هذه نبوءة عمار علي حسن التي يقدمها في 'المصري اليوم' مراهناً فيها على ان الجماعة تقوم كل يوم بخطوة نحو الامام نحو سلم النهاية: 'ينتحر الإخوان حين يقفون تائهين في منتصف المسافات، بين الوعد والوعيد، فلا هم بشروا بخير، ولا هم أنذروا من شر. ولا هم رفعوا ما حملوا، ولا تركوا غيرهم يرفع عنهم، ولا يرفع معهم، والحمل ثقيل وشديد الوطأة، وهم تحته يئنون وينزفون ويترنحون، لكنهم ينكرون ويكابرون ويجاهرون بكل سوء في وجه كل من يصارحهم بما هم عليه من زراية وهوان. ينتحر الإخوان حين يجد الناس هذه الهوة السحيقة بين ما يقولون وما يفعلون، بين ابتساماتهم التي كانوا يوزعونها على قارعة الطريق لكل من هب ودب قبل الثورة، وهذا التجهم الذي سكن وجوههم بعد أن جلسوا مكان جلادهم، وبين صوتهم الهامس المفعم بورع مصطنع حين كانوا على شفا الزنازين، وهذا الصراخ الزاعق في آذان كل من يهمس مختلفا معهم، أو حتى ناصحا لهم وينتحر الإخوان حين تبدأ المخيلة الشعبية في تقويض أسطورتهم، لتحط من قدرهم بعد أن رفعتهم، وتقوم بتجريسهم سريعا بعد أن سترت عوراتهم طويلا، فها هي النكات تنهمر على رؤوسهم من كل حدب وصوب، وها هي الحكايات تروى عن الفجيعة فيهم والاشمئزاز منهم، وها هي الأمثلة تضرب عنهم، وها هي الصور والأشكال الفنية ترسم لتعريهم، وها هي الأشعار والأزجال تلاحقهم، وكل هذا يتجمع في مجرى واحد يجهز على كل الصور الإيجابية التي صنعها لهم المصريون من قبل، حيث نظروا إليهم على أنهم ضحايا وتعاطفوا منهم، واليوم يتابعون كيف تحولت الضحية إلى جلاد، ويسيرون بعناية تثير العجب فوق خطا من سبقوهم في الفساد والاستبداد، وهم سادرون بجلود سميكة وينتحر الإخوان حين يتصرفون وكأنهم 'طائفة' ذات عرق مختلف أو مذهب ديني أو حتى دين مغاير، فيتكلمون عن رسالتهم وطريقهم ويدعون أن لهم يدا فوق أيدي الناس، ومكانة أعلى من منازلهم، ويزعمون أن ما يقولونه مقدس، وما يفعلونه تجب طاعته'.