استبعدت السلطات الايرانية امس الغاء الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل ، واعلنت انه سيتم تنصيب الرئيس الجديد وحكومته بين 26 تموز 19و آب ، فيما تعهدت المعارضة باحتجاجات "مفتوحة" حتى إقالة الرئيس المنتخب أحمدي نجاد. وقال عباس علي كدخدائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور "لم نشهد لحسن الحظ في الانتخابات الرئاسية الاخيرة اي عمليات تزوير او مخالفات كبرى. وبالتالي ، ليس هناك امكانية لالغاء" نتائجها. ونقلت صحيفة ايران الحكومية عن المتحدث "ان المجلس لم يقبل ايا من شكاوي المرشحين". وكان المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الذي يملك الكلمة الفصل في شؤون البلاد ، حدد منذ الجمعة التوجه من خلال تأكيد ان الرئيس محمود احمدي نجاد حصل على 24,5 مليون صوت وان الفارق الذي يفصله عن مير حسين موسوي هو 11 مليون صوت مستبعدا حدوث تزوير. كما اعلن مجلس صيانة الدستور ان الرئيس والحكومة الجديدة سيؤديان اليمين الدستورية بين 26 تموز 19و آب. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان "مكتب مجلس الشورى حدد فترة 26 تموزالى 19 اب لاداء الرئيس اليمين الدستورية وتقديم الحكومة الجديدة". في المقابل ، اعلنت مصادر إصلاحية إيرانية قريبة من مرشح الرئاسة الخاسر ميرحسين موسوي والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إن فريق موسوي لا يعترف بنتائج الانتخابات ولا ببيان مجلس الأوصياء وإنه بالتالي سيواصل التصدي للنتائج و"سرقة أصوات الإيرانيين". وأوضحت المصادر في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها امس أن قادة الحركة الإصلاحية يتجهون لخيار "الاحتجاج المدني المفتوح ومواصلة المظاهرات" حتى "إقالة الحكومة غير الشرعية" ، في إشارة إلى حكومة نجاد. بدوره ، حذر رضا بهلوي ، نجل شاه ايران السابق والذي يعيش في المنفى ، من العواقب الوخيمة في حال سمح المجتمع الدولي للنظام الايراني بسحق حركة الاحتجاجات. كما طالب اسرائيل بدعم "نضال الإيرانيين" ، مضيفا في حديث خص فيه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن فشل الإحتجاجات الحالية سيؤدي إلى "كارثة نووية". وقال بهلوي إن على "مواطني اسرائيل دعم النضال الذي يخوضه الايرانيون" ، وأضاف أن "إستمرار الحكم الحالي في إيران قد يؤدي إلى كارثة نووية" ، لكنه حذر إسرائيل من مهاجمة المفاعل النووية الايرانية خشية "من أن تؤدي إلى وقوف الشعب الايراني إلى جانب النظام الحالي وستمس فقط في فرص تجديد العلاقات العميقة بين اسرائيل وإيران". ودعا المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية مهدي كروبي إلى التظاهر غدا حدادا على ضحايا الاحتجاجات ، مطالبا مجلس"الاوصياء" بإلغاء نتائج الانتخابات عوضا عن "إضاعة الوقت" وإعادة فرز بعض الأصوات. يأتي هذا بينما منعت السلطات الايرانية أنصار نجاد من التظاهر احتجاجا على تدخل بريطانيا في الشئون الداخلية لإيران. وقالت وزارة الداخلية في بيان "ان الوزارة مع ادانتها لعمليات التدخل ، تعلم مواطنينا انه من غير المسموح به تنظيم مثل تلك التظاهرة". والغت اثر ذلك الجمعيات تحركها. واعلنت السلطات الايرانية انها ستلقن "مثيري الشغب" المحتجزين درسا. وقال ابراهيم رايسي وهو مسؤول قضائي بارز"سيتم التعامل مع المعتقلين الشغب بطريقة تجعلهم عبرة وستفعل السلطة القضائية ذلك". وساد الهدوء طهران لليلة الثانية ، غير ان مظهر الاحتجاج المتكرر هو ارتفاع اولى هتافات التكبير مع هبوط المساء في سماء طهران. وتنطلق صيحات "الله اكبر" متفرقة هنا وهناك فترد عليها اصوات اخرى الى ان تطغى الهتافات على صخب السيارات وضجيج الشارع وتتسلل الى قلب المنازل والبيوت. وفي الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين لندن وطهران ، نفت طهران خبر استدعاء سفيرها في لندن للتشاور ، فيما طردت بريطانيا دبلوماسيين ايرانيين اثنين ردا على اصدار طهران امرا بطرد دبلوماسيين بريطانيين اثنين. وقال براون للبرلمان "اتخذت ايران أمس خطوة غير مبررة بطرد اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين بسبب مزاعم لا أساس لها على الاطلاق.. ردا على هذا العمل أبلغنا السفير الايراني بأننا سنطرد اثنين من الدبلوماسيين الايرانيين من سفارتهم في لندن". ووقررت بريطانيا ترحيل اسر موظفي سفارتها في طهران ونصحت رعاياها بتفادي اي زيارة غير ضرورية لايران. في واشنطن ، قال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض امس ان الاحتجاجات في ايران أدت الى "بداية تغيير". وقال" نحن نشهد بداية التغيير في ايران.. أعتقد انهم (المحتجون) حققوا شيئا. لقد لفتوا النظر لما يحدث في ايران". لكن غيبس حذر من ان الرئيس الامريكي لن يتدخل بشكل او اخر في تحركات محددة داخل ايران. الى ذلك ، اوقفت السلطات الايرانية صحافي يعمل لحساب صحيفة واشنطن تايمز في ايران وذلك في اطار التضييق على الصحافة الاجنبية التي تغطي الاحتجاجات.