أعقاب معاودة مجاميع كبيرة مثيرة للفتنة تابعة للحوثي يوم أمس الخميس بهجوم جديد على مديرية غمر وسطوها على مبنى الاتصالات الحكومي وسوق المدينة وبعض المنشات الحكومية الأخرى والتمركز في أحد مساجد المدينة نفسها. وفي هذا الصدد طالب مصدر بمحلي صعدة تلك العناصر بتحكيم العقل والمنطق والكف عن هذا الغيّ والعناد والعودة إلى جادة الحق والصواب والالتزام بتوجهات السلام التي تحقن الدماء وتوقف المآسي ،محملا إياهم مسؤولية كافة تلك الأعمال التخريبية وغير المسئولة وما ينتج عنها من أضرار للمصالح العامة والخاصة. واعتبرت السلطة المحلية معاودة عناصر حوثية لأعمال التخريب دلالة لنواياها المبيتة التي كان الحوثيون يحتفظون بها خلال تلك الفترة ويعدون ويرسمون الخطط لمواصلة مسلسل الخروقات والاعتداءات الإرهابية للعودة بمناطق محافظة صعدة إلى أتون فتنة جديدة. وحذر المصدر في السلطة المحلية الحوثي وجماعته من مغبة التمادي في مخططها وجر المحافظة إلى فتنة جديدة وهو ما سيستدعي حينها ا لضرب بيد من حديد. وأشارت المصادر إلى أن تلك العناصر عمدت كذلك ومنذ توقف المواجهات الأخيرة إلى الاعتداء على المواطنين في حرف سفيان في مناطق وادي عيان والمجزعة وحباشة والرهوه وقرن شارد ، حيث قاموا بقتل العديد من المواطنين وقطع الطرقات وتخريب عدد من المنشات العامة والممتلكات الخاصة. وأكد المصدر مجدداً بأن خيار الدولة هو السلام وإعادة الاعتمار والتسريع بجهود البناء والتنمية في المحافظة ولما فيه خير ومصلحة أبنائها ، وانه وانطلاقاًٍ من ذلك ستظل الدولة حريصة على حقن الدماء اليمنية والحيلولة دون تمكين تلك العناصر الخارجة على القانون والمثيرة للفتنة من تحقيق أهدافها في إشعال نيران الحرب مرة أخرى. وقال المصدر أن عناصر الحوثي اعتادوا دوماً على قرع طبول الحرب والتكسب من وراء الفتن وهم لا يستطيعون العيش في ظل مناخات الأمن والاستقرار والسلام ، وخاصة بعد أن عرف الجميع أهدافهم ومخططاتهم وما يضمرونه من شر للوطن وللمواطنين وبخاصة في محافظة صعدة. وفيما حمل المصدر تلك العناصر مسؤولية كافة تلك الأعمال التخريبية وغير المسئولة وما ينتج عنها من أضرار للمصالح العامة والخاصة ،أكد أن الوطن ومحافظة صعدة خصوصاً بحاجة إلى تفرغ الجميع لجهود البناء والتنمية وليس إلى الحرب وإشعال مثل هذه الفتن التي تضر بمصالح الوطن والمواطنين معا. إلى ذلك كشفت وزارة الداخلية في اليمن اليوم الجمعة أنها منحت محتجزي الخبير الهولندي وزوجته بمنطقة بني ضبيان فرصة أخيرة لإخلاء سبيل الخبير الهولندي الذي تم خطفه يوم الثلاثاء الماضي. وأكدت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أنها سمحت لوساطة محلية تضم أربعة مشائخ من مديرية بني ضبيان بالتوجه اليوم الجمعة إلى منطقة بني وافي حيث يحتجز خارجون على القانون الخبير الهولندي جان هندركس وقرينته هناك منذ يوم الثلاثاء الماضي. وذكر البيان أن أجهزة الأمن بمحافظة صنعاء أوقفت عدداً من الأشخاص ذات صلة بالخاطفين على ذمة التحقيق في جريمة الاختطاف. وقالت في هذا السياق أنها لازالت تحكم الخناق على المنطقة التي يتحصن فيها الخاطفون وأنها منعت الدخول أو الخروج من المنطقة ومشيرة إلى أن الوساطة القبلية الحالية تشكل الفرصة الأخيرة أمام الخاطفين. وجددت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن لن تتهاون إزاء هذه الجريمة البشعة وستعمل كل ما في وسعها لتحرير المخطوفين وبكل الطرق الممكنة. يأتي هذا وقد توسعة دائرة المطالب الشعبية على مواجهة كل من يقومون بتلك الأفعال المشينة بكل حسم وصرامة وإنزال العقوبات الرادعة بحقهم وجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه الإساءة لمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وقيم وأخلاقيات الشعب اليمني الذي عرف بإكرام الضيف أيا كانت جنسيته أو ديانته أو موطنه.