هاجم الحزب الاشتراكي اليمني المعارض وبشده من صوفهم ب" المهرجين والمتكسبين" من قيادة "الحراك" الجنوبي الانفصالي ، الذين قال أنهم "يحاولون الإساءة إلى القضية الجنوبية العادلة" ،مؤكدا ان ما يصدر عنهم "مواقف مغامرة للإطاحة بهذه القضية".. بينما دعا لتكوين كتلة وطنية تضطلع بمسؤوليتها لإنجاز الحوار الوطني بين كل القوى على قاعدة وطنية ولتقرير مستقبل اليمن. ويأتي هجوم الحزب الاشتراكي اثر تصاعد وتيرة الخلافات والانشقاقات والاتهامات المتبادلة التي وصلت حد التخوين والتحريض بين عدد كبير من قيادات ونشطاء الحراك الجنوبي،من جهة ، وبين قيادات في الحراك ،والحزب الاشتراكي اليمني من جهة ثانية. وكان القيادي في الحراك الجنوبي علي هيثم الغريب اتهم قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني بالتآمر على الحراك ومحاولة السيطرة على قيادته لتفكيكه وتمزيقه لخدمة حزبهم ومصالحهم الشخصية. وأكد الغريب - في تصريح نشرته أسبوعية (الأمناء) الصادرة من عدن- على ضرورة إيقاف تيار الحركة المضادة الآتية من بعض القيادات الاشتراكية وهو تيار قال بأنه لا يكتفي بتكريس التجزئة وتحقيق السيطرة على الحراك بل بات يسعى إلى المزيد من التفتيت والتمزق وتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني القادم يسهل سيطرته عليها. مضيفاً بأن الوقت قد حان لكي يضع الحراك الجنوبي لنفسه أهدافاً وحدوية أولها رفض الازدواج بالعضوية فإما الحراك وإما العضوية الحزبية, وقال:"نرفض رفضاً قاطعاً طريقة التبعية والإلحاق التي يقوم بها بعض الاشتراكيين والتي تصادر العمل الوطني لمصلحة الحزب ومنظماته القاعدية في الجنوب ومحاولتهم تشويه الشرفاء وإبعادهم من قيادة الحراك وإسقاط مشروعهم الوطني تحت شعار اليأس منه أو سقوطه التاريخي مما قد يؤدي إلى وقوع الحراك الجنوبي أسير لغة غير مفهومة وشعارات غير عملية. الحزب الاشتراكي اليمني من جانبه وفي اجتماع موسع عقد اليوم الخميس ضم أمانته العامة والمكتب السياسي برئاسة الأمين العام للجنة المركزية للحزب الدكتور ياسين سعيد نعمان ، أكد على انه اتساق مع نضاله السلمي الديمقراطي لإنقاذ اليمن من أزماتها العميقة، سيواصل دعمه للقضية الجنوبية حتى يتم الاعتراف بها كمدخل لمعالجة هذه الأزمات في مظهرها الوطني والسياسي، دون الالتفات إلى من وصفهم ب" المهرجين والمتكسبين" من قيادة "الحراك" الجنوبي ، الذين قال أنهم "يحاولون الإساءة إلى القضية الجنوبية العادلة" ،مؤكدا ان ما يصدر عنهم "مواقف مغامرة تلتقي في نهاية المطاف مع أهداف السلطة التي تسعى بكل الوسائل للإطاحة بهذه القضية والقوى الحاملة لها بروح وطنية مسؤولة من قوى الحراك السلمي". واتخذ الاجتماع قراراً بالبدء فوراً بمواصلة الدورة الانتخابية على مستوى المحافظات على أن يتم البدء بعقد مؤتمرات كل المحافظات التالية: عدن، تعز، حضرموت، شبوة، أمانة العاصمة صنعاء، الحديدة، حجة. وكلف الاجتماع الدائرة التنظيمية بوضع برنامج زمني لإنجاز هذه المؤتمرات في موعد لا تعدى نهاية شهر فبراير 2011. وعلى صعيد المستجدات السياسية، اتهم بيان عن الاجتماع الموسع للاشتراكي ، المؤتمر الشعبي والسلطة الحاكمة ب"إيقاف الحوار الوطني وتعليق كل الاتفاقات التي كان قد توصل إليها مع أحزاب المعارضة ممثلة في اللقاء المشترك، وخاصة اتفاق فبراير 2009 ومحضر يوليو 2010" ، معتبرا ان ذلك " لا يفهم منه إلا بأن هذه السلطة مصرة على السير بالبلاد في الطريق الخاطئ الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه من أوضاع متردية على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني". كما أيد الاجتماع الموسع، بيان الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك الصادر ،امس ، في إدانتها لإجراء كتلة الاغلبية في حزب المؤتمر الشعبي العام على إدراج مناقشة مشروع قانون الانتخابات ، معتبرا تلك الخطوة "تؤكد استخفاف المؤتمر بالدستور والقانون اللذين بات يكيفهما لأغراضه السياسية كيفما يشاء ووقت ما يشاء". وأكدت الأمانة العامة والمكتب السياسي للاشتراكي، الحاجة الوطنية إلى الحوار الجاد والمسؤول الذي عبث به المؤتمر وعبر عن تجاهل أعمى وتعالٍ فاقد للمسؤولية لما وصلت إليه الأوضاع في البلاد ، ما يستوجب على القوى الوطنية السياسية والشعبية أن تتصدى له بمسؤولية. وقالت "أن الحزب الاشتراكي اليمني سيواصل نضاله مع أحزاب اللقاء المشترك وبقية القوى السياسية في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وغيرها من القوى السياسية الحية لتكوين كتلة وطنية تضطلع بمسؤوليتها في تكوين الظروف السياسية والشعبية المناسبة لإنجاز الحوار الوطني بين كل القوى وعلى قاعدة وطنية، يتم بموجبها بناء اليمن الجديد؛ اليمن الذي لا يحتكره فرد ولا أسرة ولا حزب ولا طائفة..يمن للجميع بدولة تجسد الشراكة الحقيقية بين أبنائه". وأدان الاجتماع الموسع للأمانة العامة والمكتب السياسي، مواصلة اعتقال عدد كبير من النشطاء السياسيين والمواطنين على خلفية الحراك السلمي في الجنوب والصراع في صعدة مطالباً بإطلاق سراحهم . كما أدان الهجمات الانتحارية الإرهابية التي استهدفت مواطنين في محافظتي الجوف وصعدة مجدداً دعوته إلى عزل ثقافة الإرهاب ومحاربة دوافعه ومنابعه.