اتفقت الامة الاسلامية على ان السنة الشريفة هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، واهتم المسلمون بنقل ما اثر عن النبي عليه الصلاة والسلام وتحروا في نقله الدقة والامانة حتى اصبح للحديث الشريف علم قائم بذاته، له مناهجه وأدواته وضوابطه، لكن الحديث النبوي، (...)
في رمضان تمتلئ المساجد بالمصلين: رجال استيقظت ضمائرهم يبحثون عن طاقة تجدد ايمانهم، وشباب أخذهم الصيام نحو طريق الهداية بعد غفلة او ضلال، وصغار اصطفوا الى جانب آبائهم فرحين بتذوق حالة جديدة من الخروج عن المألوف، او الانضمام الى صفوف الكبار، مشهد (...)
لم تستطع أسوأ انظمة الحكم في بلداننا العربية استبدادا وقمعا ان تحاصر "حالة التدين" داخل مجتمعاتها، على العكس تماما فقد شهدت هذه الدول اقبالا متصاعدا على الدين، وشجعت – معظمها – حركته من خلال بناء عشرات الآلاف من المساجد والجمعيات الخيرية، وتركت (...)
لا تحتاج الى شهادة من احد لكي تكون "وطنيا" ، يكفي ان يتحرك الوطن في ضميرك دائما فتشعر انه اقرب اليك منك ، يكفي ان تغرس قدميك في ترابه، وتسقي احلامك من مائه ، وترفض ان تستنشق هواء غير هوائه، يكفي ان تكون نظيفا ونزيها ومستقيما لكي يعتز بك وتعتز به ، (...)
ألهذه الدرجة أصبح المسلمون منبوذين في العالم ؟ هذا السؤال ليس سؤالا استنكاريا فقط، وإنما استفهامي أيضا، كما أنه لا يتعلق فقط بالتصريحات العنصرية التي أطلقها المرشح الأمريكي عن الحزب الجمهوري « دونالد ترامب»، وإن كانت صادمة ومستفزة، وإنما بحملة كبيرة (...)
اعتذر سلفا لكل الذين فهموا-خطأ-انني ابالغ في الحديث عن التكفير وكأنه اصبح ظاهرة خطيرة تعاني منها بلادنا،او انني اقصدهم في اشارتي الى ما يصدر من احكام تتهم بعض فقهائنا بالكفر لمجرد انهم اجتهدوا في مسائل العقيدة او غيرها ..
ذلك ان آخر ما يخطر الى بالي (...)
اخطر كلمة يمكن للمسلم ان يسمعها هي ان يقال له: انت كافر ، ومن اسف ان هذه الكلمة – ان شئت الفتوى – اصبحت سهلة على الألسنة ، ولا يتورع البعض من اطلاقها بمناسبة او في غير مناسبة.
لظاهرة التكفير – بالطبع – سياقها التاريخي الذي انطلقت منه ، ولها – ايضا – (...)
قبل أن نسأل هؤلاء الشباب الذين هربوا الى التطرف: لماذا فعلتم ذلك ، لابد ان نسأل انفسنا ما الذي فعلناه حتى دفعناهم الى ذلك ، وما الذي يتجوب علينا ان نقدمه لتحصينهم من الوقوع في غواية «التمرد» والتوحش او البحث عن مكان لهم في فضاءات «الميديا» (...)
فيما كان المشاركون في مؤتمر» متحدون ضد العنف باسم الدين « الذي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات (كايسيد) في العاصمة النمساوية (فيينا ) يلملمون أوراقهم لاشهار بيانهم الختامي ، كانت الوكالة الدولية للطاقة (...)
فيما تستعد (قم) لتنظيم مؤتمر حاشد حول (التكفير) نهاية هذا الشهر، فاجأنا هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني السابق بتوجيه انتقادات حادة لبعض الشيعة الذين (يتعبدون) بسب الصحابة الكرام، والاحتفال بيوم مقتل عمر رضي الله عنه، رفسنجاني قال ايضا بأن الخلافات (...)
حان الوقت لكي نقول لاخواننا الشيعة الذين يهتفون في عاشوراء كل عام : «وآحسيناه « لتذكيرنا بان «خزان « المظلمومية لديهم ما زال ممتلئا ولم يتسرب منه اي شيء : يا اشقاءنا في الدين الواحد نحن لم نقتل الحسين رضي الله عنه، ولم نصنع كربلاء، الحسين يا سادة لم (...)
أنت عربي ؟ إذن انت واحد من ثلاثة : إما انك فقدت عقلك تماما فقادتك اقدامك الى طابور (المجانين)، واما انك ماتزال تحافظ على(عقلك) لكنك لا تستطيع ،أولا ترغب في ان تستخدمه ، واما ان عقلك مازال حاضرا و فاعلا حتى لو قيل لك (اذا جن ربعك فعقلك لا ينفعك ) (...)
لم استطع أن أهرب من المقارنة بين خطابين واظبت على متابعتهما على مدى السنوات الماضبة لإخواننا الاسلاميين في بلادنا وفي عالمنا الاسلامي ايضا: احدهما خطاب تردد على ألسنة الكثيرين منهم ممن أتيح لهم فرصة الخطابة في وسائل الاعلام او على المنابر او القاء (...)
باستثناء سلطنة عُمان التي شهدت – كوسيط – جزء من الاجتماعات السرية بين امريكا وايران حول "البرنامج النووي" غاب العرب تماما عن طاولة المفاوضات، فيما كان رئيس وزراء اسرائيل اول من تلقى خبر الاتفاق في 30 ايلول الماضي اثر لقائه بالرئيس اوباما قبل يوم (...)
كلما اطل العنف بأسه تردد السؤال عن "هيبة الدولة"، ومن المفارقات ان معضلة "الهيبة" هذه اصبحت العنوان الاول في سلّم اولويات عالمنا العربي اليوم، فيما لم تحظ مسألة "هيبة المجتمع" بأي نقاش.
ومع انه لا يمكن الفصل بين "الهيبتين" باعتبار ان المجتمع مكون (...)
آخر كتاب قرأته عنوانه "المشروع الايراني في المنطقة العربية والاسلامية"، وفي ذاكرتي تزدحم عناوين كتب وتقارير أخرى عن "المشروع التركي" و"المشروع الصهيوني" و"المشروع الأميركي" وكذلك "الصيني" و"الياباني" و"الماليزي" و"الاندونيسي" .. الخ، وحده "المشروع (...)
هل تشعر بانك أصبحت في حاجة لان تكذب أكثر من أي وقت مضى؟ وهل تعتقد ان عدد الذين يمارسون الكذب في المحيط الذي تعرفه على الاقل قد ازداد ، وما الذي يدفع هؤلاء إلى الكذب : فقدان الوازع الديني ام البحث عن المصالح الشخصية ام انعدام الاخلاق والثقة (...)
منذ متى لم تشعر بالسعادة؟ منذ متى لم تصب بنوبة من الضحك؟لا اعرف بالطبع ، ولكنني حين قرأت عن تقرير صنفنا في ادنى مراتب الدول التي يشعر فيها الناس بالسعادة تذكرت بأنني لم امارس هذه الفضيلة منذ شهور.. (هل اقول منذ سنوات؟) ، وبانني اخشى ان لا امارسها (...)
لماذا يهرب المسلم من دنياه ويشهر خصامه لها؟ وكيف يمكن له ان يتصالح معها ويسترد حقه المشروع فيها في اطار الحلال؟ وماذا تعني عمارة الأرض بعيدا عن ممارسة المسلم لواجبه في بنائها والتعامل مع موجوداتها؟ ثم الا يعد الامتناع عن القيام بهذا الواجب الديني (...)
لا تحتاج لمزيدٍ من التدقيق حتى ترى بعينيك ملامح خطة "الانقضاض" على "موجة الوعي" الشعبي التي وسمت بالربيع العربي، يكفي ان تحدّق في "المرآة" المصرية لكي تطالعك الصورة… بوضوح دون رتوش.
انت معي او ضدي، هكذا بكل بساطة يتم تصنيف "الفرقاء" السياسيين ويمتد (...)
دعونا نعترف بأننا جميعا كعرب نتحمل ما وصلنا إليه من تيه وخراب، لا أحد يستطيع اليوم أن يحاججنا بأنه قام بالواجب، أو خرج بريئا من الجرائم التي أصابت مجتمعاتنا واورثته كل ما نعانيه من هزائم وسقوط.
قبل ان نلوم هذه الشعوب التي تحركت باجسادها الثقيلة (...)
فيما كانت الشعوب العربية التي "انفجرت" احتجاجا على انظمتها المستبدة تنتشي في الميادين ابتهاجا بما انجزته، كان الطرف الاخر الذي تفاجأ بما حدث يستجمع قواه استعدادا للمواجهة، لم يكن الامر مستغربا بالطبع، فالتحولات التي بدأت في العالم العربي لا تتعلق (...)
إذا تجاوزنا بعض صور "التمايز" بين نماذج الإسلام السياسي التي تصدرت الحكم في العالم العربي، سواءً بسبب اختلاف طبيعة المراس في الاشتباك تاريخيا مع السلطة، أو اختلاف التجربة في إدارة الشأن العام، أوبسبب الخصوصيات الداخلية والبيئة الاقليمية المحيطة، وهو (...)
الاضحية ، عند جمهور الفقهاء ، سنّة مؤكدة ، وهي واجبة على المقتدر عند الامام ابي حنيفة ، وقد صحّ عن سيدنا ابي بكر وسيدنا عمر انهما كانا لا يضحيان مخافة ان يعتقد الناس وجوبها ، والقصد من الاضحية هو شمول النفع للفقراء واراقة الدماء تقربا الى الله (...)
هل انتهى الربيع العربي حقاَ؟ معظم المؤشرات في اللحظة الراهنة تشير الى ذلك، وكأننا فعلاً امضينا ثلاث سنوات في متابعة "مسلسل" طويل ثم فوجئنا في "الحلقة" الاخيرة ان ما شاهدناه كان مجرد "كذبة" كبيرة، صحونا بعدها واذا نحن – كما كنا – لم نتغير.. ولم (...)