نضمت نقابة الصحفيين اليمنيين ،يوم الاثنين ،بمقرها الرئيسي في العاصمة صنعاء وقفة تضامنية مع كادر قناة اليمن اليوم ، وفي إطار تصاعد الاحتجاجات المنددة باستمرار اغلاق القناة منذ اقتحامها ونهب أجهزة البث وتخريب معداتها من قبل عناصر الحرس الرئاسي في الحادي عشر من يونيو الماضي ،ووسط ردود أفعال واسعة في الأوساط المحلية والعربية والدولية اعتبرت في ذلك مؤشرا خطيرا يستهدف حرية الإعلام والصحافة والرأي والتعبير في اليمن. وفي فعالية نقابة الصحفيين اليمنيين ، التي حضرتها وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية ، وجمع من الصحفيين والاعلاميين ،ندد الحاضرون بالاعتداءات التي تطاول القنوات ووسائل الإعلام والإعلاميين وتصاعدها، مستنكرين استمرار الإيقاف التعسفي لبث قناة اليمن اليوم بلا مسوغ قانوني منذ اقتحام الحرس الرئاسي لمقراتها ونهب معداتها وترويع موظفيها ومصادرة مقتنياتهم الشخصية. من جانبهم أعرب صحافيو وإعلاميو وموظفو قناة "اليمن اليوم" عن تقديرهم العالي للمواقف التضامنية لكل من نقابة الصحافيين اليمنيين والاتحادات الصحافية والمنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية، مع قناة "اليمن اليوم" وبقية القنوات ووسائل الإعلام الأخرى، مطالبين بتصعيد تضامنها المهني مع حرية وسائل الإعلام وحرمة مقراتها وسلامة منتسبيها ومعداتهم وتمكينهم من إداء مهنتهم بحرية مسؤولة ومهنية، ونحثها على الدعوة إلى إعتصام مفتوح. وقال بيان صادر عن الوقفة الاحتجاحية لصحافيي وموظفي قناة "اليمن اليوم" بمقر نقابة الصحافيين اليمنيين "أن اقتحام الحرس الرئاسي للقناة ونهب معداتها ومقتنيات موظفيها ووقف بثها، بدفع وتحريض سياسي كيدي ومن دون مسوغ قانوني أو إذن نيابي أو حكم قضائي أو حتى قرار إداري؛ قد شرعن باطلا لتتابع الاعتداءات على القنوات اليمنية ومنتسبيها، في توجه خطير ينتهك الدستور والقوانين المحلية والدولية والإعلان للعالمي لحقوق الإنسان، ويمثل خرقاً سافراً لمخرجات الحوار الوطني، وتراجعاً خطيراً عن مشروع الدولة اليمنية المدنية، دولة النظام والقانون". وأضاف" لقد نشأت قناة اليمن اليوم في ظروف عصيبة على مختلف المستويات؛ وفي ظل واقع إعلامي غير سوي؛ انعكست عليه تداعيات الأزمة السياسية وما تبعها من انقسامات (مع وضد)، أفقدته المهنية والموضوعية وقدراً كبيراً من المصداقية والمسؤولية، وغلبت على أدائه المكايدات والخطاب الموتور، التعبوي التأجيجي والتصعيدي لحال الاحتقان الشعبي والانسداد السياسي باتجاه تغذية العنف وتبريره ". وتابع " حاولت قناة "اليمن اليوم" سد فراغ غياب الإعلام الوطني المهني المسؤول المعتدل والمتوازن، واستطاعت خلال وقت قياسي بشهادة المراقبين والمتابعين والأكاديميين المتخصصين؛ تجسيد إعلام وطني مسؤول مغاير للسائد، بمصداقيته ومهنيته وحرفيته وتوازنه وانفتاحه على مختلف الأطياف وتقريبه بين الرؤى المتباينة وتلبيته مختلف الاهتمامات في شاشة واحدة، فتقبلها المجتمع المحلي بإعجاب وأقبل عليها بثقة، جعلت القناة حقاً من حقوقه". وقال البيان "لقد لاحظ الجميع تفوق قناة "اليمن اليوم"، بالتزامها التقاليد المهنية والحرفية والمسؤولية الوطنية وحرفية في مواكبة ونقل أحداث الواقع اليمني ونبض الشارع المحلي ونشاط منظماته المدنية، عبر شبكة مراسلين واسعة في جميع محافظات الجمهورية، فظلت الأسبق إلى الحدث والأدق في نقل وقائعه والأصدق في الإخبار عنه صوتا وصورة، والأقرب إلى المواطنين والمسؤولين، واستطاعت أن تكون بامتياز، مصدر الأخبار السباق ومنبر الأفكار الحر، الأول محلياً، وجسدت الملمح الأبرز للتغيير إلى الأفضل يمنيا وأساسا معبرا وداعما للمرحلة الانتقالية". واضاف بيان الوقفة الاحتجاجية بالقول : "إننا لا نجد مبرراً لتهور الحرس الرئاسي وتورطه في اقتحام مقرات قناة "اليمن اليوم" الخاصة ونهب معداتها ومقتنيات موظفيها ووقف بثها، عدا الدفع والتحريض السياسي الكيدي جراء ضيق أعداء النجاح وأدعياء التغيير وأبواق التغرير ومعاول التدمير بمصداقية قناة "اليمن اليوم" ومهنيتها، ما ظل يعرض مراسليها مرارا للمضايقات والاعتداءات والاحتجاز ومصادرة المعدات، ويعرض بث القناة تكرار للتشويش، ويعرضها القناة ومنتسبيها لحملة تحريض كيدي". واعتبر الصحفيون والاعلاميون استمرار الإيقاف التعسفي لبث قناة "اليمن اليوم" ونهب معداتها ومصادرة مقتنيات موظفيها بدفع سياسي كيدي وضغظ سلطوي على المالكين ومن دون أي مسوغ قانوني؛ جريمة كبرى بحق حرية الإعلام المهني المسؤول، وأنه لا يخدم إلا حجب الحقيقة، وتكميم صوتها وتغييب نبض الشارع، ومنع عرض الرؤى المتباينة على شاشة واحدة والتقريب بينها، ويخلي الساحة للإعلام الموجه الموتور والمؤطر إيديولوجيا وحزبياً، وخطاب تعميم الزيف وتعويم الفوضى وتسميم المجتمع بالكراهية والتفرقة، والتحريض المذهبي والطائفي، وإشعاله بنيران الفتنة. وإذ أكدوا على حق مالكي قناة "اليمن اليوم" في مقاضاة المتورطين في اقتحام القناة ونهبها، طالبوا الرئيس عبد ربه منصور هادي بصفته رئيساً للجمهورية وبصفته الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام (المشارك في قناة اليمن اليوم) ؛ سرعة التدخل المسؤول لإعادة منهوبات معدات القناة ومقتنيات موظفيها، ورفع القيود والضغوط السلطوية على المالكين، التي لا تزال تعيق تعسفياً عودة البث الإخباري والبرامجي للقناة. كما طالبوا ،الرئيس هادي التوجيه باحترام وحماية حرية الإعلام وحرمة وسائله وصونها، وبرد الاعتبار إلى قناة "اليمن اليوم" ونحو 250 من منتسبيها مهددون بالخطر والبطالة، باعتذار رسمي عن اقتحامها وما طاول موظفيها من اتهامات كيدية تطعن باطلا في وطنيتهم وشرفهم المهني، وبتعويضات مالية للقناة عن خسائرها وللعاملين عن ما طاولهم من أضرار مادية ومعنوية، مع ضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الصارخة لحرية وسائل الإعلام اليمنية كافة ولسيادة القانون وسلطة القضاء، ومنع الاعتداءات السافرة عليها، التي لا تمت للدولة المدنية، دولة النظام والقانون، بأي صلة.
