الشياطين والملائكة في يمن موفنبيك! مشروع المشترك يحول اليمنيين إلى اقليات وأكثريات! ما حدث في دماج مرشح للتكرار في تعز وإب وغيرهما المشترك وثب إلى السلطة وانقلب على الثورة ثم استدار نحو الدولة ليصفي ثاراته معها *** تقويض الجامع الوطني اليمني وشرذمة اليمنيين على هويات ما قبل وطنية، هي مقامرة كبرى أقدم عليها قادة المشترك بالتعاون مع الرئيس المؤقت (المستدام الآن) عبدربه منصور هادي. تنطلق التنظيرات الجوفاء بخصوص تفكيك الدولة اليمنية إلى كيانات عبر تقسيم سياسي اعتباطي، من معايير مذهبية ومناطقية تستفز عقدا تاريخية وتحفر في اخاديد من الماضي السحيق لليمنيين، وتستحث أقبح ما في الذاكرة اليمنية من مشاهد تاريخية. تتأسس مقولة الفدرالية على تقسيم اليمنيين إلى أشرار وأخيار، إلى "مركز مقدس" وأطراف مغلوب على أمرها. وتستحيي "الفدرالية" المستحيلة في اليمن، العصبويات التي كانت في مطالع الألفية الثانية عندما غرقت اليمن في حروب مذهبية وقبلية. وتكرس هذه الفدرالية أوهاما بشأن الذات (المذهبية أو المناطقية) و الآخر (الجواني الذي يزداد قبحا وقذارة كل يوم). هكذا يكون الجنوبي والتعزي ملاكا بينما الشمالي الزيدي شيطانا. وبالمثل، يكون الجنوبي والتعزي والإبي والتهامي مغلوبا على أمرة ومستكينا، بينما الجنوبي في ظل الحراك، والشمالي في الحقبة الحوثية، مقاتل شرس لا يتردد في صرع المستكبرين. تتوالد الصور النمطية وتتكرس المقولات المقيتة إياها، برعاية وإشراف (وأحيانا تنفيذ) من النخب التي تحاورت العام الماضي وصنعت الاجماع في فندق 5 نجوم. *** الصورة التقطت في مدينة تعز أمس (التقطها أبوبكر بكرين)، وهي تظهر فتية من مدينة تعز يشهرون العاب العيد المفضلة. وفي الرابط الذي تجدونه في أول تعليق هناك خبر عن حملة تحريض مناطقية ومذهبية ضد الحوثيين ( لا غرابة ولا عجب!). هذه النخبة الرديئة تمزق اليمن بدعوى أن هناك مناطق متحضرة جدا ( اسكندنافية مثلا) ومناطق متخلفة وهمجية. الاوطان لا تبنى على طريقة المشترك، الذي انقلب على الثورة وغدر بالشعب واستدار نحو الدولة ليصفي ثاراته واحقاده معها، بل تتقوض وتنهار وتستنقع في التخلف والحروب الجاهلية والتهجير القسري لليمنيين الذين يتحولون وفق مشروع المشترك وهادي إلى اقليات وسط اكثريات جهوية أو مذهبية داخل مجتمعاتهم المحلية، وهذا بالضبط ما يحصل في غير منطقة يمنية من خارج المركز المقدس، المركز المقدس الذي تكرهونه أيها الأوغاد.