ذكرت مصادر مطلعة أن انسحاب الأمريكيين خلال الايام القليلة الماضية من فريق البحث عن حطام الطائرة اليمنية والضحايا البالغ عددهم 152 شخصا ، جاء نتيجة لعدم تعاون الفريق الفرنسي في تسهيل إعمال البحث للفرق المشاركة ، وسط تذمر فريقي البحث اليمني – القمري من الإجراءات الفرنسية في إغلاق مساحات واسعة من المحيط المحاذي لشواطئ جزر القمر كمناطق عسكرية مغلقة على نفوذ القطع البحرية التابعة للأسطول الفرنسي. وفي سياق آخر تطورات البحث عن ضحايا وحطام الطائرة اليمنية المنكوبة ، قالت اللجنة العليا لحوادث الطيران المدني في اليمن انها تواصل حالياً بالتنسيق مع الجهات الرسمية في البلاد المتابعة مع السلطات التنزانية التي تقع شرق جزر القمر بمسافة 370 ميلا لمعرفة تفاصيل أكثر عن 13 جثثة عائدة لضحايا ركاب الطائرة اليمنية المنكوبة قبالة سواحل جزء القمر . وذكرت اللجنة في بيان صحفي مساء الثلاثاء انها تلقت اعلانا من السلطات التنزانية على لسان محافظ جزيرة "مافيا" يفيد بالعثور على ثلاثة عشر جثة واجزاء من حطام الطائرة اليمنية المنكوبة التي سقطت قبالة جزر القمر ومنها جزء من ذيل الطائرة واحد الكراسي وقطعة أخرى مثبت عليها سنة الصنع 1990م . وتوقعت اللجنة ان يتم العثور على مزيد من الجثث كون اتجاه الريح تساعد على سحبها الى الشواطئ التنزانية . واكدت اللجنة انها على تواصل مستمر مع القائم بالاعمال اليمني في تنزانيا والذي بدوره يبذل جهودا كبيرة بالتعاون مع الجالية اليمنية في تنزانيا لمتابعة السلطات وطلب التعاون منها في اعمال المسح والابلاغ اولا بأول عن ما يتم العثور عليه. وقالت انه تم التنسيق مع فريق البحث والانقاذ وفريق التحقيق من الجانب اليمني مع السلطات القمرية بهدف التواصل مع الدول المجاورة لجمهورية جزر القمر لإجراء مسح لشواطئها للتأكد من وجود مزيد من جثث الضحايا أو أجزاء من حطام الطائرة المنكوبة قد تكون سحبتها الأمواج إلى شواطئها. وذكر البيان أن أعضاء من الفريق اليمني المتواجد حالياً بجزر القمر سيشارك ضمن الفريق المشكل للانتقال إلى تنزانيا للتحقق من الجثث والحطام التي وجدت في الشواطىء التنزانية، مرجحا انتقال الفريق الاربعاء إلى تنزانيا . نطقت "ايرباص" على استحياء في غضون ذلك وبعد صمت محير ، اعلنت مجموعة ايرباص الثلاثاء انها ملزمة بان تقدم الى السلطات اولا المعلومات اللازمة لكشف ملابسات تحطم احدى طائراتها التابعة للخطوط الجوية اليمنية، بعدما هددت الاخيرة بالغاء طلبيات شراء طائرات جديدة بسبب "عدم تعاون" المصنع الاوروبي معها على حد قولها. وقال متحدث باسم ايرباص "نحن ملزمون بان نقدم الى السلطات كل المعلومات التي تساعد على فهم ما حصل وكشف ملابسات الحادث" و"بما ان هناك تحقيقا جاريا لا يمكننا التدخل لدى الشركة". وكان رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية اليمنية عبد الخالق القاضي هدد في تصريحات صحفية نشرة في وقت سابق الثلاثاء باعادة النظر في طلبية لشراء عشر طائرات ايرباص "ايه 350" لان الشركة المصنعة لم تقدم دعما معنويا أو اعلاميا للشركة بعد حادث تحطم طائرة ايرباص ايه310 تابعة لليمنية قبالة شواطئ جزر القمر الاسبوع الماضي ما اسفر عن مقتل 152 شخصا. وفي وقت يستمر فيه الموقف الفرنسي على تعصبه وممارسة الضغوط على اليمنية" و"عدم التعاون" في التحقيقات الجارية لكشف اسباب تحطم طائرة ، قال المتحدث باسم ايرباص تعقيبا على تصريحات اليمنية "نحن نقدم الدعم الى عملائنا: اليمنية لديها طائرات ايرباص اخرى وتستفيد من خدمة ما بعد البيع التي نقدمها"، مؤكدا في الوقت عينه انه "لا يمكننا تجاوز هذه الخدمة بما ان هناك تحقيقا تقنيا وقضائيا مفتوحا". الكابتن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية اضاف في تصريحاته "أن فرق التحقيقات لم تكشف بعد الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة المنكوبة " مشددا على عدم استباق نتائج التحقيقات التي تجريها الفرق الفرنسية واليمنية والقمرية والإدلاء بمعلومات غير صحيحة ، موضحاً أن الصندوقين الأسودين سيحددان بدقة أسباب سقوط الطائرة اليمنية (A310) قبالة سواحل مروني الثلاثاء الماضي والتي راح ضحيتها (152) شخصاً ونجاة فتاة تحمل الجنسية الفرنسية في الحادث . واعتبر القاضي التصريحات الفرنسية التي سارعت إلى إلقاء اللوم على اليمنية بأنها متسرعةً واستبقت نتائج التحقيقات ، مستنكراً الحملات الإعلامية الظالمة فرنسياً ويمنياً التي تجاوزت استهداف طيران اليمنية إلى استهداف اليمن ككل، منوهاً إلى أن إدارة اليمنية ألغت (16) رحلة بين مرسيليا وصنعاء ومروني حتى إشعار أخر. وحول الجدل الدائر بشأن إجراءات الصيانة لطيران اليمنية قال القاضي: إنها تتم بمعايير دولية ومعمول بها في شركات الطيران العالمية ، وفي مقدمتها شركة "الايرباص" الفرنسية التي لديها مشرفين دائمين على الصيانة وفق القواعد الدولية والتحقق من إجراءات السلامة بشكل دوري . مضيفاً أن عملية الصيانة معقدة وتخضع لإشراف خبراء وشركات عالمية وليست مزاجية ، موضحاً أن التحذيرات حول الطائرة لا تتعلق بإجراءات السلامة بل ملاحظات تم إصلاحها منذ العام 2007 ، مشيراً إلى حصول اليمنية على شهادات دولية للسلامة خلال عامي (2006،2008م) عن جدارة وبتقارير خبراء عالميين.