اقر البرلمان المصري تمديد حالة الطوارىء في البلاد مدة عامين اضافين وسط احتجاجات للمعارضة .وطلبت الحكومة المصرية امس من البرلمان التصويت على تمديد حالة الطوارئ السارية في مصر منذ 29 عاما وتعهدت بوضع قيود على تطبيقة فيما تستعد البلاد لاستحقاقين انتخابيين مهمين في الخريف المقبل وصيف ,2011وتقدم بالطلب رسميا رئيس الوزراء احمد نظيف في خطاب القاه امام مجلس الشعب ، و دافع نظيف عن طلب تمديد قانون الطوارئ ، مؤكدا أن القانون ساعد مصر على "مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية". وقاطع نواب من المعارضة وحركة الإخوان المسلمين ، نظيف أكثر من مرة ، مرددين "باطل.. باطل" ، وارتدوا وشاحات مكتوب عليها "لا للطوارئ".وجدد نظيف "التزام الحكومة بعدم استخدام الإجراءات الاستثنائية التي يتيحها القانون" ، مؤكدا أن هذا "ليس كلاما مرسلا". ورد بيان للحكومة بالقول ان "مصر مستهدفة من قبل مجموعات تعارض التزامها باقامة دولة مدنية وتعارض جهودها من اجل تسوية عبر التفاوض للنزاع العربي الاسرائيلي وكذلك معاهدة السلام التي ابرمتها مع اسرائيل والسارية منذ اكثر من ثلاثين عاما". واكد البيان في معرض الرد على انتقادات المنظمات الحقوقية الدولية والحكومات الغربية بما فيها الادارة الاميركية ، ان "مصر ليست وحدها التي تمدد العمل بحالة الطوارئ وخصوصا في الشرق الاوسط ، فاسرائيل تطبق حالة الطوارئ منذ تأسيسها عام 1949 كما ان دولا اخرى احتاجت الى فرض حالة الطوارئ مثل باكستان وسوريا والجزائر وتركيا". وقال المحلل السياسي نبيل عبدالفتاح ان محاولة اضافة هذا التعديل الجديد وتطبيق قانون الطواريء على بعض القضايا مثل الارهاب والمخدرات هو الستار الذي ستقف وراءه الحكومة. وأضاف"نحن أمام حالة من حالات سوء الحكم وأن النخبة السياسية غير قادرة على الادارة السياسية للبلاد". بينما قال مصدر حكومي ان التعديلات على القانون توقف الاعتقالات وتلغي مراقبة الصحف والمطبوعات والمراسلات وتدابير مصادرة العقارات واخلاء بعض المناطق أو عزلها. وأضاف أن القبض على المشتبه بهم لن يكون الا باذن من النيابة العامة في التعديلات المرتقبة. وتزامن هذا مع تجمع العشرات من المنتمين لأحزاب وحركات المعارضة أمام مجلس الشعب احتجاجا على طلب الحكومة تمديد العمل بالقانون. وأعلنت قوى المعارضة المشاركة في المظاهرة رفضها مد حالة الطوارئ ، وقالت أن "حالة الطوارئ ليست شأنا خاصا بالنخبة السياسية والثقافية فقط ، بل هي خطر داهم يواجه المجتمع كله بكافة طبقاته وفئاته". وفرضت الشرطة حصارا أمنيا مكثفا حول المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تندد بتمديد العمل بقانون الطوارئ ، ورددوا شعارات مناهضة للنظام ولحزبه الحاكم ، بينها"مصر يا غالية يا ضي عنينا .. الطوارئ عار علينا" و "يا حرية فينك فينك.. الطوارئ بينا وبينك". وبدوره وصف مؤسس حزب الغد ، أيمن نور ، مناقشة تمديد الطوارىء بأنه "يوم أسود على مصر كلها". وتوقع المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ، حسن نافعة ، أن تتوسع الدولة خلال الفترة المقبلة في استخدام الطوارئ ضد المعارضة بهدف إرهابها وتخويفها". كانت الحكومة المصرية طالبت في اجتماعها أمس بمد العمل بالقانون مع إدخال تعديلات تقصر العمل به على جرائم المخدرات والإرهاب فقط. ( وكالات )