العلم نور، والجهل ظلام، والحروب والدمار والشتات ظلمات وقهر وحرمان، وما أقسى الحرمان وما أصعب حياة الإنسان عندما لا يشعر بنفسه كإنسان.. يجول حول نفسه لا يعرف إلى أين يذهب، ولا يدري في أي مكان سيمكث.. فلا مأوى سوى حياة سكنتها الأزمات وواقع مرير أجبر (...)
انقضى شهر الصوم، وأتى عيد غير سعيد على شفاه الكثير، فأصبح قدومه كبقية الأيام.. فبين غلاء أسعار أبكى الجيوب ومزقها، وبين أزمة سياسية خانقة وضعت المواطن في عنق الزجاجة لا يستطيع أن يلبي جميع متطلبات أسرته لا سيما الأطفال الذين يرون في العيد بهجة (...)
يتجول الأطفال في حوش المدرسة، يدورون في ساحتها، يحاولون اللعب، يتذكرون الألعاب التي اعتادوا عليها قبل النزوح، لعلها تنسيهم الشتات الذي حل بهم عنوة.. نظروا إلينا تبسموا.. حاولنا كسر حاجز صمتهم واستغرابهم، أخذت صورة معهم تاركة لنا ذكرى ولمن سيفهمها (...)
عيون حائرة.. وفرحة بلون الحزن والأسى لم يعشها أحدٌ منهم من قبل.. لم يلعب الأطفال أمام ديارهم ولم يطلقوا الألعاب النارية ابتهاجاً بالعيد.. لقد حلت محلها طلقات صرخات لا يعرفون نهايتها، فالأسر والعائلات لن تزور بعضها البعض لأنهم ببساطة في واقع واحد خلف (...)
تعيش مائة وسبع عشرة أسرة نازحة بمدرسة ردفان بعدن أوضاعاً معيشية وصحية حرجة وحالة إنسانية صعبة جراء سياسة حظر فرضتها على المدرسة الجهات المعنية بشؤون النازحين لأسباب غامضة حسب إفادة المتواجدين في المدرسة نقلاً عن منظمات إغاثية.
وتقع مدرسة ردفان (...)
لم نسمع مرحب مرحب يا رمضان، ربما لأن صوت الرصاص ولغة الحرب اللعينة ترسو على عيون وأفواه الفرح، وربما سماعنا لأنين التشرد والنزوح هو ما كان في الأفق يلوح، إنها الأيام والسنين تتغير حتى في أجواء فصولها ويبقى فصل آخر لا تحكيه الأسطر، بل تبلله دموع (...)