أكد وزير الخارجية أبو بكر القربي أن "اليمن سيخاطب دولاً خليجية كانت صنعاء اتهمت جماعات فيها بدعم المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، مجدداً اتهامه لإيران في هذا الصدد بدعم التمرد" ونافياً أي وساطة سورية مع طهران. القربي، وفي حديث لصحيفة "البيان"، جدد انتقاد "موقف واشنطن من القتال الدائر بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين ومطالبتها بتقديم أدلة مقنعة عن دعم إيراني"،لافتاً الى "إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة حينما طلبت دعمها في مكافحة الإرهاب" محذراً من أن "أي إضرار باليمن هو بداية لانفلات الأمور في المنطقة" مطالباً ب"معرفة نوع الأدلة التي تطلبها الولايات المتحدة". وقال "نريد معرفة ما هو نوع الأدلة التي تطلبها الولايات المتحدة. فنحن تعاملنا مع الكثير من قرارات مجلس الأمن الدولي في ما يخص جماعات ومؤسسات تمول الإرهاب دون أن يكون هناك أدلة، بل اعتمدنا على قرارات صدرت من جهات معينة". وأضاف "أعتقد أنه لو قرأ الجانب الأميركي ما حدث في الأعوام الخمسة الماضية قراءة واعية بما فيها تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ومواقف وسائل الإعلام الإيراني، فإنه لا يمكن إلا أن يقر بوجود تعاطف ودعم للحوثيين. أما قضية من أين يأتي الدعم وما هي مصادره، فهذه عملية استخباراتية لدى الولايات المتحدة القدرة على إثباتها". وحول طبيعة حمولة السفينة الإيرانية التي احتجزت في المياه الإقليمية اليمنية ، أوضح القربي "عندما تحتجز سفينة في المياه الإقليمية لأي دولة، فإن القبض عليها بحد ذاته يثير علامات الاستفهام بغض النظر عما إذا كانت محملة بالأسلحة من عدمه" . مضيفا أن" السؤال هو كيف وصلت هذه السفينة إلى المياه الإقليمية اليمنية؟. يعلم الجميع أنه عندما تواجه السفن صعوبات فإنها تطلق إشارة تنبيه أو استغاثة. أما طبيعة حمولتها فذلك موضع تحقيق وسيعلن عنه في وقت لاحق حين الانتهاء منه". ورحب القربي "بكل جهد يخفف من الموقف في المنطقة لأن التأزيم لا يخدم اليمن أو إيران أو السعودية أو المنطقة" معتبراً أن " الحلول يجب أن تأخذ بالاعتبار الموقف اليمني الواضح برفض الوصاية والتدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة كانت"، رافضاً "أن يكون هناك دولة وصية على المواطنين من معتنقي مذهب الإثني عشرية أو اليهودية، فهؤلاء جميعهم يمنيون والحكومة تتحمل مسؤوليتها تجاه حمايتهم"، مؤكداً أن"من يحمل السلاح لتنفيذ مطالبه فهو خارج عن الدستور والقانون". ورداً على سؤال حول الحديث عن زيارته الى سوريا عما اذا كانت تضمنت عرضاً من دمشق بالتوسط لدى طهران للضغط على الحوثيين لوقف التمرد، أجاب القربي: "لقد ذهبنا إلى دمشق لكي نوضح حقيقة الأمور لأن وسائل الإعلام نقلت ما يجري في محافظة صعدة بصورة خاطئة وهولت وبالغت ولهذا حرصنا على أن تعرف الدول حقيقة ما يجري من تدخلات خارجية ونوضح مسؤولياتهم كقادة عرب في أطر المسؤولية العربية الجماعية في حماية أي دولة عربية تتعرض لأي تدخل في شانها الداخلي". وعن العلاقات اليمنية – السعودية، رأى القربي أن "مشكلتنا مع المعارضة اليمنية هو من يقيم في بريطانيا يوهم الآخرين بأنه تحت رعاية بريطانية ومن في السعودية يحظى برعاية سعودية وهو ما لا اعتقده"، مشيرا إلى أن "هذه الدول في أوروبا أو المنطقة تدرك خطورة ما يتعرض له اليمن من محاولات لإثارة الفتنة والانفصال وهم يؤكدون الحرص على وحدة واستقرار وأمن البلاد لأن أي إضرار باليمن هو بداية لانفلات الأمور في المنطقة" ، لافتا أنه "لو قرأتم تصريحات السفير المصري في صنعاء ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط لوجدتم أن الموقف المصري لم يتغير".