احتفل «الإخوان المسلمون»، قبل فترة وجيزة، بالذِّكرى التسعين لتأسيسهم، كجماعة دعوية، انطلقت في السياسة والحزبية من أوسع أبوابها. كان مكان الحفل تركيا، وحضر المحتفلون من كلِّ حدب وصوب، أُلقيت كلمات تعظيم وتقديس في شخص المؤسس حسن البنا (اغتيل 1949)، (...)
يعتقد الشيرازيون، حسب موقع مرجعيتهم الرسمي، أن تاريخها يمتد إلى مئة وخمسين عاماً، فعلى ما يبدو فإن أي شيرازي اشتهر مرجعاً عدّوه سلفاً لمرجعيتهم، مع أن الصلات الأُسرية، حتى إذا كانت موجودة، لا تعني أنها توارث مرجعي، ناهيك عن أن «الشّيرازي» لقباً (...)
كان ستيفن هوكينغ (1942-2018) أحد عظماء العصر، يفكر ويكتب أفكاره بخدِّه لا بيده، لإعاقة شلَّت جسمَه كاملاً، نجده خالفَ صاحب الحكمة الشَّهيرة «العقل السليم في الجسم السليم» المنسوبة لشاعر روماني، ولا أظن أن عقلاً يغلب عقل هوكينغ بسلامته، ويعود الفضل (...)
قُتل طعناً بالسكاكين، ببغداد- حي الغدير، الطبيب هاشم شفيق مسكوني، وزوجته الطبيبة شذى مالك دانو، ووالدتها خيرية داوُّد. كنتُ يومها (الجمعة 9/3/2018) استمع لرحلة الطبيب سامي سيروب بطرس كندريان، وهو يقصها عليَّ، من بغداد إلى أميركا ومنها إلى بغداد، حتى (...)
لا يتحقق التعايش بلا قبول للتنوع الإنساني، الديني والمذهبي، وكل ما اختلف فيه البشر، من اللون والعرق، ولا يغدو هذا التنوع سمةً من سمات الدُّول والمجتمعات المختلطة، بلا إدارة مخلصة تتبناه بموجبها الدولة كأحد ثوابتها، ثقافةً وممارسةً. وهنا نعود إلى (...)
حلَّ «علي ولايتي»، مستشار مرشد الثورة الإيرانية، ضيفاً على بغداد، مشاركاً في مؤتمر تأسيس «المجمع العراقي للوحدة الإسلامية»، وهذا المجمع من رئاسته واضح أنه مجمع حزب «الدعوة الإسلامية»، فرئيسه من عمائم الحزب المذكور و«دولة القانون». غير أن «ولايتي» لا (...)
كانت إجابة حيدر العبادي لمدير قناة «العربية» تُركي الدِّخيل، شديدةَ الوقع على ماضي بغداد وحاضرها، عندما سأله (28/1/2018): «الأُغنية التي دائماً تُرددها؟»، فأجاب قاطعاً: «أنا لا أتعاطى بالأغاني»! لم يكن مستغرباً، فقد قالها بلسان حزب يعتبر الموسيقا (...)
تعود بنا الذَّاكرة إلى ما قبل الوحدة اليمنية (1990)، حيث وجود عدن وصنعاء كعاصمتين لدولتين، وكيف كانت العلاقة بينهما وبغداد آنذاك مِن جهة، وبينهما والمعارضة العِراقية مِن جهة أُخرى، خلال الحرب العراقية الإيرانية؟! يوم لم يكن هناك جماعة تحت مسمى (...)
تتوسط بغداد خريطة العراق توسط السرة في البدن، وقريباً منها، حيث الفلوجة، تضيق المسافة بين دجلة والفرات، حتى يكادا يلتقيان، ولأنها كانت عاصمة لإمبراطورية، قصدها من أراد الاستيلاء على الشرق، فأي المدن والولايات إذا سقطت بيد محتل فلا تعني النهاية، وكم (...)
تنصل الجميع بسرعة من ديباجة الدستور (2005)، الذي كتبوه بأيديهم وعرضوه على العراقيين، و«كلٌّ.. حسَّن واستجادا». تقول الديباجة: «نحن أبناء وادي الرافدين، موطن الرسل والأنبياء، ومثوى الأئمة الأطهار، ومهد الحضارة، وصُناع الكتابة، ورواد الزراعة، ووضَّاع (...)
أثار اسم «الحُميْمة» الذي تداول في أخبار اتفاق «حزب الله» و«داعش» الأخير، الفضول. فالاسم ملأ كتب التاريخ، في نقل الثورة من العلويين ممثلين بأبي هاشم بن محمد بن الحنفية (ت 99ه) إلى العباسيين ممثلين بمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس (ت 125ه)، فنطق (...)
إذا خضعت العلاقات بين الدُّول لما بين المذاهب الدِّينية، مِن شجار طائفي، لفنيت شعوب المنطقة بالحروب، لذا لابد مِن الفرز، فالجوار بين الدول مِن ثوابت الجغرافيا، قدر لا يُتقى بالرَّحيل، ولا بتشييد موانع، إنما بمحاولة إبراز المشترك، والتاريخ لم يكن بين (...)
لا أظن أن هناك صاحب ضمير حيٍ لم يتضامن، ولو بأضعف الإيمان، مع فلسطين، فالاحتلال أقسى احتلال لأنه سُكاني، لا يؤمل بجلاء عساكره، مثلما جرى الحال مع بقية البلدان والشُّعوب المُحتلة، وبعد الاستيطان التدريجي، جاءت الموجة الكبرى (1948)، وتشكيل دولة (...)
أُعلن الانتصار على جحافل «داعش» المتوحشة، وكان الاحتفال بين مزغردٍ ومترددٍ، الأول لا تعنيه المُسببات، ولا يتذكر مباهج انتصار حرب الثَّماني سنوات (1988)، وما حصل بعدها. فلا أنسى قلق الستيني آنذاك يعقوب يوسف مِن حرب جديدة، والذي التقيتُ به قُبيل غزو (...)
لا تنسى منطقة الفهود، الواقعة بمدار هور الحمار، الحاج حنون آل جبُيَلِّي صاحب الطُّرفة والفكرة، يقف باحثاً بعصاه عن بقية باقية في رماد منزله القصبي، الذي شبت فيه النيران، مع أن المياه كانت تحيط به، فعثر على قط المنزل متفحماً، وأخذ يزيل عنه الرماد، (...)
يُستغرب ممَن يكتب في تاريخ «الإخوان المسلمين»، وينسى أنها الجماعة الأولى، في العصر الحديث، التي وظفت الدِّين سياسياً وحزبياً، وبغرض مفضوح، وأن الديمقراطية المرجوة عندها تنتهي ب«التَّمكين» لأنها غير «الشورى»، وما الدولة الوطنية إلا التمرد على حاكمية (...)
لم يكن الهجوم على بوابات المنطقة الخضراء (الجمعة 20/5/2016) مفاجئاً، إلا لرئيس الوزراء العراقي العبادي، فقد ألقى خطاباً حذر فيه من مؤامرة: «أدعو المواطنين الكرام والقوى السياسية الوطنية إلى التكاتف والتصدي لمؤامرات المندسين البعثيين المتحالفين مع (...)
هو باحث عراقي ولد في الجبايش في محافظة ذي قار جنوب العراق وتخرج من معهد المعلمين في بغداد سنة 1975. حصل على شهادة البكلوريوس من جامعة عدن 1984 في اليمن الجنوبي. نال شهادة الدكتوراه في صوفيا في الفلسفة الإسلامية سنة 1991. مارس التعليم في مدارس بغداد (...)
كانت مدارس عدن ومحافلها الثورية تصحو، في مناسبة ثورة 26 سبتمبر التي مرت ذكراها ال43 هذا العام هامدة خامدة، على بيت القاضي محمد محمود الزُّبيري (اغتيل 1965): «يومٌ مِن الدَّهرِ لم تصنع أشعته/ شَمسُ الضُّحى بل صنعناه بأيدينا»، ومِن القصيدة: «قد كونته (...)
رفع قادة تنظيم الجبهة القومية، ثم الحزب الاشتراكي، الوحدة اليمنية شعاراً، يُردد على مسامع المواطنين صباح مساء (1969-1990)، حتى صار العدَني يتأمل الجنة بتحقيقها، بينما صنعاء بعد إبراهيم الحمدي (قُتل 1977) لا تُذكر الوحدة إلا اضطراراً، إلى أن وجدت (...)
ما حصل بالموصل كان متوقعاً، فمن ينظر في النهج السياسي، والتعامل مع السُّلطة غنيمةً، لا يستغرب مما حدث. كم توهم مفردة «ما ننطيها» بالطغيان، وكم توهم جملة «المعركة بين يزيد والحسين» بالخذلان. ناهيك عن التعامل مع الاحتجاجات الشعبية بالتجاهل والعنف الذي (...)
فرج فودة.. توقعنا الاغتيال ونحن في أجواء عدن المخيفة!
فرج فودة
كنا شاهدنا المناظرة التاريخية، على هامش دورة معرض الكتاب بالقاهرة 1992، التي اغتيل إثرها الباحث فرج فودة (8 يونيو/ حزيران 1992). كان صيف القاهرة يقترب مِن صيف مدينة عدن الساخن، (...)
منذ استقلال اليمن الجنوبية (نوفمبر 1967)، أو ما كان يعرف بالجنوب العربي، وعدن المحمية البريطانية الكبرى، وعلي سالم البيض يحتل المراكز العليا في الدولة الفتية، التي ترأسها قحطان الشعبي (ت 1981) لمدة سنتين لتطيح به ما عُرفت بعدن ومحافظاتها بالخطوة (...)
كان الثأر ممارسة صاحبت الانقلابات التي حدثت بالمنطقة كافة، ومن المأمول أن ما يحدث الآن بالبلدان الثائرة ثورات لا انقلابات. على اعتبار أن الانقلاب يبدأ وينتهي باستلام السُّلطة وممارسة الثأر، بينما الثورة هي التغيير والبناء. أما نحن العراقيين فتشاكل (...)
كان الثأر ممارسة صاحبت الانقلابات التي حدثت بالمنطقة كافة، ومن المأمول أن ما يحدث الآن بالبلدان الثائرة ثورات لا انقلابات. على اعتبار أن الانقلاب يبدأ وينتهي باستلام السُّلطة وممارسة الثأر، بينما الثورة هي التغيير والبناء. أما نحن العراقيين فتشاكل (...)