افادت مصادر محلية في مدينة عدن جنوبي اليمن بأن مسلحي تنظيم القاعدة تمكنوا ،الثلاثاء 9 فبراير 2016، من توسيع سيطرتهم في المدينة لتشمل عدة أحياء وشوارع رئيسية بعد اشتباكات مسلحة ومحدودة مع مناوين لهم ، وسط حالة من التوتر الشامل بمخاوف انفجار حرب شوارع واسعة. وقالت المصادر إن اشتباكات شهدتها مديرية المنصور في عدن بين مسلحي تنظيم القاعدة ومسلحين مناوين لهم فجر الثلاثاء، واستمرت لساعات سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين بجانب 6 مدنيين من اسرة واحدة قتلوا في قصف طال منزلهم، فضلا عن احتراق مركز تجاري في جولة كالتكس احد مداخل مديرية المنصورة. وانتهت مواجهات فجر الثلاثاء يبسط مسلحي تنظيم القاعدة سيطرتهم الكاملة على أحياء مديرية المنصور ، وامتد انتشارهم وسيطرتهم على احياء وشوارع عديدة في مدينة عدن بينها جولة كالتكس ، وحي ريمي ، وجولة القاهرة ظمران ، وجولة الغزل خط التسعين الكثيري ، وجولة السفينة –طبقا لشهود سكان محليون. واكد شهود عيان أنه مع سيطرة مسلحي تنظيم القاعدة وتمددهم في عديد من احياء مدينة عدن منذ صباح الثلاثاء، لا تتواجد أي قوى أمنية ولا حتى من قوات الاحتلال التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية والامارات، والتي اكتفت بتحليق لطائراتها المقاتلة مع فتح حاجز الصوت. ووصفت مصادر محلية الوضع بالمتوتر للغاية ، مع مخاوف السكان من حرب شوارع بين الفصائل المسلحة بينها التنظيمات الارهابية داعش والقاعدة المتقاسمة للنفوذ الاكبر في السيطرة بمدينة عدن مع قوات الاحتلال متعددة الجنسيات التابعة لتحالف العدوان السعودية وفصائل جنوبية مسلحة. وتعم الفوضى المسلحة والانفلات الأمني والتصفيات والاغتيالات اليومية في عدن وعدد من المحافظات جنوبي اليمنالمحتلة من قبل قوات التحالف السعودي الاماراتي منذ يوليو من العام الماضي بمشاركة مرتزقة اجانب وأفارقه ، وبالتقاسم لنفوذ السيطرة الميدانية مع تحالفات اسقاط تلك المحافظات وفي مقدمتها مسلحي القاعدة وداعش المتنامية قوة وسيطرة على الأرض. وتصاعد مؤخرا الصراع بين الفصائل المسلحة شركاء التحالف السعودي في اسقاط واحتلال المحافظات جنوبي اليمن ، وعلى نحو لافت من سباق نفوذ السيطرة على الارض، وسط مخاوف من انفجار بركان نار من الصراع المسلح. وكان مسلحو تنظيم القاعدة سيطروا ، الإثنين 1 فبراير / شباط 2016 ،على مدينة عزان بمحافظة شبوة متأهبين للزحف العسكري نحو السيطرة على عاصمة ذات المحافظة عتق، إكمالا لسيطرة ممتدة تقاسما مع تنظيم داعش على كافة المحافظات جنوبي اليمن "عدن–أبين- لحج- حضرموت" برعاية قوات الاحتلال التابعة لتحالف العدوان السعودي وسلطة ما تسمى بالشرعية المساندة. والاسبوع قبل الماضي فرض مسلحو تنظيم «القاعدة» سيطرتهم الكاملة على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية، والتي تبعد حوالى 27 كيلومتراً عن مدينة عدن، بعد 24 ساعة من تفجير مبنى إدارة الأمن من قبل مسلحي «القاعدة» الذين انتشروا في مداخل المدينة ونصبوا نقاط تفتيش داخلها، في خطوة أعادت إلى الأذهان سيطرة التنظيم على زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي والتي جرت بالطريقة نفسها، عبر السيطرة على المجمع الحكومي ثم الانتشار داخل المدينة حيث تستمر سيطرتهم إلى جانب تنظيم داعش على مرأى من قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات التبعة لتحالف العدوان على اليمن والذي تقوده السعودية. وقالت مصادر محلية جنوبي اليمن إن ما حدث في عزان شبوة مؤخرا هو عملية تسليم لمسلحي التنظيمات الارهابية من قبل التحالف السعودي وسلطات الاحتلال في عدن على غرار سيطرتهم على محافظة لحج وقبلها محافظتي أبينوحضرموت واجزاء من مدينة عدن ،وفي سياق من مخطط تعميم الفوضى وتمكين التنظيمات الارهابية في مقدمتها القاعدة وداعش من كافة المحافظات الجنوبية والشرقية في اليمن امتدادا من باب المندب وحتى طرق ابواب سلطة عمان .