تهاوى اتفاق لوقف اطلاق النار في صنعاء بعد ساعات من توقيعه أمس بين الحكومة اليمنية والقائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، وعادت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين قبل دخوله حيز التنفيذ. وجرى التوصل الى الاتفاق بعد مساع للجنة الوساطة المحلية التي يشرف عليها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ويرأسها رئيس جهاز الأمن السياسي (الإستخبارات) اللواء غالب القمش، وبضغوط من سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء دول الخليج على مختلف الأطراف لوقف العنف. وكان يفترض ان يبدأ سريان الإتفاق عند الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي غير أن الاشتباكات استؤنفت قبل ساعات من موعد تطبيقه، وتركزت في حي الحصبة وصوفان و"كنتاكي" وعدد من مناطق التماس واستمرت حتى ساعة الفجر اليوم الاربعاء. وذكرت وسائل إعلام حكومية في وقت لاحق ان الهدنة متماسكة وأن وسيطا عبر عن تفاؤله بشأن استمرارها.وقال الوسيط "برغم انتهاكات وقف اطلاق النار لجنة الوساطة لا تزال ..تجري اتصالات مع جميع الاطراف لتنفيذ الاتفاق. القضية ليست سهلة لكننا لا نزال متفائلين." وبالمقابل نفى عسكر زعيل المتحدث باسم القوات المنشقة وجود إي اتفاق مع النظام بشأن وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء.وقال "نحن في الجيش المؤيد للثورة لسنا طرف وإنما نحن حماة للثورة، ولا يوجد لدي معلومات عن توقيع أي اتفاق". واعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند عن امل بلادها بتنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار بين الحكومة اليمنية والمعارضين لها في كل انحاء البلاد. وقالت نولاند ان الرئيس علي عبدالله صالح اتصل بالسفير الاميركي في صنعاء جيرالد فيرشتاين طالبا الاجتماع به مشيرة الى انه كان قد التقى بصالح بعد عودته من السعودية الى اليمن. واوضحت ان صالح حمل رسالتين الى السفير الاميركي الاولى تناولت نيته التوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي حول الازمة اليمنية والثانية بخصوص ابلاغه بقرار وقف اطلاق النار الذي وقعته الحكومة اليمنية مع المعارضة. وكانت لجنة الوساطة دعت الأطراف كافة الى «ضرورة التزام وقف إطلاق النار وعدم خرقه مهما كانت الأسباب، وعدم العودة الى التمركز في المباني والفنادق والمنشآت العامة والخاصة التي سبق إخلاؤها، وضرورة فتح الطرق والشوارع والأسواق وتكليف وزارة الداخلية حماية المباني والمنشآت العامة وحراستها، إضافة إلى خروج جميع عناصر الميليشيات المسلحة من العاصمة وعودتهم إلى مناطقهم، والامتناع عن خطف المواطنين والعمل على استكمال إطلاق كل المختطفين المتبقين مع ممتلكاتهم الشخصية». وطالبت اللجنة جميع الأطراف التزام الخطة المتفق عليها والبرنامج الزمني المحدد للتنفيذ وبما يضمن الوصول في نهاية المطاف إلى عودة جميع القوات إلى معسكراتها الدائمة وخروج كل المجموعات المسلحة من صنعاء، وهددت باتخاذ اجراءات صارمة بحق الطرف المخالف.