تجاهل تكتل أحزاب المشترك المعارضة في اليمن، دعوة أطلقها المكتب السياسي لحزب المؤتمر الحاكم برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح ،للجنة الرباعية المشكلة من المؤتمر والمشترك إلى إستئناف الحوار و إيقاف جميع الحملات الإعلامية المتبادلة وإيقاف التظاهرات التي كان الطرفان يسيرانها، ما يعني استجابة لشروط تكتل «اللقاء المشترك» للعودة بالحوار السياسي إلى النقطة التي توقف عندها قبل إقرار الحزب الحاكم عبر أغلبيته لقانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا لإدارتها من المقاضاة وما لحقها من طرح لتعديلات دستورية على البرلمان بصورة منفردة. وعلى الرغم من نشرها عبر الإعلام الرسمي والتلفزيون مساء اول من امس،نفى الدكتور محمد صالح القباطي الناطق الرسمي بإسم أحزاب اللقاء المشترك مناقشة التكتل لدعوة المؤتمر الحاكم للحوار ، لكونها لم تصلهم، بينما تجاهل بيان لاحق في ختام اجتماع المجلس الأعلى لاحزاب المشترك ،السبت، أي إشارة للدعوة ، وتوعد فيه بتصعيد مسيرة الاحتجاجات الشعبية والحرص على طابعها السلمي الحضاري حتى تحقيق كامل أهدافها المشروعة في بلوغ التغيير المنشود. وقال بيان المشترك أن مجلسه الأعلى "اشاد عالياً بدور مناضلي أحزابه وشركاؤه وأنصاره وجماهير الشعب التي تدفقت إلى الفعاليات الاحتجاجية ومهرجاناته المختلفة بصورة سلمية وحضارية بمئات الآلاف من المواطنين في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، داعيا بهذا الصدد إلى تعزيز التلاحم الشعبي والتعاضد الوطني ومواصلة مسيرة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة والحرص على طابعها السلمي الحضاري حتى تحقيق كامل أهدافها المشروعة". وأعلن تكتل المشترك المعارض -يضم ستة أحزاب اسلامية ويسارية- مباركته لما وصفها "الهبة الشعبية المتواصلة للشعب المصري الشقيق المطالبة بالتغيير والرحيل للنظام الاستبدادي الفاسد".داعيا إلى احترام إرادة الشعب وحقه المشروع في التغيير وتقرير مصيره ومستقبله. كما أشاد في السياق ذاته ب"التلاحم والتعاضد الكفاحي الرائع بين الشعب والجيش الوطني المصري على غرار ما حدث في التجربة التونسية", معربا عن أسفه لسقوط الضحايا ومظاهر العنف التي تشهدها العديد من المدن المصرية، مؤكدا على" ضرورة ضبط مرتكبي أعمال العنف وكشف هويتهم والحفاظ على الطابع السلمي الحضاري لهذه الهبة الشعبية المتواصلة حتى تحقيق كامل أهدافها المشروعة". وكان خبر رسمي بثه التلفزيون الحكومي مساء الجمعة ونشر بوسائل الإعلام المختلفة ،جاء فيه أن اجتمعا للجنة العامة لحزب «المؤتمر الشعبي» الحاكم برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح ،اقر دعوة اللجنة الرباعية للحوار التي شكلها رئيس الجمهورية من المؤتمر والمشترك -تعطل عملها قبل شهرين- دعوتها إلى إستئناف مهامها انطلاقا من المصلحة الوطنية. وتتكون اللجنة من نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والدكتور عبد الكريم الارياني عن المؤتمر الحاكم ، والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الوهاب الانسي عن تكتل أحزاب المشترك المعارضه . واقرت اللجنة العامة إيقاف كافة الحملات الإعلامية وبما يهيئ الأجواء المناسبة لإنجاح الحوار وتنقية مناخات العمل السياسي من أي شوائب من شأنها أن تعكر صفوه وبما يعزز من التآخي والتلاحم ، كما دعت للتوقف عن المظاهرات والمسيرات التي تؤجج الشارع من كافة الأطراف، المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب اللقاء المشترك وبما يجنب اليمن الانزلاق نحو أتون الفتنة والصراع أو استغلال حق التعبير السلمي عبر المظاهرات والمسيرات من قبل عناصر مدسوسة أو متطرفة للانحراف بها نحو ما يضر بالوطن وأمنه واستقرار ومصالحه العليا. وسبق ان رفضت المعارضة مبادرتين سابقتين خلال يناير الجاري أطلقها المؤتمر الحاكم في مسعى لإقناع الاولى بالمشاركة بالانتخابات النيابية في ابريل المقبل ،ومشروع التعديلات الدستورية.. وتضمنت الاولى إلغاء التعديل الدستوري الخاص بإسقاط فترتي الولاية الرئاسية، وتوافق على تعديل النظام الانتخابي، واعتماد نظام القائمة النسبية التي تطالب به المعارضة. اما العرض الثاني والذي سبقه فجاء من الرئيس صالح عبر لجنة مكونة من عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى ومحمد ابو لحوم القيادي بالحزب الحاكم ، تضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية للاشراف على الانتخابات ومشروع التعديلات الدستورية ويمتد عملها لما بعد الانتخابات بغض النظر عن نتائجها، فضلا عن تقاسم اللجان الاشرافية والاساسية والفرعية المكلفة بتسيير الانتخابات، الى جانب تضمين التعديلات الدستورية لمقترحات المعارضة. وصب رفض المعارضة في اتجاه اشتراط العودة بالحوار إلى النقطة التي وصلت اليها اللجنة الرباعية المشكلة من الحاكم والمشترك ، وإلغاء كافة الإجراءات التي اتخذها الحاكم انفراديا بعد توقف عمل الرباعية منذ شهرين والمتمثلة باقرار قانون الانتخابات وتعيين اللجنة العليا للانتخابات من القضاة ، فضلا عن مشروع التعديلات الدستورية الذي يمضي به الحاكم بشكل انفرادي.. وهو ما استجاب له الرئيس صالح أمس الأول في مبادرة هي الثالثة خلال شهر.