فوبيا (رهاب) الحوثيين تشيع في اوساط النخب السلطوية في صنعاء. صارت الحوثية "البعبع" الذي يبرر لأي كان الانحدار في خطابه إلى العنصرية والاستعلاء الاجتماعي والمناطقي. هذه الفوبيا جعلت كثيرين يتصورون انهم اسكندنافيون وجدوا بمحض خطأ جغرافي، في بلد واحد معهم. ما بوسعي فعله إزاء هؤلاء المعتوهين الذين يجوهرون "الحوثية" ويجعلون منها "شرا مستطيرا"، ويرونها غابة رعب ووحشية من دون ان يكلفون انفسهم عناء ملاحظة الاشجار التي تتشكل منها هذه "الحوثية" النكراء! *** ما يفعله العصبويون عادة، هو تخليق "آخر جواني" يسوغ لهم ممارسة كل الرذائل والموبقات بحسبان أن وجوده تذكرة سماح بممارسة السياسة دون سقوف اخلاقية أو وطنية. وفي الأسابيع الأخيرة انتشرت صناعة "الآخر الحوثي"، في منابر السلطة ودهاليزها وممراتها السرية الى المجتمعين السياسي والمدني. هكذا يتخلق "وحش" في أحشاء المخيلة السياسية الضحلة لسلطة الشقاق والنفاق في صنعاء. وفي الأثناء يزداد الانسان اليمني في المحافظات الشمالية (التي يسمونها "المركز المقدس"، ويتكالبون على تدنيسها الآن) نأيا عن البقية الباقية من اليمنيين في المحافظات الأخرى، ذلك أن صيغة المعالجات الفاسدة لأزمة الدولة اليمنية انبنت على جملة مقولات مركزية صارت بمثابة "دين" النخبة السياسية اليمنية. يجوهرون "الحوثية" ويشيطنون البسطاء من أبناء محافظات يمنية شمالية، ويستعلون عليهم ويمارسون شتى صنوف العنف اللفظي ضدهم. وإذا خرج هؤلاء احتجاجا على معاناة اقتصادية استنكروا وتعجبوا من ذلك، فالقاعدة الراسخة في ذهنيتهم المتحضرة هي أن سكان عمرانوصنعاء وصعدة وحجة هم محض مسلحين قبائليين متوحشين، لا يتضورون جوعا ولا يحلمون ولا يهضمون "تكنولوجيا العصر" التي ينتجها اشقاؤهم المتحضرين جدا في الأجزاء الغربية والجنوبية من "الكوكب السعيد"! *** هناك خطاب مثير للتقزز والاشمئزاز يحظى برواج في الاعلام الحكومي وفي اوساط الجماعات التي تنتسب زورا لليبرالية والعلمانية والمدنية، وهي ألد خصام! *نقلا عن صفحة الكاتب بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك