كشف الباحث الدكتور طارق عبدالله ثابت الحروي، عن أسباب وأهداف الحملة والحرب الموجهة ضد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والوحدات الأمنية القريبة منهما، باعتبار هذه المؤسسات العمودي الفقري والضمان الوحيد في تأمين انتقال اليمن إلى بر الأمان المنشود لما يشكله بنائها المؤسسي وتوجهها الوحدوي التنموي. وقال الباحث الحروي: أن وحدات الحرس الجمهوري لم يتسن لها أن تأخذ هذا المسمى كمؤسسة عسكرية نوعية داخل المؤسسة العسكرية اليمنية وفريدة من نوعها بين وحدات الجيش لها كيانها وطقوسها وتقاليدها الخاصة التي ترتقي إلى مستوى الجيوش النظامية في العالم والمنطقة العربية خاصة، والمشبعة بالروح والقيم الدينية والوطنية والمهنية بما يرقى بها إلى مستوى شرف الجندية، إلا في السنوات العشر الأخيرة. وفي دراسة بعنوان" قراءة في البعد الاستراتيجي لدلالات وأبعاد سيناريو استهداف الحرس الجمهوري والقوات الخاصة«رجال المهمات الصعبة»، قال الدكتور الحروي: أن التغييرات الجذرية الحاصلة في طبيعة رؤية والرسالة الوطنية بأبعادها الإنسانية والأخلاقية والمهنية والتنموية المنشودة الملقاة على عاتق هذه القوات في المرحلة الحالية والقادمة. وأضاف: أن التغييرات الجذرية التي شهده الهيكل الإداري والقيادي لهذه القوات بمختلف مستوياته ليأتي بقيادات عليا امتلكت ذلك النوع من الإرادة والعزيمة ومن ثم القدرة على تحمل المسؤولية التاريخية للوصول بها إلى ما يجب أن تكون عليه، مع الاهتمام بالجوانب المهنية والإدارية العالية المتبعة في إعادة تأسيسها ومتابعة نموها وتطورها، التي تمت فيها مراعاة كافة الشروط العالمية في بناء هياكلها التنظيمية والتشريعية والرقابية والمالية ...الخ، وآلية اختيار عناصرها وبرامج تدريبها وطريقة معيشتها.. مع مراعاة الخصوصية الوطنية. وقال الباحث" أن التحول النوعي الذي شهدته قوات الحرس الجمهوري، أمر يؤكد مهمة ودلالات صريحة أننا نقف بالفعل أمام حقيقة مذهلة من أهم حقائق التاريخ اليمني المعاصر، وأمام عمل نوعي وفريد، يدلل على طبيعة ومستوى وحجم الجهود المضنية والجبارة التي بذلت، ومازالت تبذل دون كلل ولا ملل، وبنفس درجة الإيمان والإخلاص، ومن ثم الحرص والشفافية التي كانت حاضرة عند خط البداية في قلوب وعقول قادة ورموز التيار النهضوي التغييري داخل السلطة". مضيفاً: أن هذا التيار هو الممثل الشرعي والوحيد للتيار الوحدوي وهم يؤكدون العزم والتصميم ويحثون الخطى نحو واحدة من أهم الحقائق الرئيسة التي أصبحت جزءاً مهماً في التاريخ اليمني الحديث ومفادها «أن اليمن أصبح بإمكانها ومن حقها أن تضع قدمها بثبات على أول طريق النهضة المنشودة، وأن تمتلك جيشاً نظامياً وطنياً مهنياً يرتقى إلى مستوى متطلبات المرحلة القادمة، لدرجة يصبح بموجبها مفخرة لأبنائها عموما ولعناصره المنتمية إليه خاصة، وبالتالي نموذجاً حياً يحتذي به في مسيرة التغيير والنهضة التنموية القادمة، وصمام أمان حقيقي لها في آن واحد». وأكد الباحث أن مصدر إثارة هذه التساؤلات الشائكة والمعقدة حول قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والوحدات الأمنية الأخرى، في هذا التوقيت تحديداً هو طبيعة ومستوى، ومن ثم حجم الهجمة الشرسة التي تقودها مكونات التيار المغامر الستة بلا هوادة؛ ممثلة ب(المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك ومجلس الحراك لتحرير الجنوب والقيادة الانفصالية في الخارج وحركة التمرد الحوثية وتنظيم القاعدة، ومئات العناصر التي لم تكشف عن نفسها بشكل علني)- وفقاً- لآلية وخطة مدروسة ودقيقة وضعت ملامحها الرئيسة والتفصيلية بناءً على معلومات غاية في الدقة والأهمية ووضوح الرؤية في اختيار طبيعة ونوعية أهدافها الرئيسة، بحيث سارت هذه العملية بكل إرهاصاتها في اتجاهين رئيسين متلازمين الأول ركز على استهداف مؤسسة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة- مستفيدةً في ذلك- من بعض المعطيات الظرفية المصطنعة والطارئة الحالية والسابقة؛ باعتبارها الخطوة الأساسية الأكثر أهمية التي من خلالها يتم مراعاة عامل الوقت والسرعة والكلفة في اتجاه تمهد الطريق واسعا للنيل من مرتكزات المشروع الوطني الوحدوي النهضوي التغييري شكلاً ومضموناً، وصولاً إلى النيل من اليمن دولة وشعباً. مشيراً إلى أن الاتجاه الثاني للحملة فقد أهتم بمحاولات النيل من رموز وقادة مؤسسة الحرس والمؤسسات الأمنية الأخرى، وفي مقدمتهم العميد أحمد علي عبدالله صالح أحد أهم صناع هذا الانجاز؛ بشتى الأساليب والتقنيات ابتداء من محاولة إزاحتها كلياً عن مواقعها القيادية التي حازت عليها بجدارة عبر جهود مضنية لأكثر من عقد من الزمن، ثم التمهيد لفتح الباب واسعاً أمام سلسلة من المحاكمات الصورية التي أصبحت المنطقة العربية تعج بها تحت مبرر الاقتصاص منها لتجروئها بالفعل والقول على تبني وتجسيد المصالح العليا للأمة، ومروراً بتشويه صورتها وأعمالها الوطنية، وصولاً إلى تقنية التصفية الجسدية كتتويج طبيعي لهذا السيناريو، باعتبارها الخطوة الأساسية الأكثر أهمية وإلحاحاً التي ستتمكن من خلالها من الوصول إلى تحقيق أهدافها دفعة واحدة، بإيقاف فوري وشامل لأية خطوة جادة بهذا الشأن، نظراً لما أصبحت تمثله هذه الخطوة من أهمية كبرى لها أسبقيتها في التقنيات المستخدمة لتغيير أو إسقاط هذا النظام والتيار أو ذاك أو.. بأقل الإمكانات والموارد، في ضوء ما توفره من وقت وكلفة وسرعة بدلا من الدخول في أتون مواجهة مباشرة معه، ومن ثم يمكن من خلالها النيل من رموز وقادة ومن ثم عناصر التيار الوحدوي وفي مقدمتهم وعلى رأسهم قائد المشروع النهضوي التغييري الحالي والقادم الرئيس علي عبدالله صالح- ثانياً. وتطرق الباحث في دراسته الأكاديمية إلى المرحلة العصيبة التي تعيشها سفينة وطن ال22 من مايو العظيم وسط بحر هائج بأمواجه الحادة التي تزداد عنفواناً كل يوم لم تعد، تفرق بين فرد وجماعة وشعب، والدور العظيم الذي أصبحت تمثله مؤسسة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والمؤسسات الأمنية الأخرى من أهمية قصوى وأكثر إلحاحاً لتأمين ضمان انتقال اليمن إلى بر الأمان المنشود، سيما أن خارطة الطريق الخاصة بمسارها العام والخاص قد اتضحت معالمها الرئيسة كلها. وقال" استنادا إلى ذلك تبرز أهمية تلك التساؤلات الرئيسة التي مازالت مثاراً للجدل الحاد بين كثرة كثيرة من المهتمين والمختصين التي تنتمي إلى مكونات التيار الانفصالي أكثر منه التيار الوحدوي وصولاً إلى عموم أبناء الأمة حول مؤسسة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والمؤسسات الأمنية القريبة منها في هذا التوقيت تحديداً، لتصبح شغلها الشاغل في ضوء سيناريو متعدد الأبعاد عسكري- أمني وسياسي إعلامي- دعائي معد لمثل هذا الأمر، يتم استكمال أهم حلقاته الرئيسة التي ابتداء الشروع بها منذ العام 2004م- على أقل تقدير- والتي يمكن إعادة بلورة بعض أهم معالمها الرئيسة الحاكمة لهذه التساؤلات في اتجاهين رئيسين الأول له علاقة وثيقة الصلة في أحد جوانبه بماهية الجهة الأساسية، التي تقف وراء هذا التحول النوعي الحاصل في طبيعة ومستوى ومن ثم حجم مؤسسة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وباقي المؤسسات الأمنية ذات الصلة، وصولاً إلى ما أصبحت تتبناه من رؤى وتوجهات ترتقي إلى مستوى الرسالة الوطنية بكل أبعادها التي تسعى وراء تأديتها، وفي جانبه الأخر بالغاية المنشودة منه، سيما أنها تسير في اتجاه إعداد المسرح العملياتي لدخول المرحلة الأهم من مراحل العمل الوطني التي طال انتظارها كثيراً؛ ممثلة ب(التنمية الشاملة والمستدامة)، في ضوء ما أصبح مثله هذا التحول من عمود ارتكاز أساسي لتلك المنظومة شبه المتكاملة من التحولات التدريجية التي تشهدها معظم مكونات الجهاز الإداري للدولة الحديثة المرتقبة". وأضاف الدكتور الحروي: أن هذه القوات الوطنية الدفاعية والأمنية، معدة على أسس وطنية لتكون صمام الأمان الرئيس لبقاء واستمرار الدولة الحديثة المرتقبة ليؤكد لنا أننا نقف بالفعل أمام عمل نوعي متقن وجهد وطني كبير جداً أكثر من كونه مجرد تطور فجائي شبه استثنائي ومؤقت شمل هذا الجزء تحديداً دون الأجزاء الأخرى. وفيما تسأل الباحث، أن كان هذا التطور قد حدث- وفقاً- لإرادة خارجية فرضتها جملة من التحديات والمعطيات الظرفية للمرحلة التي يعيشها العالم والمنطقة واليمن- كما يروج لذلك الكثيرين، دون وجود إرادة سياسية وطنية وفولاذية وطليعة شابة مؤهلة تتبنى مشروعاً وطنياً حملت على عاتقها كامل المسؤولية للوصول بوحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.. لافتاً إلى تلك التحديات التي تمثلها القوى السياسية والحزبية والقبلية والمجتمعية والعسكرية المنتمية للتيار الانفصالي بامتداداته الإقليمية والتي يعزى لها لعب الدور المحوري في إعاقة أية خطوة جدية بهذا الشأن على مدار ال20 عاماً الماضية، وبرز حقيقة فعلها السلبي الحاد على مصير البلاد قاطبةً منذ مطلع الشهر الثاني من العام الحالي. أكد أن الاتجاه الثاني له علاقة وثيقة الصلة بذلك النوع من التساؤلات التي تتبناها بعض الجهات الحاقدة والمناوئة المنتمية للتيار الانفصالي بامتداداته الإقليمية، والتي تتمحور حول أن ما وصلت إليه وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة من تطور كمي ونوعي ليس سوى عمل فردي بحت لا يمت بأية صلة للتوجهات والجهود الوطنية الرامية إلى توفير مقومات البيئة الداخلية المحفزة لقيام دولة النظام والقانون، باعتباره إجراءً روتينياً يقوم على نظرة سطحية قاصرة لا تستند إلى أية أسس وطنية ومهنية- كما- يحلو للبعض الترويج له بقصد أو بدون ذلك، وإنما هي مجرد خطوة استباقية لجأ إليها الرئيس الصالح لإرضاء طموحاته السياسية، ولوضع حد للطموحات غير المشروعة للخصوم السياسيين ، كمدخل أساسي لفرض الاجندة الوطنية عليها في المرحلة الحالية والقادمة.