بعودة وامضة إلى تقاليد الحرب الباردة ووعودها الفاجعة بالزلازل والخرائب، نستطيع الآن أن نلمس درجة الانزياح المهول في تصاعد القابليات التدميرية، مما هو ملحوظ في عالم المعلومات والوسائط والتكنولوجيا المُتَفلتة من عقالها، بل حتى تلك الإشارات المبكرة (...)
تداعت الأيام بالنظام السابق اللاحق، وبدت الحروب الستّ التي شنّها النظام ضد الحوثيين حروباً ظالمة، لكونها بدأت بالخيار العسكري المجرّد، ولم تُحرك الأدوات السياسية المتاحة للحل، كما أن تلك الحروب كانت ظالمة بحق الشعب لأنها تعمَّدت إقحام القوات (...)
الحوار هو الخيار الأفضل؛ لأنه يضعنا في قلب الاستحقاق العالمي للخروج من حالة الخصومات المفتعلة إلى الفعل البنّاء، الحوار تجوال في أروقة التاريخ ونواميسه، واستنطاق لذاكرة المكان والزمان واستقراء لأسباب النماء إن وجدت، ومقدّمات الانحسار والسقوط إن (...)
ليس المسلمون هم الوحيدين في ديانات الجدل التاريخي التناظري بين الشريعة والحقيقة، فقد عرفت المسيحية التاريخية مثل هذا الجدل البيزنطي، كما شهدت أوروبا القرون الوسطى شكلاً عاتياً من أشكال التعصب الديني الرافض للعلم والاجتهاد، ووزَّعتْ الكنيسة القروسطية (...)
كلما استتبت الأوضاع في الصومال انبرت مليشيات الشباب المجاهد ليعصفوا بالسِّلم الاجتماعي ويرغموا الحكومة الشرعية على تغيير أولوياتها والتنازل عن ثقافة المؤسسة بقدر ظهور أمراء الحرب الذين يتكاثرون كالجراد.
لم يعد النشاط المسلح لفيالق الشباب الخارج من (...)
في فترة الوجود العثماني في بعض الأقاليم الرومانية أثّر المسلمون الأتراك في لغة القوم، فدخلت مفردات عربية نذكر منها مثالاً لا حصراً مفردات من مثل: حبر، كيف، دولاب، جزمة، بنطلون، كمين، إلخ تقابلها بالرومانية: habar ,chef, dulab,gisma
pantalon ,camin (...)
لم يكن حديث المفكّر الجزائري الراحل محمد أركون صادراً عن فراغ الاستيهام الذاتي وهو يتحدّث دوماً عن الثقافة العربية من منظور أنتربولوجي، ذلك المنظور الذي يرى الثقافة بتكاملها لا بمعناها النمطي الإجرائي المُجيَّر على الثقافة العالمة النُّخبوية، ومن (...)
أوروبا الغربية، وخاصة بريطانيا وفرنسا لم يكونا موافقين على نظرية المبادأة الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، غير أنهم انخرطوا في المعادلة انخراط المجبور الذي لا مفر له من الاتساق مع العربة الأمريكية القائدة للغرب السياسي العالمي، وعندما أزفت (...)
كثيراً ما تباهى فوفو بقدرته الخارقة على عدم النسيان؛ حتى وصل به الأمر إلى مباشرة تجريدات ذهنية متتالية، فتطيَّر حتى خُيِّل إليه أنه هو ذاته وليس بذاته، وأنه لا يشبه أحداً البتّة، ولا يمكن لأحد أن يكون مثله، وتطاول في تجريداته التي أوصلته إلى تخوم (...)
في كتابات «السهروردي» و«ابن المقفع» أبعاد أخلاقية وقيميَّة، نابعة من استقراء عوالم البشر من خلال عوالم الحيوانات، كما هو الحال بالنسبة لكتاب «كليلة ودمنة» لابن المقفع، وكما هو الحال في «رسالة النمل» للسهروردي.. كما أن الآداب الإغريقية البيزنطية جمحت (...)
السجال المحتدم بين الحوثيين والسلفيين ليس جديداً، بل يمتد منذ سنوات طويلة خلت، فقد بدأت هذه المحنة بُعيد وحدة مايو اليمنية في عام 1990م، والتي توازت مع إعلان التعددية السياسية بالترافق مع الوحدة بين شمال وجنوب اليمن، يومها جاءت فكرة التعدُّدية (...)
المعارك المحتدمة على مرمى حجر من العاصمة صنعاء تدل دلالة قاطعة على أن بعض الأطراف السياسية لا تعتبر الخيار السياسي البرنامجي سوى تكتيك لتحقيق أهداف لا تمت بصلة إلى ما يقولون به ويدعونه ويجهرون به ليل نهار . يتساوى في الأمر كل الأطراف التي تتعامل مع (...)
للولوج إلى عالم النقد وتضاريسه الوعرة؛ لابد من إشارات عابرة لمنشأ هذه الأداة السحرية في التبادل والتجارة، وكيف أنها موصولة بالتقسيم الاجتماعي الأول للعمل؛ ذلك التقسيم الذي تحدّث فيه وعنه علماء الأنثربولوجيا والاجتماع والسياسة وحدّدوا معالمه الأولى (...)
إعلان اليمن دولة اتحادية فيدرالية خطوة تاريخية تعكس نضجاً سياسياً، وضرورة موضوعية ومنطلقاً لمستقبل مغاير للماضي، فهذه الخطوة تحمل في طياتها وتضاعيف مرئياتها كامل المقدمات التي ستوصل البلاد والعباد إلى مروج المشاركة الواسعة الخضراء، وفضاءات الانجاز (...)
الحوار الوطني المطلوب في اليمن مقرون بأهمية مشاركة الجميع على قاعدة التنوُّع في مستويات المشاركة، وعلى قاعدة الانطلاق من أدنى لأعلى، ضمن منظومة تباشر تدوير مرئيات الحوار، وتصبر على إكراهات التعامل الحكيم مع الآراء الحادَّة النزقة، وتعمل على تعظيم (...)
النظر إلى المسألة الجنوبية بوصفها قضية مركزية تستحق وقفة جادة أمام شكل الدولة اليمنية القادمة، والتي ينبغي أن تتَّسع لمختلف الأقاليم والمكونات الجغرافية على قاعدة لا مركزية ناجزة. وهنا نقترح الدولة الاتحادية اليمنية بوصفها الدولة القادرة على تعظيم (...)
توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية هو المدخل الأول والحاسم للإصلاح، بالترافق مع تبنّي الخطوات الاجرائية التالية :
إطلاق قانون تجريم حمل السلاح من قبل المدنيين، بالترافق مع بلورة رؤية واضحة وفعّالة في محاصرة السلاح الذي يتنطع البعض في اعتباره أمراً (...)
لعل الجغرافيا اليمنية خير دليل على معنى التنوّع والقابليات، فاليمن الممتد على مساحة 550000 كم مربع مفتوحة على سلسلة من البحار الزاخرة، فمن الشرق بحر العرب المتصل بالمحيط الهندي، ومن الجنوب خليج عدن الموصول أيضاً بالمحيط الهندي وبحر العرب، ومن الغرب (...)
لعل الجغرافيا اليمنية خير دليل على معنى التنوّع والقابليات، فاليمن الممتد على مساحة 550000 كم مربع مفتوحة على سلسلة من البحار الزاخرة، فمن الشرق بحر العرب المتصل بالمحيط الهندي، ومن الجنوب خليج عدن الموصول أيضاً بالمحيط الهندي وبحر العرب، ومن الغرب (...)
يثير مفهوم العلمانية جدلاً مستمراً في الأدبيات العربية، فالبعض يُجيّره على العلم، منطلقاً من الثورة العلمية الأوروبية التي اعتمدت المنطق البرهاني الجبري واستبعدت الميتافيزيقا، وبهذا المعنى تكون العلمانية عتبة أُولى لعدم الاعتراف بالدين كما تذهب هذه (...)
ماحدث في مدينة عدن الوادعة الآمنة خلال الأيام القليلة الماضية من هجوم ضار شنه مسلحون على مبنى الأمن السياسي في منطقة "التواهي " يفتح الباب لأسئلة عديدة ومتنوعة، فالهجوم المنسوب حصراً للقاعدة، عطفاً على تصريحات وتداعيات ما بعد الحدث التراجيدي، (...)