صعد أتباع ما يسمى ب"الحراك الجنوبي" من أعمال التخريب والعنف المسلح في إطار تحالف استراتيجي معلن لفصائل انفصالية مع تنظيم القاعدة وبالتزامن مع خوض القوات الحكومية عملياتها العسكرية ضد التمرد الحوثي الدعوم من إيران في أقصى الشمال الغربي ، فيما رفعت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن من إجراءاتها ،وسط انتشار امني كثيف تحسبا من إعمال تخريبية توعدت بها تلك الفصائل مع العيد الثاني والأربعين للاستقلال عن المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر. واندلعت فجر الأحد اشتباكات بين مسلحين من أتباع" الحراك الانفصالي القاعدي " والقطاع العسكري بردفان محافظة لحج ، في وقت تتحضر فيه مجاميع من تحالف" الحراك " لدخول مدينة عدن قادمة من محافظات مجاورة لتنفيذ تظاهرة بالمناسبة غدا الاثنين بساحة الهاشمي ، بعد أن أعلن زعيم "الحراك" في الخارج علي سالم البيض ، والقائد الميداني طارق الفضلي الجهادي في تنظيم القاعدة ، انتقالهما في مشروع الانفصال الجديد لجنوب اليمن عن شماله لمرحلة عسكرة الحراك وتسليحه والبدء بالعصيان المدني . اللجنة الأمنية في عدن بدورها حذرت من إقامة أي تظاهرات غير مرخصة وباتخاذ إجراءات رادعة إزاء أي محاولة لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن والعبث بالسكينة العامة في مدينة عدن، وتعكير ابتهاج المواطنين بعيد الأضحى المبارك والعيد ال42 للاستقلال. وأكدت في ختام اجتماع لها يوم الأحد برئاسة الدكتور عدنان الجفري محافظ عدن أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة ضد من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والسكينة العامة للمجتمع، أو الاعتداء على المواطنين وممتلكاتها أو القيام بأي تجمعات تهدف إلى إثارة الفوضى. وحول العمل المسلح الذي وقع الأحد في منطقة ردفان من قبل أتباع "الحراك" ، نقل حزب الإصلاح الإسلامي المعارض في موقعه على الانترنت "الصحوة نت" عن شهود عيان قولهم أنه عند الساعة الثانية فجراً أقدم مسلحون بإطلاق النار على القطاع العسكري بالحبيلين من عدة اتجاهات، ورمي قنبلة يدوية إلى داخل مبنى الأمن السياسي بردفان الذي يقع بجوار القطاع العسكري مما دفع الأخير للرد على مصدر النيران . وذكر أن جدران عدد من المنازل المجاورة للاشتباك تعرضت للنيران وكذا تعرض إدارة المياه لتهشيم النوافذ وإصابة حارس مبنى المياه - علي عثمان جبران - بشظية رصاصة في يده اليسرى فيما لم تسجل إصابات أخرى، منوها إلى أن الإشتباك ولد حالة من الخوف والهلع بين النساء والأطفال في المدينة خاصة القريبة منازلهم من القطاع العسكري. وأوضح فرع المياه والصرف الصحي بردفان في رسالة إلى مدير المديرية ومدير الأمن بالمديرية أن هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها مبنى المياه لإطلاق النار ممن وصفهم ب" العناصر الخارجة عن القانون" ، مستنكرا المخلة بالأمن واستهداف المرافق الخدمية التي تخدم كل المواطنين ، ومطالبا باتخاذ الإجراءات الرادعة لتلك العناصر لضمان الحفاظ على الممتلكات العامة . من جهة ثانية افاد موقع "الإصلاح المعارض" بمقتل جندي من عمليات شبوة يدعى فواز عبدا لله الكمالي وهو من محافظة تعز على أيدي مسلحين نصبوا نقاط تقطع على طريق عتق -عدن،مشيرا إلى وصل جثته الجندي إلى ثلاجة مستشفى عتق المركزي بشبوة. وقال أن الجندي الكمالي البالغ من العمر 25 عاما غادرعتق لقضاء إجازة العيد بمدينة تعز، وكان احد ركاب سيارة أجرة من عتق إلى عدن مساء السبت ، إلا أن الجماعة المتقطعة اعترضت السيارة في منطقة بالقرب من ضيقة ( 70 كيلو جنوب عتق ) وأخرجت الركاب وسالت عن هوياتهم وطبيعة عملهم وحين عرفت أن الكمالي عسكري أخذته وأطلقت عليه النار ورمته تحت جسر مرياش في المحفد. وسبق لعناصر مسلحة تابعة لما يسمى "الحراك الانفصالي القاعدي " ان أغلقت الطريق السريع والرئيسي بالضالع وردفان لحج الذي يربط المحافظات بمدينة عدن قبل يوم من عيد الأضحى فى تجدد للاضطراب الانفصالي التخريبي بالتزامن مع خوض القوات الحكومية عملياتها العسكرية ضد التمرد الحوثي الدعوم من إيران في أقصى الشمال الغربي . وقال مسافرون إنهم تعرضوا لاهانات واعتداءات وفرز بالهوية من قبل تلك الجماعات المسلحة ومنعوا من العبور عبر ذلك الطريق وترك العشرات منهم عالقين على الطريق، خلال عطلة عيد الأضحى قبل أن تنجح السلطات من إعادة فتح الطريق رغم عدم أمانة. ويبدي مراقبون مخاوفهم من عودة ما وصفوة القتل بالهوية الذي كان سائدا إبان فترة الصراع السياسي في جنوب الوطن ، حيث تتعزز تلك المخاوف مع وقائع ما تعرض له عدد من أبناء المناطق الشمالية خلال الأشهر القليلة الماضية اذ لقي عدد منهم مصرعه على يد مسلحين من تحالف "الحراك الانفصالي القاعدي" منها حادثة أبناء القبيطة الشهيرة فيما تعرض آخرون للمضايقة والتهديد والبعض الآخر للتقطع والنهب . إلى ذلك ارتفع عدد ضحايا احداث الأربعاء الماضي التي شهدتها شبوة إلى ستة بعد وفاة جندي آخر متأثرا بجراحة ، ووقعت تلك الأحداث عندما حاولت مجاميع لما يسمى"الحراك" وبأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة الدخول عنوة الى مدينة عتق عاصمة المحافظة من اتجاه مدينة نصاب ومن اتجاه طريق النقبة، حيث باشرت تلك المجاميع بإطلاق النار على أفراد النقطة الأمنية ودارت اشتباكات ،ما أدى إلى مقتل وإصابة عددا الأفراد العسكريين والمهاجمين.