أكدت مصادر متطابقة ، فشل مستشاري رئيس الجمهورية في إقناع زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي بالتوقيع على مسودة الدستور والمتضمنة تحديد الأقاليم والتمديد للرئيس عبدربه منصور هادي من خمس إلى ثماني سنوات كرئيس انتقالي بدون انتخابات. وبخلاف ما ذهب إليه الدكتور عبدالكريم الإرياني الذي وصف لقاء صعدة ب(المثمر)، قال المتحدث في المكتب الإعلامي لأنصار الله ضيف الله الشامي إن مستشاري الرئيس عادوا من صعدة ب(خفي حنين) مشيراً إلى أن زعيم جماعته عبدالملك الحوثي أفحمهم بما لديه من حجج وبراهين، وفي المقابل يفتقر هؤلاء إلى أدنى الحجج التي يمكن أن تعزز ما أتوا للمطالبة به. وأضاف الشامي في منشور له على صفحته في الفيسبوك (وعادوا بخفي حنين، ألجمهم الحق، وتلعثمت كلماتهم أمام الواقع المكشوف للجميع). ولفت الشامي إلى أن عبدالملك الحوثي خاطب مستشاري الرئيس وطلب منهم أن يقرؤوا بنود اتفاق السلم والشراكة جيداً، وينفذوها، مبيناً لهم أن لجنة الدستور ليس من مهامها تحديد شكل الدولة وأنها فقط لجنة فنية لإعداد مسودة الدستور وليس تحديد الأقاليم. من جهته قال ل"اليمن اليوم" مصدر سياسي مطلع إن مستشاري الرئيس عادوا إلى صنعاء محبطين وغاضبين على الرئيس هادي لحجم ما تم عرضه عليهم من قبل عبدالملك الحوثي. وأوضح المصدر أن المستشارين بدؤوا اللقاء بعتاب شديد لعبدالملك الحوثي لما تقوم به جماعته في صنعاء ومدن أخرى، وأن الدولة تنهار والشرعية الدستورية تضمحل يوماً بعد آخر، وأن اعتراضاتهم على قرارات رئيس الجمهورية خصوصاً تلك المتعلقة بالمؤسستين العسكرية والأمنية تصيب الشرعية في مقتل، وأن على أنصار الله أن يقدروا الموقف لما فيه الصالح العام، كما شددوا على أهمية أن يوقع أنصار الله على مسودة الدستور لكنهم بعد ذلك فوجئوا بملفات فساد وقضايا أخرى كبيرة طرحها أمامهم عبدالملك الحوثي معززة بالوثائق. وأضاف المصدر بأن فساد (جلال) نجل الرئيس عبدربه منصور هادي تصدر تلك الملفات.. وكانت صحيفة (الفورين بوليسي) الأمريكية قد وصفت جلال هادي ب(الثقب الأسود)، موضحة في تقرير دقيق كيف اختفت ملايين المساعدات السعودية ودول الخليج، وانتهى بها المطاف إلى غرفة جلال هادي. ومن بين تلك الأموال التي اختفت والتي رصدها التقرير المشار إليه الملايين التي وهبتها السعودية لصندوق الضمان الاجتماعي، وأيضاً الأموال التي وهبتها قطر لتعويض الجنوبيين. وذكر المصدر أن قضايا فساد مرتبطة مباشرة بالرئيس، تم طرحها على المستشارين وكذلك الإتاوات المفروضة لحماية الشركات النفطية ولصالح من تذهب وفساد وزارة الدفاع والمبالغ التي لا تزال تصرف للواء علي محسن الأحمر. وتابع: 30-50 % من قيمة النفط تذهب لمراكز نفوذ تحت مسميات عقود الحماية، عقود النقل، عقود التكلفة، عقود التغذية، وكذلك تحت مسمى عام (نفط الكلفة). ومن بين الملفات أيضاً وفقاً للمصدر، ملف مأرب ومشاركة حزب الإصلاح إلى جانب مقاتلي القاعدة في معسكرات مشتركة وبإشراف من قيادة السلطة المحلية في مأرب وقيادات عسكرية وأمنية مرتبطة بالإصلاح وعلي محسن وبعلم بل ومباركة من الرئيس هادي. وذكر المصدر أن ما تم طرحه وعرضه عليهم من وثائق فساد شكلت صدمة كبيرة لدى المستشارين، متعهدين بنقلها للرئيس هادي وبكل صراحة، وأنهم لن يقبلوا أن تستمر مثل هذه المهزلة، مشيراً إلى أن كل ما تم الاتفاق عليه بعد ذلك هو تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على تنفيذ ما تبقى من اتفاق السلم والشراكة. وبحسب ذات المصدر فإن الرئيس هادي سيلتقي مستشاريه العائدين من صعدة لإطلاعه على حقيقة ما جرى. ومن المقرر أن يتم في اللقاء بدء البحث في تشكيل اللجنة.. وكان بلاغ صادر عن الاجتماع أكد أنه تم الاتفاق على تشكيل اللجنة المشتركة المنصوص عليها في البند رقم 16 من الاتفاق ليتم من خلالها متابعة تنفيذ بقية النقاط الواردة فيه ومعالجة أية قضايا مثار خلاف. وكان عبدالكريم الإرياني قال في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ) لدى عودته وزملائه إلى صنعاء بأن اللقاء مع عبدالملك الحوثي كان مثمراً وأنه تم الاتفاق على سرعة تشكيل اللجنة المشتركة المشار إليها. وحضر اللقاء في صعدة مستشارو الرئيس التالية أسماؤهم: الدكتور عبد الكريم الإرياني الأستاذ عبد الله أحمد غانم الدكتور رشاد العليمي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي الأستاذ سلطان العتواني الأستاذ يحيى منصور أبو أصبع (نيابة عن ياسين سعيد نعمان) الأستاذ صالح الصماد كما حضر اللقاء علي البخيتي عضو المجلس السياسي لأنصار الله. _____ *المصدر : اليمن اليوم