أظهرت دراسة أكاديمية في اليمن أن النساء يتحاشين الذهاب إلى أقسام الشرطة للإبلاغ عن تعرضهنّ للتحرّش، بسبب العادات والتقاليد. وبيّنت الدراسة التي أعدتها الدكتورة فاطمة قحطان وعرصت في ندوة عن التحرش الجنسي اليوم بصنعاء، ان "الصورة النمطية التي تحملها المرأة تجاه أقسام الشرطة يجعلها تتجنب إبلاغ رجال الشرطة بالإساءة أو التحرش التي تتعرض له خوفاً منها على آثار ذلك على سمعتها وكرامتها" . وأضافت الدراسة التي أعدت بالتعاون مع "مبادرة الشرق أوسطية" بشأن التحرّش بالنساء في اليمن، أن "اليمنيات يتحاشين ردة فعل المجتمع الذي لا يقتنع أو يتفهم أي مبرّر يدفع المرأة للقيام بالتوجه لقسم الشرطة لتقديم بلاغا مهما كانت حالة التحرش". واستهدفت الدراسة 540 امرأة وفتاة في خمس مديريات بالعاصمة صنعاء، ووجّهت لهن أسئلة مفتوحة بشأن أنواع ومسببات التحرش والمضايقات التي تتعرض لها بعض النساء في الأسواق والطرقات والجامعات والمدارس. وأكدت أهمية دور التوعية من مخاطر التحرّش بالنساء في الأسرة والجامعة والمدرسة، لافتة إلى أن هذه التصرفات بدأت تتفشى يوماً بعد يوم وأصبحت تعاني منها المرأة اليمنية بشكل عام. وأرجعت سبب تطور وتزايد هذه التصرفات إلى عدم معرفة المرأة أصلا بوجود مواد رادعة في القانون لمثل هذه التصرفات ولأية أعمال فاضحة. ودعت الدراسة رجال الشرطة وأجهزة الأمن ووسائل الإعلام إلى التعريف بخدمات رجال الشرطة ودورهم في حماية النساء. كما طالبت بتغيير الصورة النمطية لدى المجتمع عن دخول المرأة إلى قسم الشرطة، وخاصة بعد وجود شرطة نسائية تتلقى الشكاوى، الأمر الذي يستدعي من كل إمرأة تتعرض لتحرش الإبلاغ عن هذه الحالة عبر رقم هاتف مجاني خصص لهذا الغرض. ( يو بي آي )