انتقد علماء دين مصريون في الأزهر هجوم الشيخ عبد المجيد الزنداني على بناء مصر للجدار الفولاذي على حدودها مع قطاع غزة وأكدوا ان القضية سياسية وسيادية ولا تحتاج لفتوى دينية. ورفض الشيخ على عبد الباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، تشبيه القيادي عبد المجيد الزندانى للجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة بحصار النبى فى شعب بنى هاشم مؤكداً أن الموقف المصرى، سواء من القيادات الدينية أو السياسية، واضح تجاه القضية الفلسطينية، . وأضاف في تعليقه على استنكار الشيخ عبد المجيد الزندانى رئيس جامعة الإيمان وأحد مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين باليمن قرار الحكومة المصرية ببناء جدار على الحدود المصرية وقطاع غزة "أهل غزة هم أهلنا وإخوتنا ولا يمكن أن نساهم فى حصارهم، ولكن للمشكلة أبعاداً أخرى يعلمها القائمون على الحدود وهم أدرى من علماء الأزهر بها، فلا يمكن إصدار فتوى حول هذا الأمر، ونحن لا نعلم به جيداً، . واكد الشيخ على عبد الباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن موقف الأزهر واضح منذ البداية بانحيازه للفلسطينيين ونصرته للأقصى بعيدا عن الحسابات السياسية، ولا يجب أن يزايد عليه أحد، وطالب عبد الباقى حركتى حماس وفتح بإنهاء خلافاتهم الداخلية ليتفرغوا لعدوهم المشترك بدلا من إدخال مصر طرفا فى صراعاتهم. وفي السياق اعلن منتدى الشيخ الأحمر بالتعاون مع الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة عن اقامة ندوة بعنوان "الأبعاد السياسية والمضامين الخطيرة للجدار الفولاذي التي تقيمه مصر على حدودها مع غزة" سيحاضر فيها القيادي في التجمع اليمني للاصلاح الاخواني الدكتور عبد القوي الشميري أمين عام نقابة الأطباء اليمنيين وحسين شكري المسئول الإعلامي في الحزب الاشتراكي اليمني. وصعد الاخوان المسلمين هجومهم على الجدار الفولاذي المصري على حدود غزة سواء في اليمن او الاردن او غيرها من الدول التي تنشط فيها الحركة . د.عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية قال لصحيفة اليوم السابع المصرية أنه يتفق مع حركة حماس فى كثير من مواقفها، لكن أخذ بناء الجدار على أنه تكتيف لحركة حماس أو أهل غزة، فهذا كلام غير صحيح، وأن الفتوى هنا تعتبر طائشة ولا تنزل منزلة صحيحة، مؤكداً أن هذا البناء ما هو إلا قرار دولة تريد أن تحكم سيطرتها على حدودها وهذا ليس فيه شىء. وأشار بيومى إلى أن مصر حكومة وشعباً تساند القضية الفلسطينية، متسائلا هل لو أرادت اليمن بناء جدار على حدودها لحماية نفسها هل سيعترض أحد عليها، ثم إن بناء هذا الجدار لا يعد حصاراً للإخوة الفلسطينية، لأن المعابر مفتوحة ويدخلون ويخرجون، ثم الذى يريد أن يدخل أو يخرج أيهما أفضل أن يكون الدخول والخروج مرئيا وواضحا أم فى الخفاء، مضيفا أما إذا أغلقت مصر المعابر فسيكون لنا رأى آخر. وأكد د.طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر السابق أن بناء الجدار الفاصل على الحدود المصرية الفلسطينية ما هى إلا مسائل سياسية ولا داعى للخوض فيها، بينما صرح د.أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن العلماء لا دخل لهم بأمور السياسة، وهى مسائل متروكة لولى الأمر ولمؤسساته المعنية فلا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة، والدولة المدنية دولة مؤسسات لا تتداخل فى اختصاصاتها، فالفتوى المنسوبة للشيخ عبد المجيد الزندانى مرفوضة جملة وتفصيلا. وأضاف قائلا "إن ولى أمرنا الرئيس محمد حسنى مبارك حفظه الله سياسى محنك وعسكرى ناجح هو ومؤسساته ذات العلاقة أعلم بالمصلحة العليا للوطن، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، وبالتالى فهذه الدعوة ترد على قائلها لعدم اتفاقها مع المبادئ العامة للشريعة الإسلامية". وكان الشيخ عبد المجيد الزندانى رئيس جامعة الإيمان وأحد مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين باليمن إستنكر قرار الحكومة المصرية ببناء جدار على الحدود المصرية وقطاع غزة، متسائلا "لماذا هذا الجدار ولمصلحة من ومن الذى أباح لمسلم المشاركة فى حصار أخيه المسلم"، مؤكدا أن هذا القرار لا يجوز وحرام وباطل. وأضاف الزندانى "أن علماء الأزهر عليهم أن يوضحوا للحكومة المصرية أن من أعان على حصار مسلم فهو ظالم ومعتد وقاتل، وأن المسلم إذا قتل من أجل حصوله على لقمة العيش فهو شهيد، وإذا قاتل من أجلها فلا شىء عليه".