مع دخول اليمن حالة الطوارئ في تطور خطير للاضطراب ، عم الاستياء والغضب عموم البلاد جراء هول ما حدث الجمعة من عنف مسلح طال المحتجين المطالبين باسقاط النظام بالعاصمة صنعاء وادى لمقتل ما يزيد عن 40 شخصا وإصابة العشرات، بينما تصاعدت الإدانات الدولية وباشد العبارات وأبدت دول عديدة صدمتها من الواقعة داعية لوقف فوري للعنف ومحاسبة المتورطين في الجريمة التي وقعت الجمعة ،وقابلت الحكومة اليمنية ردود الفعل الدولية بتأكيد انها تنم عن الحرص على معرفة الحقيقة ومعرفة المسؤولين عن هذه الأحداث. وأدان الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الجمعة هجمات اطلاق النار في اليمن التي قتلت عشرات المحتجين ودعا السلطات اليمنية الى حماية المتظاهرين المسالمين وقال ان المسؤولين عن الهجمات يجب ان تجرى محاسبتهم. واضاف قوله في بيان مكتوب "من المهم أكثر من أي وقت على الإطلاق ان تشارك كل الاطراف في عملية علنية وشفافة تتناول بواعث قلق الشعب اليمني وتوفر طريقا سلميا ومنظما وديمقراطيا الي امة اقوى واكثر رخاء." وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت نزيف من القتلى والجرحى في اوساط المحتجين بساحة التغيير المطالبين برحيل النظام بعد صلاة الجمعة أثناء محاولتهم هدم أسوار في شارع الدائري –الرباط –الزراعة تقول السلطات أن سكان الأحياء بنوها الأسبوع الماضي لمنع تمدد مخيمات اعتصام المحتجين . وقال شهود عيان أن إطلاق النار بشكل كثيف من أسطح المنازل من قبل أشخاص بلباس مدنية على المتظاهرين الذين اقتحموا تلك الحواجز ما تسبب بمجزرة ومأساة حقيقية بسقوط نحو 40 قتيلا ، ومأتي جرحى- حسب مصادر طبية في المستشفى الميداني أمام جامعة صنعاء. وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت إن الولايات المتحدة تطالب ب"إنهاء العنف" في اليمن وذلك ردا على سؤال بشأن مقتل عشرات المتظاهرين الجمعة في صنعاء. وذكرت كلينتون في تصريح صحافي في واشنطن "بشأن اليمن، رسالتنا تبقى نفسها. يجب أن يتوقف العنف، وأن تبدأ المفاوضات لإيجاد حل سياسي". وأدانت الحكومة الفرنسية بشدة الهجوم بالرصاص الذي أسفر عن مقتل عشرات المحتجين بعاصمة صنعاء ، وحثت السلطات على حماية المتظاهرين السلميين. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "نأسف لوقوع عدد كبير من الضحايا. يجب الان على قوات الامن والجماعات الموالية للحكومة أن توقف الهجمات ضد أشخاص يعبرون عن حقوقهم في حرية التعبير والتظاهر." أما المانيا فقد اعلنت عن صدمتها من اعمال العنف التي شهدها العاصمة اليمنية صنعاءالجمعة ، وقال وكيل وزارة الخارجية الالمانية فيرنر هوير في بيان صحافي ان حكومة بلاده "تشعر بصدمة كبيرة" من استخدام اعمال العنف ضد شرائح عريضة من المجتمع اليمني قائلا ان فتح النار على متظاهرين مسالمين "ليس مقبولا قط" وان الحكومة الالمانية "تدين هذه التصرفات". وذكر هوير حكومة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بواجباتها "التي تستدعي منها توفير الامن لمواطنيها والتوقف عن استخدام العنف ضدهم". واضاف ان مستقبل اليمن لا يمكن تأمينه الا من خلال احلال التوازن الاجتماعي مطالبا بالتخلي الفوري عن استخدام العنف ضد المتظاهرين من اجل منع حدوث اي تصعيد محتمل للازمة. من جانبها اعتبرت الحكومة اليمنية ان ما جاء في تصريحات عدد من الرؤساء والمسؤولين الدوليين بشأن الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء الجمعة ينم عن الحرص على معرفة الحقيقة ومعرفة المسؤولين عن هذه الأحداث. جاء ذلك في تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون اضافة الى ما ورد في بيانات صادرة عن عدد من الحكومات التي وصفها ب"الشقيقة والصديقة" بشأن احداث صنعاء التي نتج منها سقوط عشرات القتلى والجرحى. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن المسؤول اليمني قوله ان " الحكومة اليمنية تؤكد أنها وبهدف تحديد المسؤولين عن تلك الجرائم فقد شكلت بالفعل لجنة تحقيق محايدة في هذا الحادث وستقوم بمحاسبة كل المتسببين فيها أيا كانت صفاتهم أو شخصياتهم ". وعلى مسار متصل استنكرت وزارة حقوق الإنسان باليمن وبشدة ما تعرض له المعتصمون من عمل إجرامي بشع ، مطالبة الجهات المعنية بسرعة التحقيق لكشف منفذي هذا الفعل الفاضح وإعلان الجهة التي تقف وراءه.