كنتُ واقفاً بينما هو يقلّبُ بيديهِ أوراقي التي أخذَتْ مني مجهودَ أربعِ سنواتٍ من عمري، بعدَ برهةٍ نزع نظّارتَهُ السوداءِ من عينيهِ الجاحظتينِ، ابتسمتُ له كنوعٍ من الاحترامِ، لكنهُ لم يبادلني بشيءٍ، اكتفى بنزعِ القلمِ من أمامهِ، خلف إحدى الأوراقِ (...)
طالما وقد عرفت الكثير من الفتيات، وصنعت أكثر من علاقة لحب كان يقف بعيداً، يقترب أحياناً حد التلصص، لكنه يرحل ضاحكاً لأمر لا نعلمه، و يتعثر عندما يقترب قلبانا، لكنني أدركت هاته المرة كم يلزمني من القوة لأعيش بلا حب، عندما أتى أحد زملائي بعد أن خرجت (...)
كانا يلتقيان دوماً عند أكمة الجبل المطل على قريتهما وواديهم المخضر الذي تفوح منه رائحة الزهور الفواحة، وفي طريقها إلى مكان لقائهما فوق ذلك الجبل، وعند مرورها بالوادي كانت تقوم بقطف وردة جميلة لتهديها إليه..
بينما هو في انتظار وصولها، وبعد أن يتبادلا (...)
كانت الشمس في ذلك اليوم هادئة، والغيوم تنذر بالخير، أشعة الشمس تتراءى من خلال ثقوب تتركها الغيوم، تبدو كابتسامة ليوم جميل. البحر تتراقص أمواجه، على صوت العصافير، صيادون عائدون بقواربهم، تملؤها الكثير من الأسماك المتنوعة، يشير إلي أحدهم بابتسامة (...)
في ريف قريته الجميل، الملتحف بالخضرة، وأرضه الخيرة التي تنهال بالعطاء، نشأ طلحة يتيم الأب، هو لا يعرف ماذا يعني اليتيم؟ كان يظن أنه خرج من بطن أمه دون أن يكون له أب، زاد تيقنه بذلك عندما ذهب ذات صباح إلى حلقة الفقيه وقرأ لهم سورة “مريم” وشرح الفقيه (...)
لم تبلغ سعاد الثامنة من عمرها عندما كانت تشاهد أولئك الناس ذوي اللبس النظيف الذين يأتون بسياراتهم الفخمة إلى قريتها الواقعة في ريف مدينتها الجميلة، كانت تسأل أمها عنهم.« فتجيب: إنهم ضيوف من الخليج أتوا ليتزوجوا من هذه القرية يقولون: إن بناتها جميلات (...)