خاص - نجح الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية – اليوم الثلاثاء في إنقاذ حكومة باسندوة من الشلل حينما تدخل في اللحظات الأخيرة لإقناع أعضاء الكتلة الوزارية لحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه بالعدول عن مقاطعتهم جلسة مجلس الوزراء اليوم احتجاجا على خطاب وصف بالتحريضي والمثير للفتنة لرئيس حكومة الوفاق الوطني – باسندوة- الاحد الماضي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى ل18مارس الذي شهد سقوط أكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى من المعتصمين جوار جامعة صنعاء. وذكرت مصادر سياسية ل(الوطن) ان وزارء رفضوا حضور الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء صباح اليوم مطالبين رئيس الحكومة المشكلة توافقيا بالاعتذار عن مضامين خطابه التي اعتبرت خرقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وتصعيدا لايستقيم مع متطلبات الوفاق الوطني والمرحلة. وعلمت (الوطن) من مصادر موثوقة ان الرئيس هادي استدعى باسندوة اليوم ووجه إليه انتقادا لاذعا ، معبرا عن استيائه من خطابه الأخير ، وخاطب الرئيس هادي باسندوة قائلا : (أنت رئيس وزراء حكومة اليمن وليس طرف معين ). وكان الرئيس هادي سارع لاحتواء تداعيات خطاب باسندوه في اليوم التالي حينما حث- خلال استقباله الاثنين الأمين العام للاشتراكية الدولية لويس – حث كل الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الكف عن ممارسات الماضي بكل صورها وأشكالها خصوصا الجانب الإعلامي وبما يتوائم مع الوضع الجيد وتهيئة المناخات الملائمة لبلوغ النجاحات المنشودة خلال المرحلة الانتقالية وفي طليعتها الحوار الوطني الشامل لكل فئات الشعب وقواه السياسية بدون استثناء أو تحفظ وبما يخدم امن والاستقرار ووحدة اليمن والتوافق الوطني من اجل رسم معالم المستقبل وبما تأتي به نتائج المؤتمر على مختلف الصعد والمستويات وبما يحقق الحرية والعدل والمساواة بين الجميع . كما وجه الرئيس هادي بتشكيل لجنة عليا للسياسة الإعلامية شملت في عضويتها الدكتور عبدالكريم الارياني – النائب الثاني لريس المؤتمر ، والدكتور/ احمد عبيد بن دغر – امين عام مساعد المؤتمر، وعبدالوهاب الانسي – أمين عام الاصلاح ، والدكتور ياسين سعيد نعمان – أمين عام الاشتراكي) وتتولى صياغة الخطاب الإعلامي الرسمي والإشراف على أداء الأجهزة الإعلامية الرسمية وتقييم الأداء الحكومي بما يتوافق ومقررات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والمناخات التوافقية ومتطلبات الحوار الوطني بين كافة شركاء العملية السياسية . وامس طالب عدد من اعضاء مجلس النواب بسحب الثقة عن حكومة الوفاق وتزكية امين عام الاشتراكي د ياسين سعيد نعمان رئيسا للحكومة بدلا عن محمد سالم باسندوة الذي قوبل خطابه باستياء واسع لدى اعضاء مجلس النواب ، وهاجم عدد من اعضاء البرلمان في جلسة امس رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة واتهموه بالتحريض على الفتنة. وقال رئيس كتلة الأغلبية المؤتمرية سلطان البركاني أنه كان متفائلاً بخطاب باسندوة لدى منحه ثقة البرلمان، ووصف دموعه المرافقة للخطاب يومها بدموع التماسيح. معتبراً كلمته أمس مثيرة للفتنة . وقال أنه يعذره كون باسندوة تعود على العيش في كنف الآخرين ابتداء من الأصنج ومروراً بعلي عبد الله صالح وأنتهاء بحميد الأحمر. واتهم البركاني باسندوة بالعجز عن إدارة منصب الرجل الأول في الحكومة أسوة بحيدر العطاس الذي نجح بإدارة أئتلاف حكومي ثلاثي في التسعينات ، وكذا المرحوم عبد العزيز عبد الغني بترأسه حكومة ائتلاف ثنائي ، مشيراً إلى أنهما كانا رجلي دولة. وكان نائب رئيس كتلة الإصلاح زيد الشامي طالب بإيقاف جميع الحملات الإعلامية المتبادلة سيراً في طريق التوافق. ويذكر ان حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة، قد شكّلت في اليمن بموجب المبادرة الخليجية التي وقع عليها أطراف الحزب الحاكم سابقاً والمعارضة في الرياض في 23 نوفمبر عام 2011.