خيمت موجة من القلق على الدول الغربية بمجلس الأمن الدولي التي عرضت في اجتماع غير رسمي للمجلس الليلة الماضية اعلان ايران الأخير عن منشاتها النووية في فوردو مقترحة ضرورة تشديد العقوبات على طهران. وأعرب ممثلو كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عقب اجتماع غير رسمي للمجلس بشأن دارفور عن قلقهم الذي شاركتها فيه كل من روسيا والصين ازاء اعلان ايران مؤخرا بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة في معمل تحت الارض في فوردو قرب مدينة قم وهو الاعلان الذي أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعربت نائبة الممثلة الأميركية الدائمة روزماري ديكارلو اضافة الى نظرائها من بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن القلق العميق ازاء الاعلان الايراني الأخير قائلة "أرى أننا أجرينا مناقشات جيدة في المجلس حيث أعربت بلدان أخرى عن قلقها الشديد. وأضافت للصحفيين من الواضح أن ايران ليس لديها مبرر لتخصيب اليورانيوم بهذا المستوى وبالطبع ليس للاستخدامات السلمية .. ولدينا مخاوف جدية للغاية حول هذا التجاهل الصارخ للوفاء بالتزاماتها الدولية ونرغب في التوصل الى حل تفاوضي يعيد الثقة الدولية بأن برنامج ايران النووي ذو طبيعة سلمية ما يمكنها من الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وفيما يتعلق بالعقوبات على طهران بينت الدبلوماسية الأميركية أن هدفنا هو العمل مع شركائنا لضمان تنفيذ هذه العقوبات بشكل كامل وبقوة وسنواصل العمل مع الشركاء هنا في المجلس وخارجه لتحقيق هذه الغاية. وفى سياق متصل قال نائب السفير البريطاني فيليب بارهام للصحفيين ان عددا من أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم .. وقالت روسيا أيضا ان هذه مسألة تدعو للقلق فيما أعربت الصين عن ضرورة امتثال ايران لالتزاماتها الدولية. كما أعرب نائب السفير الفرنسي مارتن براين عن شعور بلاده بالقلق لما تنطوي عليه تلك المرافق من سرية قائلا انها بنيت تحت جبل كما أن الأنشطة التي تقوم بها إيران هناك - تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل الى 20 بالمائة - لا يمكن أن تتمتع بمصداقية الاستخدام لأغراض مدنية.. مشيراالى أن ذلك يعد تطورا مثيرا للقلق كما أنه يمثل انتهاكا آخر لقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما لم يخف نائب السفير الألماني ميغيل بيرغر عن الصحفيين الشعور بالقلق ازاء الوضع قائلا اننا نرى في تلك الخطوة تصعيدا من جانب ايران.. مضيفا كنا نأمل بالخروج بشيء مختلف هذا العام .. خاصة بعد ارسال المنسقة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي كاثرين أشتون رسالة في 21 أكتوبر دعت فيها ايران للعودة الى طاولة المفاوضات .. وقد توقعنا حدوث رد فعل على ذلك. وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض أربع جولات من العقوبات على ايران لرفضها وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم التي قالت انها مخصصة للاستخدامات السلمية في حين يصر الغرب على أنها صممت لأغراض عسكرية فيما لم يتضح بعد ما اذا كانت روسيا والصين - رغم قلقهما المعلن هذه المرة - ستوافقان على فرض جولة خامسة. كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي عقوبات أحادية الجانب على طهران بيد أنه يتوقع أن يقر الاتحاد الأوربي حظرا على النفط الخام الايراني في وقت لاحق من الشهر الجاري.