كان الحرس الجمهوري زهرة الجيش اليمني. وكان حظي بالرعاية والإنفاق الجيد، بوصفه القوة الضاربة التي انتخبت من جسد القوات المسلحة اليمنية، باعتبارها قوة مفارقة لقوى الدولة المتشعبة. وكان الحرس هو الحرس الحديدي لمشروع عائلي مفارق.
ما ضرهم لو اكتفوا (...)
ليس الأمر جدلاً ولا فرد عضلات لغوية، إذ يتخطى الأمر إفحام مبشر بمدنية عربة ديناميت، ناهيك عن أنه لم يعد هناك من رغبة ولا أمل في لفت أحد المسوقين للمليشيا بوصفها البديل الأمثل للتردي الذي نعيشه، ذلك أن وسيط العنف، وإن تحلى ببعض اللباقة، يبقى اختباراً (...)
هو بالطبع لم يطلب من الكتاب والصحفيين إثبات سلميتهم ومدنيتهم ولا عنصريتهم.
قادته الميدانيون العسكريون هم أيضا لم يطلبوا منا ذلك.
لكن الفيلق الحوثي الإعلامي هو من يملك قوة الطباع الكافية للتفوه بمطالب من هذا القبيل، متحدثين بلكنة مدنية عن أهمية ألا (...)
هو هكذا قد ينتاب الكاتب أمل ما في لحظات هدوء الجبهة.
الأمل هو أن يتراجع أمل الحوثيين لمستوى وجودهم الفعلي، واستعداد البلد للتعامل معهم بوصفهم جماعة عليها أن تتسيس.
همدان كانت نهاية مؤشر الفورة، ولا يمكنهم الوصول للنهاية أو رفع المؤشر قليلاً لما بعد (...)
البارحة كلهم في الفيسبوك أدانوا هادي الذي أرسل ثور القبيلة للتحكيم في معركة من معارك اجتثاث ما تبقى من الدولة.
لا أذكر حاكماً فعل هذا، وكان الثور الأسود الشهير الذي ذبحه الشيخ الشايف تحكيماً للدكتور مكي، شيخ مشايخ يحكم رجل دولة، الآن رئيس دولة يحكم (...)
نصحته بإظهار بعض الغضب بدلا من تعقله المفرط حد الاستلاب، فكسر يد أمين الصندوق بسبب خصم من راتبه.
هو الآن في السجن، وأمناء الصناديق أقل تسامحا في العادة.
أخبروني أنه سأل عني من وراء القضبان، وأنه يكاد يفقد عقله بسبب تواجد سجين مجنون معه في الزنزانة، (...)
خطر لي في لحظة وجدانية مخاطبة عبد الملك الحوثي برسالة قد تلفت انتباهه لجملة حقائق غائبة عن وعيه الذي يفارق بماضويته المحتشدة وعي جيلنا، فهو لا يدرك مخاوف الفتيان الذين نشأوا على تمثل مزاج ليبرالي متحرر ينزع لتمجيد الفردية، والولع بالكتب والموسيقى (...)
اليوم أنا هنا استجابة لمحمد اليمني الذي أخبرني البارحة برسالة أنه يبحث عني هنا كل صباح.
المزيد من الكتابة يعني المزيد من الأصدقاء البعيدين والخصوم الأقرب إليك من أي شيء آخر.
كانت الكتابة مجرد مغازلة بعيدة لنا نحن القادمين من ريف إب، أو من أي ريف (...)
أمضى حياته حراً وعندما وصل الستين زوجوه.
هل فقد قاسم القحطة حريته؟ لا.. أنتم لا تعرفون قاسم الذي بقى يخاتل قيود الحياة من أولها بسرد تفاصيل هذه الحياة دون أي تكلف للدقة, اللهم إلا تدفق ذهنه كيفما شاء لمياه هذا الذهن توجهها في التدفق..
عرفته (...)
الصراع القبلي البدائي هذا قرف، وانهيار الدولة قرف. وهذا يعطل شركة اتصالات هذا، فيرد عليه بتعطيل صعدة، بينما لا يدري أحد هل يكره ورطته في هذه البلاد، أم يكره الحظ السيئ.
لقد تعبنا من كره فشل باسندوة، وتعبنا من محاولة جعل هذا الكره غير شخصي. تعبنا (...)
حم الله أيام بريجنيف كان يحرك الأساطيل السوفيتية ويضع حذاءه على طاولة الأمم المتحدة ويمنحك توازناً للرعب والحليف الجاهز ويتوازن الشرق الأوسط قليلاً.
الآن من يراهن على الروس؟ يمنحونك فيتو في الأمم المتحدة ويخبرونك أنهم يشعرون بالقلق.
هم أصلاً لم يعد (...)
رحم الله أيام بريجنيف كان يحرك الأساطيل السوفيتية ويضع حذاءه على طاولة الأمم المتحدة ويمنحك توازناً للرعب والحليف الجاهز ويتوازن الشرق الأوسط قليلاً.
الآن من يراهن على الروس؟ يمنحونك فيتو في الأمم المتحدة ويخبرونك أنهم يشعرون بالقلق.
هم أصلاً لم يعد (...)
يمر بي الآن وجه عبد الكريم, عبد الكريم بدون لقبه الخيواني يجعلني أحس صاحبي تماماً وأتمكن إذ أنطق الاسم فقط من استحضار حرية عبد الكريم ويحدد لي كيف أنه وحده قد تلقى تسعة أعشار غضب السلطة وعماها وقسوتها, وهنا فقط أدرك شخصياً مزيج الصحفي والمناضل في (...)
تمر بي حشود المتسولين في الجولات، وأتساءل: هل نقارن بين زمنين من خلال كثافة الحشد المتسول، لنعرف أيها أفضل؛ علي عبدالله صالح أم عبد ربه هادي؟
لا أدري بالضبط كيف تضبط هذه الحياة المختلة معيار الحكم على الحاكم دونما اضطرار حتى للمقارنة.
أنا أجدهم (...)
يثير ازدرائي في ردود المصريين على توكل، هذا الاستعلاء المصري الفج، ومنح أنفسهم الحق في إظهار الردع بمزاج يفتقر للتهذيب أثناء ما يشير أحدهم لتوكل التزام الأدب مع مصر، وكأن مصر وحدها وطن، أما نحن فننتمي لهاوية توجب علينا الحذر في إبداء الرأي. ذلك أن (...)
لا تخرج من مقرات المشترك رؤى وطنية أو تصورات للحل، هي فقط تخرج ترشيحات.
تجد أحدهم يتجول في الممر مصادفاً حزبياً ساهماً، والكرافتة بجهة والياقة بجهة أخرى، فيتساءل من يصادفه: ما خرجش ترشيحه؟
أمناء العموم يوزعون ترشيحات، ويبحثون في اجتماعاتهم المساحة (...)
لا تخرج من مقرات المشترك رؤى وطنية أو تصورات للحل، هي فقط تخرج ترشيحات.
تجد أحدهم يتجول في الممر مصادفاً حزبياً ساهماً، والكرافتة بجهة والياقة بجهة أخرى، فيتساءل من يصادفه: ما خرجش ترشيحه؟
أمناء العموم يوزعون ترشيحات، ويبحثون في اجتماعاتهم المساحة (...)
أتيقن من عنف متفاقم في مصر، ولا أملك نافذة إعلامية، فأنا كاتب يمني يخوض في يمننة اعتراك مصر، ولست كاتبا مصريا يمكن تداول أفكاره في القاهرة، وإلا لكنت نصحت الإخوان بالانسحاب المؤلم والمرير. ذلك أن صمودهم سيفضي لعنف، وإن كانت مسؤوليته تقع على الجيش (...)
للمرة الخامسة على التوالي، وأنا أتحسر، وأظل ألعب مع خيبة الأمل، وأنا أقارن بيننا وبين الحيوية المصرية، أو لنقل بين هذه الدوخة الجماعية، وبين ما يفترض أن يكون عليه الأمر في صنعاء من تدافع مع الحالة الغبية القائمة.
لطالما تمنينا "رمزيات" سياسية أو (...)
أخيراً تم اتخاذ القرار الأكثر إفصاحاً وكمالاً لفكرة الخيانة، خيانة الثورة وجيل بأسره من الحالمين الملهمين بفكرة المثال، ثاروا واستشهد رفاقهم ليتم وضع واحد هو الأسوأ من جيلهم بقرار تعيينه وكيلاً للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
لطالما ترفعت عن ذكر (...)
باسندوة انفطر قلبه، ولنتمنى الشفاء ل"أبو خالد"، فهو كان يظنها خطوة أولى، ثم يصبح رئيساً، وتتحقق النبوءة، وممكن يمشي الحكومة بإظهار الطيابة ورقة القلب، ولم يدرِ إلا وقد قدمت له النبوءة فاتورة باهظة، فالرجل كان ينام تمام ال11، بعد أن يتصل بالرئيس علي (...)
في ما له علاقة بما أقوله للحياة، فأنا إذن في أول أبريل منذ وعيت العالم، ذلك أنني عشتها أكذب عليها.
سأكذب الليلة أيضا لو قلت لكم إنني لم أكذب عليكم ولا مرة واحدة في الذي كتبت خلال هذا العام.
أظنني فعلتها مرة أو مرتين ربما، ولم يكن ذلك بغرض تزييف (...)
ينطوي الخلط بين قضايا القرار وقضايا الحوار على خدعة سياسية لم يبتكرها عقل شرير، ولكن ابتكرها الارتجال واللامسؤولية.
ثمة قضايا تحتاج لقرار أو حزمة قرارات أولا، كالقضية الجنوبية، لكن تم وضع هذه القضايا كما هي، وتمييعها أو تمييع الممكن فيها (...)
ما أقدم علي عبدالله صالح على اقترافه من أخطاء كارثية كان بعد فترة من توليه السلطة، أما النظام القائم الآن فليس لديه الوقت لإمضاء فترة من الطهر الثوري ليبدأ ارتكاب الأخطاء الجسيمة لاحقاً.
لا أدري هل أسمي الرئيس هادي نموذجاً لهذه السرعة ونفاد الصبر (...)
عطلت حسابي في لحظة تصوف تقني، معتقدا أنني سأفوز بتوحدي الوجودي، مدعيا أنني هزمت التقنية وقد هربت من سجنها الافتراضي.
غير أنني لم أقوَ على مزايا الوحدة، بعد أن بنيت جانبا من وجودي في مستعمرة التقنية الهائلة.
غادرت "فيسبوك"، فلم أحظَ بشيء مما (...)