شهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حراكا دبلوماسيا غربيا وسياسيا كبيرا ، يتزامن ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي لم يتبق سوى 16 يوما على إجرائها. فقد شهدت الساحة السياسية سلسلة من اللقاءات بين وزراء حكومة الوفاق الوطني المعنيين والوفود الدولية صندوق النقد البنك الدوليين والاتحاد الأوروبي وجميعها يصب في بوطقة واحدة وهى الدعم الفني والمالي لتمكين اليمن من إنهاء الأوضاع الحالية وانجاز الانتخابات الرئاسية المبكرة على المرشح الوحيد التوافقي المشير عبد ربه منصور هادى في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. كما عقد بعض سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي لقاءات "مماثلة مع اللواء المنشق علي محسن الأحمر قائد الفرق الأولى مدرع دون الإشارة إلى أو ما تضمنته هذه اللقاءات ، في الوقت الذي اتهمت قوى سياسية حزبية يمنية اللواء علي محسن الأحمر بأنه يسعى لتنفيذ مخطط لإفشال الانتخابات الرئاسية المبكرة. وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام "الحزب الذي يرأسه صالح" في تصريح له أن "اللواء علي محسن الأحمر، ما يزال يمارس الفصول الأخيرة من مخططه الهادف إلى إعاقة إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر أن تشهدها اليمن في 21 فبراير الجاري، وإفشال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وهو مسلسل بات مفضوحا لدى الداخل والخارج". وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام: "إن اللواء على محسن الأحمر قام بتجنيد نحو مائة ألف شخص في مختلف المحافظات وبعض المجاميع المسلحة من عناصر حميد الأحمر،حيث تتلقى تدريبها علي أيدي قادة تابعين لمحسن، ولهم باع كبير في تفجير الأوضاع وتأزيم المواقف"، لافتا النظر إلى أن خطوة اللواء على محسن الأحمر تأتى هذه استعدادا لإفشال الانتخابات الرئاسية القادمة، لا سيما بعد أن تأكد بأن الأحزاب السياسية تحشد أنصارها للمشاركة في الانتخابات، وهو الأمر الذي يعتبره علي محسن خطراً يتهدده في حالة نجاح العملية الانتخابية المقبلة. وأكد مراقبون سياسيون أن نجاح الانتخابات يبدو أمرا محتوما، وهو ما لن يكون في صالح اللواء على محسن الأحمر الذي بدأ يعد العدة ويحشد المجندين الجدد ويسلحهم ويوزعهم على كل المحافظات، سعيا لإعاقة الانتخابات وعرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية، وعودة الأوضاع إلى المربع الأول. وربط المراقبون بين ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية من إحراق للبطاقات الانتخابية، ورفع الأعلام التشطيرية، وبين المسلسل التدميري لمحسن ، لا سيما بعد فشل في تفجير الوضع عسكريا في رداع ،وبعد أن تم دحره في أبين. ورأى المراقبون أن اللواء يتبنى ويقود ما يمكن تسميته ب"مثلث الدمار الشامل" والمتمثل بكل من تنظيم القاعدة في اليمن، الحراك الجنوبي الأحمر، والعناصر المسلحة التابعة للمدعو حميد الأحمر. الجدير بالذكر أن هذا الثالوث قد بدأ فعلا بتنفيذ برنامجه الميداني على الواقع حيث تفيد المعلومات أن عددا من المجندين الجدد في الفرقة بدأوا يتوافدون إلى "عدن من الضالع وردفان والحبيلين "استعدادا لاستهداف للجان الانتخابية وإفشال عملية الاقتراع يوم 21 فبراير الجاري. كما تجمع نحو ستين شخصا من هذه العناصر بمدينة البريقه وقاموا بإحراق البطائق الانتخابية، فيما قام نحو 120 عنصرا من ذات العناصر بمديرية الحد محافظة لحج، برفع الأعلام الشطرية وترديد شعارات تطالب بمقاطعة الانتخابات. ( أ ش أ )