أكد تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن صراع النفوذ بين واشنطن وصنعاء سمح لتنظيم القاعدة بالعودة لليمن. وقال معد التقرير الباحث والمحلل السياسي الأمريكي جورج جونسن إنه بالرغم من أن التقديرات بأن عودة القاعدة إلى اليمن دقيقة، إلا أن الوضع المتدهور لا يعود إلى النجاحات التي حققتها الولايات المتحدة في أماكن أخرى، لكنه ناتج عن تراجع يقظة الولايات المتحدة واليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة وعدم التنسيق الكافي بينهما للتعامل مع مشكلات اليمن بصورة تقلل من قدرة التنظيم على الحركة داخل اليمن. ويشير التقرير-وفقا ل"الوطن السعودية" الذي صدر مؤخرا، أنه بحلول نهاية عام 2003، كان تنظيم القاعدة قد تعرض لهزيمة كبرى في اليمن بسبب التعاون الوثيق بين القوى الأمنية الأمريكية واليمنية. ووصل هذا التعاون ذروته في نوفمبر 2002 عندما اغتالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رئيس التنظيم في اليمن، أبو علي الحارثي، وسرب البنتاجون الخبر لوكالات الأنباء رغم الاتفاق المسبق مع السلطات اليمنية بأن تبقى العملية سرية. وأضاف كانت الولايات المتحدة بحاجة لإظهار انتصار مبكر في الحرب على الإرهاب، وكان مقتل أحد زعماء تنظيم القاعدة خبرا لا يمكن تركه يمر دون استغلال، لكن السلطات اليمنية شعرت أن أمريكا وضعت مصالحها الداخلية قبل أمن اليمن، حيث إن القاعدة لا تزال حتى الآن تستخدم حقيقة أن الرئيس علي عبد الله صالح سمح للأمريكيين بتنفيذ العملية في حربها الدعائية ضده. وفي عام 2003 دفعت الولايات المتحدة ثمن هذا الخطأ عندما اعتقلت قوات الأمن اليمنية قائد التنظيم الذي جاء بعد الحارثي، محمد حمدي الأهدل، ولم تسمح للمحققين الأمريكيين بالوصول إليه مباشرة وأجبرتهم على العمل من خلال وسطاء يمنيين. ومع ذلك، حيث إن معظم قياداتها دخلوا السجن أو قتلوا، تعرضت البنية التحتية للقاعدة في اليمن للتدمير، وانتقل معظم مقاتليها للقتال في العراق. ويتابع التقرير أن كلا من اليمن والولايات المتحدة تعاملت مع هذا الانتصار على أنه نهائي، ونتيجة لذلك شطب تنظيم القاعدة من قائمة أولويات كلا البلدين. خلال السنتين التاليتين من الهدوء النسبي، تم تجاهل التهديد الذي تمثله القاعدة في اليمن وانتعشت فيها السياحة. ويؤكد أنه حتى حادثة الفرار من السجن التي هرب فيها 23 من المتهمين بالانتساب للقاعدة في أوائل 2006 تم التعامل معها وكأنها استثناء غير عادي وليس على أنها بداية معركة جديدة. من بين الهاربين كان قاسم الريمي وناصر الوحيشي، واستغل الاثنان سنتين ونصف السنة من إهمال الحكومة لإعادة بناء تنظيم القاعدة في اليمن. وفي يونيو 2007 أعلنت القاعدة رسميا عن وجودها في اليمن بقيادة الوحيشي ونفذت هجوما انتحاريا ضد قافلة من السياح الإسبان. ومنذ ذلك الوقت تعززت قوة التنظيم. وفي يناير 2008 أصدرت القاعدة في اليمن أول عدد من صحيفتها "صدى الملاحم" ونفذت في ذلك الشهر عددا من الهجمات بلغت ذروتها بالهجوم على السفارة الأمريكية في سبتمبر 2008. وفي وقت مبكر من عام 2009، نفذ انتحاريان هجوما ضد مواطنين من كوريا الجنوبية. ويشير التقرير الأمريكي إلى أن القاعدة استثمرت نجاحاتها الأخيرة واجتذبت متطوعين جددا من اليمن ومن السعودية. ففي يناير الماضي انضم اثنان من نزلاء معتقل جوانتانامو السابقين كقياديين في التنظيم وقادا عملية توحيد فرعي القاعدة في اليمن والسعودية في تنظيم واحد أطلق عليه اسم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية". أحد القادة، محمد العوفي، سلم نفسه بعد ذلك للسلطات السعودية. ويسعى الوحيشي الآن لاستخدام المناطق التي لا تخضع للسلطة الكاملة لقوى الأمن اليمنية كنقطة انطلاق للهجمات التي تنفذ ليس فقط في اليمن، ولكن في أجزاء أخرى من الجزيرة العربية والقرن الأفريقي. تناقض مصالح * اليمن وأمريكا نسقا جهودهما على أعلى المستويات حتى عام 2002 ضد القاعدة حيث تمت تصفية أبو علي الحارثي. * أخطأت واشنطن بالإعلان عن قتله وهو ما أضر بالسلطات اليمنية . * عملية فرار 23 من القاعدة أوائل 2006 تم التعامل معها وكأنها استثناء غير عادي وليس على أنها بداية معركة جديدة. * في يونيو 2007 أعلنت القاعدة رسميا عن وجودها في اليمن بقيادة ناصر الوحيشي ونفذت هجوما انتحاريا ضد قافلة من السياح الإسبان. * في يناير 2008 أصدرت القاعدة في اليمن أول عدد من صحيفتها "صدى الملاحم" . * في وقت مبكر من العام الجاري، نفذ انتحاريان هجوما ضد مواطنين من كوريا الجنوبية. * محمد العوفي، أحد قادة القاعدة، سلم نفسه للسلطات السعودية