أعلنت أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارضة في اليمن عن تحضيرها لهبة غضب شعبية هي الأكبر من نوعها بجميع المحافظات الخميس القادم ، في محاكاة للثورة الشعبية في تونس التي أطاحت برئيسها زين العابدين بن على ، ولانتفاضة الشعب المصري المتواصلة منذ الجمعة الماضية لتغيير النظام ومغادرة الرئيس حسني مبارك. وانتشرت منشورات في الشوارع والحارات والمرافق ذات الحركة السكانية في عديد من المدن اليمنية تحث المواطنين على الخروج في هبة الغضب الخميس للمطالبة باسقاط النظام كما تحث رجال الامن والقوات المسلحة على دعم تلك المظاهرة وعدم مواجهتها . وكان تكتل أحزاب المشترك المعارضة -ستة احزاب اسلامية ويسارية- توعد بتصعيد مسيرة الاحتجاجات الشعبية والحرص على طابعها السلمي الحضاري حتى تحقيق كامل أهدافها المشروعة في بلوغ التغيير المنشود. وجاء هذا التصعيد تزامنا مع تجاهل المعارضة لدعوة أطلقها المكتب السياسي لحزب المؤتمر الحاكم برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح قبل يومين،للجنة الرباعية المشكلة من المؤتمر والمشترك إلى إستئناف الحوار و إيقاف جميع الحملات الإعلامية المتبادلة وإيقاف التظاهرات التي كان الطرفان يسيرانها، ما يعني استجابة لشروط تكتل «اللقاء المشترك» للعودة بالحوار السياسي إلى النقطة التي توقف عندها قبل إقرار الحزب الحاكم عبر أغلبيته لقانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا لإدارتها من المقاضاة وما لحقها من طرح لتعديلات دستورية على البرلمان بصورة منفردة. وباركت احزاب المشترك "الهبة الشعبية المتواصلة للشعب المصري الشقيق المطالبة بالتغيير والرحيل للنظام الاستبدادي الفاسد".داعيا إلى احترام إرادة الشعب وحقه المشروع في التغيير وتقرير مصيره ومستقبله. وسيرت أحزاب المعارضة كما السلطة منذ اسابيع، مسيرات ومهرجانات مضادة-( الأولى تندد بالإجراءات الانفرادية للحاكم وتأبيد منصب رئيس الجمهورية، والأوضاع المعيشية المتردية في البلاد ، أما الثانية مطالبة بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد ، ومؤيد للإصلاحات السياسية رافضه ما تصفه مساعي التخريب والفتنة). يأتي ذلك وسط مخاوف من مواجهة الشارع بالشارع في بلد تفوق فيه قطع السلاح الشخصي ال60 مليون قطعة سلاح، ويعصره الاحتقان بسبب الاوضاع المعيشية المتردية وتفاقم الفقر والبطالة ، وجنوبه مثخن بالجراح وشماله لازال يقطر دما وشرقه يكاد يكون تحت سيطرة تنظيم القاعدة تعبث فيه كما تشاء..كل ذلك وسط تهديدات مبطنة بين السلطة والمعارضة بمنهج "عليا وعلى أعدائي"، ما يعني ترقب فتنة يدفع لها الشعب ولا احد يعتقد انه سينجو من ويلاتها .