هز انفجار قوي وسط مدينة الضالع اليمنية جنوب البلاد مساء السبت ،بعد ساعات من دعوة ما يسمى بقوى "الحراك" الجنوبي الداعي لانفصال جنوب اليمن عن شماله لعصيان مدني في المحافظات الجنوبية والشرقية ،وانتشر مسلحون لقطع الطرقات وتهديد المواطنين في لحج والضالع، في وقت تصاعدت فيه تحذيرات مراقبين من عمليات انتقامية لتنظيم القاعدة والذي تحول "الحراك" لغطاء لنشاطه ، بالتزامن مع توسيع السلطات اليمنية لرقعة مواجهتها لعناصر التنظيم معززة بقوات متخصصة لتعقب عناصره في مناطق يمنية متفرقة تعتقد السلطات بتمركزهم هناك أو انتقالهم إليها بعد أن شلت حركتهم بعمليات استباقية وضربات ناجحة شنتها قوات الأمن اليمنية منذ أكثر من أسبوعين على معاقل رصد فيها تمركزهم للتوالد والتكاثر والإعداد للهجمات شمال وجنوب البلاد. وذكر شهود عيان في مدينة الضالع إن الانفجار وقع بالقرب من مقر إدارة أمن محافظة الضالع وعلى بعد أمتار من مبنى فرع المؤسسة الاقتصادية اليمنية في منطقة " الجمروك " شمال مركز المدينة، وقال أمين قراضة مدير مديرية الضالع رئيس المجلس المحلي إن شخصين تابعان لما سماه ب"الحراك القاعدي" كانا يستقلان دراجة نارية قاما قرابة الساعة الثامنة والنصف من مساء السبت بالقاء قنبلة على إدارة الامن مما أدى الى دوى انفجار شديد إلا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا . وحسب " قراضة " فان هذه العناصر تحاول جر الأمن إلى دائرة العنف واستهداف المنشآت العامة والخاصة وإقلاق السكينة وتعطيل الحياة العامة في الضالع ، مؤكدا الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط مشتبهين وفتحت تحقيقاَ مباشراَ تمهيداَ لإحالة الجناة إلى القضاء لينالوا جزائهم الرادع . وجاء هذا الانفجار بعد ساعات من دعوة ما يعرف بقوى الحراك الجنوبي أنصاره في المحافظات الجنوبية إلى تنفيذ ثاني عملية إضراب شامل وعصيان مدني بالتزامن مع الخروج في مسيرات احتجاجية لقياس نبض الشارع –وفقا لتصريحات منظميه . وكان القيادي في الحراك الجنوبي الجهادي في تنظيم القاعدة طارق الفضلي قد دفع بمسلحين متطرفين على إرغام المواطنين وأصحاب المحلات في محافظة أبين الشهر قبل الماضي على تنفيذ اول إضراب شامل وعصيان مدني تحت تهديد السلاح ضد أي مخالف . من جهتها شهدت مدينة الحوطة بمحافظة لحج ومدينة الضالع جنوبا البلاد ، عمليات تقطع وإحراق إطارات بمختلف الشوارع منذ مساء السبت ، فيما أكد مصدر محلي ل"الوطن" أن مجاميع مسلحة تابعة ل"الحراك" تجوب الشوارع مهددة المواطنين والقاطنين بالمنطقة وأصحاب المحلات التجارية من أي إقدام على ممارسة نشاطهم المعتاد والبقاء في منازلهم تنفيذا لدعوة العصيان المدني الانفصالي. في غضون ذلك ووسط حالة من التأهب الأمني تحسبا لعمليات انتقامية للقاعدة وتعزيز ملاحقة عناصرها ،أجرت السلطات اليمنية مناورات وتدريبات عسكرية. وشارك المئات من وحدات مكافحة "الإرهاب" السبت في تدريب عسكري بهدف مكافحة أهداف مفترضة منها عملية تحرير رهائن. واستخدم عشرات من الجنود والمركبات العسكرية الذخائر الحية أثناء التدريبات التي أجريت بقاعدة عسكرية بمنطقة سفير شمال غرب صنعاء. وحسب رويترز فإن وحدة مكافحة الإرهاب -التي تضم رجالا ونساء- تتلقى تدريبات يومية من خبراء أميركيين وبريطانيين في مجال مكافحة الإرهاب.