أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد قرب ساعة الحسم لتطهير محافظة أبين جنوبي اليمن من العناصر الارهابية الاجرامية، بينما أوضحت مصادر عسكرية يمنية مسؤولة أن قيادة الجيش استكملت اللمسات الأخيرة لخطة تشارك فيها قوات الجيش ووحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب تأهبا لأوسع حملة عسكرية لاستعادة المناطق والمديريات التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة . تأكيد وزير الدفاع جاء في سياق حديث له لدى زيارة ميدانية تفقدية للوحدات العسكرية والأمنية المرابطة في محور أبين لاسيما المتقدمة ، مع أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية قتالية كبيرة للقوات المسلحة المرابطة على مشارف المحافظة فيما يبدوا استعداد لشن حملة عسكرية واسعة النطاق -لم تحدد ساعة الصفر - على مواقع الجماعات المسلحة من تنظيم القاعدة. وخلال الزيارة الميدانية والمستمرة لليوم الرابع على التوالي والتقائه بقيادة الالوية والضباط والجنود والاطلاع على أحوالهم والجاهزية الفنية والقتالية ، أكد وزير الدفاع في احاديثه للمقاتلين يوم الجمعة أن الشعب اليمني كافة يتعجل ساعة الحسم للقوات في إطار المنطقة العسكرية الجنوبية والمقاتلين الأبطال من اللجان الشعبية من مختلف مديريات محافظتي أبين ولحج والحاق الهزيمة النكراء بأولئك المارقين من العناصر الإرهابية والخارجين عن النظام والقانون وتخليص الوطن منهم ومن أعمالهم البشعة التي لا تمت إلى الدين بصلة وترفضها قيم وأعراف وتقاليد الشعب اليمني النبيلة. وأشار اللواء الركن محمد ناصر إلى أن الإرهابيين باتوا اليوم يلفظون أنفاسهم الأخيرة نتيجة للضربات الموجعة التي تلقوها مؤخرا بفضل التلاحم القوي بين أبطال المؤسسة الدفاعية والمواطنين في اللجان الشعبية وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، منوها ببذل المزيد من الجهود وتعزيز وحدة الصف والتلاحم حتى يتم التخلص من تلك العناصر الإرهابية. وتأتي هذه الاستعدادات تزامناً مع تكثيف الجيش والطيران الحربي للقصف على مواقع مسلحي القاعدة في عديد مناطق أبين ، مع إمدادات متواصلة إلى محوري زنجبار ولودر للجيش اليمني، وصفها مراقبون بأنها تظهر هذه المرة جدية وعزما قويا وغير مسبوق على تنفيذ عملية عسكرية ضخمة في محافظة أبين التي باتت جماعات الشريعة والقاعدة تسيطر على أجزاء واسعة منها.. لافتين إلى انه خلال الأشهر الماضية تحدثت الحكومة اليمنية أكثر من مرة عن حملة عسكرية لها على مناطق متعددة بأبين إلا أنها وفي كل مرة كانت ما تلجأ إلى تأخيرة موعد هذه الحملة . في الأثناء شن الطيران الحربي اليمني صباح الجمعة غارتين جويتين على مواقع مفترضة للقاعدة في منطقتي جعار وباتيس بمحافظة أبين . وقالت مصادر محلية ان الطيران الحربي قصف صباح الجمعة حي الحفر الذي يقع وسط مدينة جعار التي تسيطر عليها جماعات أنصار الشريعة الذراع المحلي لتنظيم القاعدة وأعلنتها العام الماضي إمارة إسلامية ، كما شن الطيران قصفا مماثل في منطقة باتيس 15 كيلو شمالي جعار وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى لم تعرف بعد حصيلته. *استنفار في عدن ولحج وتحدث مصادر محلية في عدن ولحج القريبتان من محور أبين ، عن استنفار أمني وعسكري كبير في مدينة عدن وتشديد للدوريات والانتشار بالشوارع وحول المصالح الحكومية وعلى سواحلها، وكذا الامر في محافظة لحج تزامنا مع أنباء استعدادات الجيش وتحركاته وتغيير تموضعاته لهجوم هو الأوسع ضد مواقع أنصار الشريعة. وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد قد زار مدينة عدن ولحج واطلع على آخر الاستعدادات لبدء المعركة المرتقبة ضد تنظيم القاعدة، كما أكد في لقاءات عقدها مع القادة العسكريين أن اليمن مر بأزمة طاحنة وأن اليمنيين بصدد الخروج منها قريبا. ولفتت مصادر عسكرية إلى أن وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد يقود غرفة العمليات الخاصة بالإشراف على سير المواجهات التي تخوضها القوات الحكومية ضد مقاتلي القاعدة في زنجبار ولودر وأن الرئيس عبدربه منصور هادي يتابع شخصيا نتائج العمليات القتالية الموجهة ضد مسلحي القاعدة. وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت أمس الأول أن الرئيس هادي رفض بشدة أي حوار مع تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المرتبطة به، وأكد أنه «لا تهاون ولا تفاهم مع هذه الجماعات الإرهابية، وأنه لابد من ملاحقتها حتى القضاء عليها بكل السبل الممكنة». وقالت وزارة الدفاع، في بيان نُشِرَ على موقعها الإلكتروني، أن اللغة الوحيدة التي سيتم بها مواجهة الإرهاب والإرهابيين، هي لغة القانون والحسم العسكري والأمني والشعبي، «لأن الجماعات الإرهابية، لا تعرف الحوار ولم تعترف به في يوم من الأيام». وأضافت الوزارة أن هادي رفض وساطة قبلية تقدم بها عدد من شيوخ محافظة أبين عرضوا عليه الحوار مع القاعدة وإعادة النازحين إلى بيوتهم.