دعا الدكتور نصير شاهر الحمود المدير الاقليمي لمنظمة "امسام" المراقب الدائم لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة الى توجيه السياسات الاقتصادية والتنموية العربية وفقا لتوصيات تقرير التنمية الانسانية العربية الذي صدر مؤخرا وتضمن تحذيرات من المخاطر التي قد تتسبب بها ظواهر الفقر والبطالة وضعف المشاركة النسوية ونوعية التعليم في العالم العربي. وأكد المدير الاقليمي لمكتب »امسام« الذي يتخذ من الدوحة مقرا له على ضرورة أخذ الحكومات العربية لما جاء في التقرير من توصيات على محمل الجد "اذ أن التزايد السكاني الكبير في العالم العربي يجب ان يترافق مع نمو في الانتاجية وزيادة في القدرات العلمية التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي اللازم لمواجهة الزيادة الديمغرافية". وحذر الحمود في بيان صحفي من الجمود الذي اصاب برامج التطوير والتحديث في عدد من الدول العربية كنتيجة منطقية لتداعيات الأزمة المالية العالمية.. كما حذر من استمرار تجاهل برامج الاصلاح الاقتصادي والخصخصة لأمن المواطن العربي وكرامته وحقوقه. وشدد في هذا الصدد على وجوب تضافر جهود الحكومات والمؤسسات غير الربحية في العالم العربي بالتعاون مع القطاع الخاص لوضع استراتيجيات تنخرط ضمن نظام مؤسسي يستشرف التحديات والفرص التي تحملها السنوات المقبلة بغية وضع حلول لمواجهتها عبر تغيير المنظومة التعليمية والتركيز على القطاعات الانتاجية وتعظيم مساهمة المرأة في المجتمع. وكان تقرير التنمية الانسانية العربية قدر ركز على البعد الانساني الذي يعد حجر الرحى في علاج ما ورد من نصوص فيها.. وتحاول تلك التقارير ايجاد بيئة يمكن أن يتم فيها استثمار طاقات الافراد وتسخيرها ضمن أطر انتاجية ذات مردود إلى صاحبها والمجتمع الذي يعيش فيه. ولفت مدير المكتب الإقليمي لمنظمة "إمسام" الى بلوغ نسب البطالة في العالم العربي معدلات تفوق ضعف متوسطها على المستوى العالمي.. مشيرا الى ان هذه تأتي لتؤكد على استمرار العجز في ايجاد استثمارات حقيقية للموارد الطبيعية التي تزخر بها البلدان العربية كما يعكس ذلك عدم حصول توظيف كفء وفعال لتلك المقومات الطبيعية. وذكر البيان الصحفي ان التجارب التاريخية أثبتت أن الاستثمار في الطاقة البشرية كان المحرك الحقيقي للنمو الاقتصادي حول العالم، فقد تمكنت دول تعاني ضعفا في الموارد الطبيعية من تحقيق قفزات اقتصادية هائلة على مدار القرن الماضي، حين تمكنت اليابان من التحول عقب الحرب العالمية الثانية من أطلال ركام الى ثاني اكبر اقتصاد عالمي، وهو ما ينسحب على المانيا الاتحادية والتي تعد ثالث أكبر اقتصاد عالمي وأكبر مصدر صناعي على مستوى المعمورة وذلك بعد مرور 6 عقود على خسارتها في الحرب العالمية الثانية. ودعا الدكتور نصير الحمود الى ايلاء تعليم المرأة اهمية خاصة في المنظومة التعليمية الرسمية للبلدان العربية "اذ باتت المرأة في العالم الغربي تساهم بأكثر من تلك المساهمات التي يقدمها الرجال في عدد من الحقول الاقتصادية والسياسية والثقافية وهو ما يدعو لوقفة تأمل تفضي الى اعادة النظر في الثقافة التي تسود في عدد من الاقاليم العربية التي قد تنظر بشكل دوني لدور المرأة". وكان تقرير التنمية الانسانية العربية قد اوضح ان مبدأ تمكين المرأة لا يزال ضعيفا في المجتمعات العربية، اذ ظل نمط القرابة الابوية والاخضاع والهيمنة الاجتماعية للذكور حائلا دون تمكين المرأة وتحقيق تطورها، ما قوّض من فرص استفادة المجتعات العربية من طاقات اقتصادية كان بالمقدور الاستفادة منها لتعظيم الناتج المحلي للبلدان العربية، وهو ما يؤدي لتعميم الفائدة الاقتصادية. الجدير بالذكر ان منظمة "إمسام" هي مؤسسة دولية تعمل كمراقب دولي دائم لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة وتعمل على القضاء على سوء التغذية في العالم خصوصا في العالم النامي ودعم الجهود الخيرية والإنسانية. ولدى المؤسسة سفراء للنوايا الحسنة ينتشرون في مختلف دول العالم يسعون للدعم واستقطاب الدعم الذي من شأنه الاسهام في تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة.