كشف محمد ناجي علاو القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح -الذراع السياسي للاخوان المسلمين في اليمن- رئيس منظمة "هود" لحقوق الإنسان ، عن اتصالات أجرتها جماعة "أنصار الشريعة"، التابعة لتنظيم القاعدة مع المنظمة بهدف إشراكها في مؤتمر "الحوار الوطني"، الذي يجري التحضير لانعقاده حالياً بدعم إقليمي ودولي، إلا أن مصدراً حكومياً رفض العرض . ونسبت صحيفة "الخليج" في عدده السبت ل علاو القول، أن جماعة "أنصار الشريعة"، أبدت رغبتها بالمشاركة في الحوار الوطني الموسع كونه لن يستثني أحداً من القوى الفاعلة في الساحة اليمنية، معتبراً أن إشراك تنظيم القاعدة في مؤتمر الحوار قد لا يقابَل بقبول وطني . ودعا علاو لجنة التواصل المكلفة بالتحضير لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني التعاطي بإيجابية مع مبادرة تنظيم القاعدة باعتبار أن الحوار الوطني لن يستثني أحداً، بما في ذلك قوى الحراك الجنوبي والقيادات الجنوبية في الخارج المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب . من جهته، اعتبر مصدر حكومي مسؤول في تصريح لذات الصحيفة أن أشراك تنظيم القاعدة في مؤتمر الحوار الوطني غير وارد، لاعتبارات تتعلق بكون التنظيم الممثل بجماعة "أنصار الشريعة" مطلوب على خلفية جرائم إرهابية، وأن الجماعة ليست طرفاً في المعادلة السياسية والاجتماعية القائمة في البلاد . وتأتي تصريحات القيادي في حزب الإصلاح –اكبر أحزاب المشترك الحاكمة بمقتضى مخرجات التسوية الخليجية- بعد أيام من تحرك علماء ورجالات دين يمثلون التيار المتشدد بالحزب توج بإعلان 12 شرطا إزاء مطالب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي منهم موقفا صريحا من تنظيم القاعدة وذراعه المحلي المسمى "أنصار الشريعة "وأفعالهم الإرهابية ، وكذا من مخربي الكهرباء والنفط وممارسة التقطاعات والقتل والنيل من تنمية وتطور اليمن في مرحلة انتقالية توافقية تم فيها انتخابات وتبادل سلمي للسلطة. وحددت مجموعة المشائخ ورجالات الدين إزاء مطالبات الرئيس هادي ، قائمة اشتراطات أبرزها "تحكيم الشريعة في كل نواحي الحياة ومنع إصدار أي تشريعات على مستوى الدستور أو القوانين أو اللوائح أو عقد أي اتفاقيات تخالف شرع الله تعالى أو تنتقص منه". كما طالبوا بوقف العمليات العسكرية في أبين والقبول بجهود حوار للتصالح بين الدولة والجيش من جهة ، وتنظيم "القاعدة" وذراعها المحلي "انصار الشريعة" من جهة ثانية "حقنا للدماء ومنع انتهاك السيادة اليمنية ومبررات التدخل الأجنبي، والتأكد على حرمة قتل أي مواطن وأي معصوم الدم خارج القضاء الشرعي". وشدد علماء الإخوان في مطالبهم من الرئيس هادي بإشراك الذراع المحلي للقاعدة من "أنصار الشريعة" في الحوار الوطني المرتقب، مؤكدين على" فتح باب التحاور الوطني لجميع أبناء الشعب اليمني دون استثناء أحد تحت سقف الشريعة الإسلامية والدولة اليمنية الموحدة". وتقترن هذه التحركات ، مع تضييق الخناق على فلول القاعدة في أبين ، حيث دخلت"معركة الحسم العسكري" التي أطلقها الرئيس هادي القائد الاعلى للقوات المسلحة ضد الجماعات الإرهابية من تنظيم القاعدة وحلفائها في أبين جنوبي البلاد أسبوعها الرابع في مسعى لتحرير كل أبين من عناصر الإرهاب والقتل والتطرف، التي سيطروا عليها منذ اكثر من عام وأعلنت "إمارة إسلامية" مشردة نحو 250 مواطن من منازلهم وقراهم ومدنهم.