عزيز محمد - خلط علي سالم البيض في ثاني إعلان لانفصال الجنوب- الأول كان والرجل نائباً لرئيس اليمن الموحد والثاني وهو في النمسا- أوراق القوى السياسية في الداخل بما فيها حزبه الاشتراكي الذي دخل به الوحدة وتنكر له كما فعل العطاس حين ادعى انه كان قومياً لا ماركسياً. البيض الذي ارتمى في أحضان حركات صغيرة يفوق عددها محافظات الجنوب بتبنيه شعارات كان هو من أطلقها بالأمس قبل أن يغادر في 94 مهزوماً إلى سلطنة عمان التي عاش فيها فترة خارج أسوار العمل السياسي العلني التزاماً بشروط منحه الجنسية العمانية. ربما تكون الظروف الآنية غير مناسبة لهكذا توجه كون التوجه الإقليمي والدولي مع يمن موحد ومستقر لكن ظروف الداخل اليمني وتحديداً في الجنوب دفعت البيض إلى ركوب الموجه مرة أخرى حتى لاتفوت أشرعته رياح المستقبل حتى وان كانت حالمة واكبر من الواقع. عودة البيض إلى واجهة العمل السياسي من بوابة البحث عن دولة الجنوب سلمياً رغم انه فقدها بالقوة قطعت كل الآمال التي كان يرسمها البعض سواء في السلطة أو المعارضة حول إمكانية تكفير البيض ورفاقه عن جريمة الانفصال بالمشاركة في جهود وطنية تعيد للوحدة وجهها الباسم. لم يعد بإمكان الحزب الاشتراكي المراهنة على أن تمثيله للجنوب سيمنحه أوراق ضغط في حوار تم تأجيل الانتخابات من اجل إتمامه كان الجميع يعتبره بمثابة الفرصة الأخيرة. دعاة التشطير في جبهات ما يسمى بالحراك نالوا دفعة قد توسع تحركاتهم صوب حلم في نظرهم يجب تحقيقه وفي نظر غيرهم انتحار وفي المقابل قدم البيض خدمة للرئيس صالح بإعادة تحلق الوحدويين حوله ورفع أسهمه في أوساط اليمنيين بعد أن كانت ممارسات اركان حزبه في نظر الكثير خطراً يتهدد الوحدة. الحديث عن ضرورة إصلاح النظام وإعادة إنتاج أدوات جديدة تحافظ على من لا زالو متمسكين بالوحدة والمؤلفة قلوبهم أصبح مرهون بالتوافق مع المعارضة التي طلبت التمديد للحزب الحاكم بتأجيل الانتخاب مدة عامين لذات الغرض والحديث عن حلول أحادية أو ترقيعية من قبل طرف دون الآخرين إمعان في السير صوب الهاوية. من غير المنطقى التقليل من تأثير تصريحات البيض على ما يدور في الجنوب رغم انه بدا باحثاً عن ملكاً مضاع في إزار الخبجي وباعوم وما يؤكد ذلك هو رفع سقف الخطاب التشطيري بصورة لافته من قبل قادة جنوبيين تحدثوا لوسائل إعلام بعد حديثه مساء الخميس. حيدر العطاس كان سبق البيض في ذات التوجه ولن تتوقف الحكاية فعلي ناصر وهيثم قاسم وغيرهم كثر سيردون بركة الحراك الانفصالي متأزرين خطاب عنصري مناطقي يلغي ثقافتهم الأممية وهويتهم اليمنية بحثاً عن ملكاً أضاعوه ذات يوم حين رفض الشعب هذا الخطاب الذي أعادوا تسويقه بعبوات مختلفة. ولتجاوز إفرازات الوضع القائم وما ستئول إليه الأوضاع مستقبلاً في البلد يجب على الحزب الحاكم تقديم تضحيات وتنازلات لشركائه في العمل السياسي والتوجه إلى الداخل لإشراك الجميع في وضع حلول لكل مشاكل البلاد والتخلي عن ثقافة التملك والتمليك وتوزيع صكوك الوطنية والخيانة على الآخرين ايماناً منه بأن الوطن للجميع والوحدة سقف الجميع.