يفترض أن المواطنين متساوون بالحقوق والواجبات ومتساوون في تلقي نفس الرعاية والاهتمام من منظمات الأمم المتحدة ومن المنظمات العالمية الأخرى ولكننا في هذا العالم المليء بالمتناقضات نجد أن اللبيب يحتار في العملية الانتقائية التي يتم به التعامل مع قضايا حقوق الإنسان في اليمن فهناك عملية انتقاء متعمدة تؤدي إلى التفريق بين المواطنين والمثال الصارخ لهذه الانتقائية هو الإهمال المتعمد لمأساة سكان حي الجامعة والأحياء المجاورة حيث يعيش مئات الآلاف من البشر في ظروف معيشية لا يحسدون عليها دون أن نجد من ينتصر لهؤلاء المظلومين الذين طال عذابهم وتعددت مشاكلهم الإنسانية حتى ليخيل إلى المتابع المنصف أنه قد تم إصدار حكم بالأشغال الشاقة والمؤبدة على مئات الآلاف هؤلاء دون ذنب اقترفوه أو جناية ارتكبوها. إن هناك تواطؤ واضح من قبل منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن فهذه المنظمات ترعى الطرف المعتدي ضد المواطن العادي المسكين الذي فقد السكينة والأمان وأصبح يعيش في مسكنه وهو يصارع الموت في كل لحظة فالمواطن لم يعد آمن في بيته وأصبح يعيش في قلق وهم وغم لا يعلم به إلى الله كيف لا وهناك بشر قاموا باحتلال المساحات المجاورة لمنازل المواطنين وأصبح يعاني الأمرين من مشاكل لا حصر لها بسبب ألئك النفر من العاطلين عن العمل الذين تسببوا في تعذيب المواطنين لمدة زادت عن سبعة أشهر ومن هذه المشاكل ما يلي: - قطع أرزاق المواطنين أصحاب المساكن والمتاجر التي كانت مؤجرة وكانت مصدر رزق معظم السكان فقد هجر المستأجرين تلك المنازل والمتاجر وأصبح سكان الحي فقراء بين يوم وليلة بسبب الغوغاء الذين اقتحموا حيهم وتسببوا في إقفاله أمام حركة الحياة. - الخوف الدائم من أن يتعرضوا للمشاكل التي يشاهدونها على مدار الساعة والتي تقض مضاجع السكان والخوف من تفجر الوضع الأمني بين لحظة وأخرى ويصبح حي الجامعة شبيه بحي الحصبة الذي تحول إلى أطلال تسكنه الأشباح. - يعاني السكان من التحرش الدائم بهم من محتلي الشوارع فهم يتعرضون لكل أنواع الإذلال والتفتيش على الدخول والخروج من منازلهم وتتعرض نسائهم لشتى أنواع الإذلال حيث يتم تفتيشهن على مراء ومسمع من الجميع - الإزعاج الدائم الذي يعانون منه وعلى مدار الساعة بسبب الميكرفونات التي تصم الآذان ويتم استخدامها ليل نهار دون حياء أو خجل ولا يجد السكان لحظة راحة واحدة من ذلك الإزعاج المتواصل . وهناك عشرات المشاكل التي يعاني منها السكان دون أن نجد أي صوت لمنظمات ألمم المتحدة أو الإتحاد الأوربي أو حتى الدول الخليجية والمصيبة أن جميع هذه المنظمات والدول تعلم مقدار معانات المواطنين دون أن يرف لها جفن وكأن هؤلاء المواطنين قد حكموا عليهم بأن يعيشوا في هذا القلق على مدار السنين والأعوام. إننا نناشد كل المنظمات الدولية أن ترسل فرق تحقيق إلى شوارع الجامعة وتطلع على المعاناة الإنسانية التي يعاني منه السكان ونحن نتحدى أي عامل في أي منظمة من هذه المنظمات أن يسكن لمدة ثلاثة أيام دون أن يصاب بالصمم والجنون بسبب عدم قدرته على النوم ولو لساعة واحدة.