في مسعى للعب دور خارجي يحيطه الغموض ويضع عديد من علامات الاستفهام ، أبدت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر استعدادها للوساطة في القتال الدائر بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين مطالبة الجانبين بوقف القتال فورا والسماح بوصول المساعدات الإغاثية إلى آلاف المشردين اليمينين في مناطق الصراع. وقال النائب الأول لمرشد الجماعة الدكتور محمد حبيب السبت "الإخوان المسلمون في انتظار أي إشارة من الحكومة اليمنية أو الحوثيين للقيام بكل جهد يمكنها من حقن دماء المسلمين ونزع فتيل الأزمة التي يهدد استمرارها أمن المنطقة كلها وليس اليمن وحده". وتبريرا للمبادرة التي تجاوزت كيان معترف به لتنظيم الاخوان في داخل اليمن "حزب التجمع اليمني للاصلاح" نقلت الجزيرة عن حبيب قوله "الإخوان المسلمون في اليمن مستعدون للقيام بأي جهد من شأنه وقف القتال هناك، ولو مكنوا من أداء هذه المهمة فسيأدونها على خير وجه لأن الجميع يعرف موقفهم الحيادي البعيد عن أي تأثير والذي يرعى في المقاوم الأول حرمة الدم المسلم وأمن واستقرار اليمن". وأوضح أن التضييق على الإخوان المسلمين في مصر يمنعهم من القيام بكثير مما يأملون القيام به في حلّ المشكلات العربية، قائلا "إننا في مصر ممتعون من السفر ومحاصرون ومراقبون، وينظر بشك وريبة إلى كافة تحركاتنا الداخلية، فكيف الحال إذا ما حاولنا لعب دور خارجي". وفي رده على سؤال حول تمسك الحكومة اليمنية بخيار الحسم العسكري رغم المطالبات الدولية لوقف القتال وبدء الحوار، قال حبيب "أي نظام في أي مكان في العالم لا بد أن يكون له موقف حاسم في ردع أي تمرد أو محاولة لتغيير النظام باستخدام السلاح"- وهو موقف اكثر وضوحا من موقف الجماعة في اليمن . وحتى الآن لم يصدر تعليق رسمي او من المتمردين على مبادة مركز التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، فيما لم يوضح الاخوان المسلمين في اليمن (تجمع الاصلاح المعارض والمهيمن على تكتل المشترك ) ما سر هذه الفزعة التي تجاوزته من قبل عرض الاخوان في مصر والحديث باسمهم . ويتسم موقف اخوان اليمن بالتذبذب والضبابية واستثمار الأزمات ومساندة وتبرير مشاريع التخلف والتطرف الديني والسياسي الذي يحمله دعاة الفتن والتخريب والتكفير والعصبية المذهبية والسلالية ، فقط لتصفية حسابات شخصية مع الرئيس علي عبدالله صالح ومع حزبه الحكم ، على حساب الوطن بأكمله. وتغلف الدبلوماسية والتقاء المتمردين مع الاصلاح الاخواني في اليمن في تعامل الطرفان حين تكون السياسة حاضرة وتصب لصالح ارهاق النظام واضعاف مؤسساته حتى وإن كانت معركة كالتي يخوضها الجيش تنفيذا لواجبه الدستوري لا تقبل سوى الوقوف ضد مشروع العنف والتخلف الذي يحمله المتمردون وهو الامر الغائب في أجندة إخوان اليمن ، على الرغم من اتساع الخلاف الفكري للاخيرة مع حركة الحوثيين والتي يبادلها الاخوان المسلمين مشاعر العداء وأدت لمواجهات مسلحة ودامية للسيطرة على المساجد في مناطق الحدود بين صعدة والجوف قبل المواجهات العسكرية الحالية مع المتمردين . وأصدرت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر بيانا في وقت سابق اليوم السبت انتقد الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين على حد سواء "لعدم استجابتهم لدعوات وقف الاقتتال رغم تشريد نحو 150 ألف شخص وعجز المنظمات الإنسانية عن التدخل لحماية وإغاثة هؤلاء بسبب وجودهم في بؤرة مناطق القتال في محافظتَي صعدة وعمران شمال البلاد". وأكد الإخوان "على موقفهم الثّابت الرافض لاستخدام كافة أشكال العنف المسلَّح في حسم الأزمات، ورفع السلاح في وجه الدولة"، مناشدين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "وقف إطلاق النار في المحافظات التي تشهد الاشتباكات الدامية، والاستجابة إلى المناشدات الإسلامية والدولية، وبحث جذور الأزمة وأسبابها ومحاولة حلها بالأساليب السلمية". كما ناشد البيان "العناصر التي تقاتل القوات الحكومية اليمنية إلقاء السلاح، والاحتكام لصوت العقل، والاستجابة للمبادرات الجادة لوقف القتال وإراقة الدماء"، مطالبا طرفي القتال ب"العمل على فتح مسارات الإمدادات الغذائية والإغاثية فورا وبشكل عاجل ودونما إبطاء". وطالب الإخوان المسلمون جامعة الدول العربية بالقيام بدورها في الأزمة، وناشدوا "الأطراف الإقليمية والمنظمات العربية والإسلامية الأخرى وكذلك علماء الدين ورموز الفكر والشخصيات العامة وممثلي الشعوب من أعضاء البرلمانات، القيام بأدوارهم في علاج هذه الأزمة، كل في دوره، وبحسب ما يستطيع، حقنا لدماء المسلمين".