تأييد المحكمة العليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية قرار حظر السفر الذي أصدرته إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي بموجبه يمنع من يحملون جنسيات كل من إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن من دخول أراضي الولاياتالمتحدة، أثار قلق ومخاوف أبناء الجالية اليمنية، واعتبره البعض أنه يستهدفهم دون سواهم، مشيرين إلى أنه قرار «كيدي» يستهدف اليمنيين الراغبين بدخول الأراضي الأمريكية، والذين ما تزال معاملاتهم قيد المتابعة في السفارات الأمريكية، في دول آسيوية وأفريقية، منذ سنوات عدة. منير العنسي، أحد المواطنين اليمنيين المقيمين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مُنع من دخول الولاياتالمتحدة، على الرغم من أنه يحمل تأشيرة صالحة لدخولها منذ العام الماضي. يقول العنسي «صدمنا من قرار المحكمة العليا الأمريكية. كنا نعتقد أن ينتصر القضاء الأمريكي لحقوق الإنسان، فليس من العدالة أن نحرم من دخول أمريكا، لأننا يمنيين. أمريكا البلد الذي يعتبره أبناؤه أنه موطن لرعاية الحقوق والديمقراطية في العالم، أصبح في الحقيقة بلد عنصري، خسرنا المال الكثير للالتقاء بأهالينا في أمريكا، ولا أحد يكترث لحالنا». وبسبب عدم احتفاظ الأمريكيين بوجود تمثيل ديبلوملسي في الأراضي اليمنية، يضطر اليمنيون الراغبون في الحصول على تأشيرة الدخول، التوجه إلى دول أخرى، حيث سافر العديد من اليمنيين إلى ماليزيا، بهدف الدخول إلى أمريكا، في رحلة باهظة التكاليف. دعوات للتظاهر ورداً على قرار المحكمة العليا، دعا ناشطون يمنيون، من أبناء الجالية اليمنية في أمريكا، إلى «الخروج بمظاهرات تجوب شوارع الولاياتالأمريكية، احتجاجاً على القرار الذي وصفوه بالمجحف، ورفضاً لبدء تطبيقه»، لكن محامون وحقوقيون يمنييون، حذروا أبناء الجالية اليمنية من الشروع في إحداث فوضى أو مظاهرات، أو القيام باعتصامات احتجاجية ضد القرار الأمريكي، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات قد تضر ولا تنفع، وأن الأمر يتطلب معالجات واهتمام من قبل السفارة اليمنية في واشنطن، ومن قبل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي. ويؤكد رئيس رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة، المحامي اليمني المقيم في نيويورك، محمد علاو، «قيام الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة، بإعتقال المعارضين لحكم المحكمة العليا الأمريكية، المؤيد لقرار ترامب، الخاص بحظر دخول اليمنيين إلى الأراضي الأمريكية». في المقابل، يرى الغالبية من أبناء الجالية اليمنية أنه «لا يمكن التعويل على الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الخارجية، ولا التعويل حتى على السفارة اليمنية في واشنطن، كون القائمين على إدارتها، منشغلين بمصالحهم الشخصية». وفي هذا الإطار، يرى يحيى ناصر الدعام، وهو من أبناء الجالية اليمنية، المقيم في مدينة كالفورنيا أن «لو لدى اليمنيين وزارة خارجية قوية، وسفارة تراعي مصالح رعاياها، لكان وضع الجالية اليمنية أفضل حالاً مما هي عليه الآن، فمسؤولي السفارة والقنصلية اليمنية في أمريكا، لا شغل لهم سوى كيف ينجزون مصالحهم الشخصية وتلميع أنفسهم». ويقول يحي،: «للأسف أقولها، إن أبناء الجالية اليمنية، يجهلون حقوقهم، فعندما تكون أصولك من جنسية موضوعة ضمن القائمة السوداء في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهذا يعني أنك ستواجه الكثير من المتاعب والصعوبات والعراقيل، فالتعامل مع اليمنيين في المطارات سيء، وفي المقابل، ومن وجهة نظري فإن تأييد المحكمة العليا الأمريكية لقرار ترامب ليس نهاية القضية، هناك ثغرات في القانون يجب استغلالها لصالح أبناء الجالية اليمنية والجاليات العربية والمسلمة. اليمني بشكل عام حقه مهدور حتى من قبل تنفيذ القرار، أما اللجوء إلى المظاهرات ضد تلك القرارات، فأعتقد أنه لا يقدم ولا يأخر، وليست وسيلة ضغط ناجعة، فالضغط يكون من قبل الحكومة اليمنية الفاشلة والسفارة اليمنية في واشنطن». وبحسب موقع «سي إن إن» الأمريكي، نقلاً عن البيت الأبيض «فإن قرار حظر اليمنيين من الدخول للولايات المتحدة، يشمل فيز الهجرة، وفيز السياحة، ورجال الأعمال B-1 وB-2. وإن الحاصلين على الجنسيات والمقيمين، باستطاعتهم إدخال أقاربهم من الدرجة الأولى، كالزوج والزوجة، والأب والأم والأولاد». قرارات تمييزية الأكاديمي اليمني المقيم في مدينة نيويورك، الدكتور شاكر الأشول، لفت إلى أن قرار حضر دخول اليمنيين إلى الولاياتالمتحدة «سيسهم في عرقلة الكثير من أسر اليمنيين الأمريكيين، الذي يطالبون بحق الإنضمام إلى أهليهم في أمريكا». ويقول الأشول، في حديث إلى «العربي»: «كأمريكي من أصول يمنية، أنظر إلى هذه القضية من زاويتين، الأولى كمواطن أمريكي، ففي الوقت الذي يهمني أمن البلد، إلا أنني أعارض السياسات والقرارات التمييزية التي سيكون نتيجتها حرمان الكثير من المواطنين الأبرياء من حق السفر إلى الولاياتالمتحدة، ومن الزاوية الثانية، يحزنني كيمني أن أرى المواطنين اليمنيين الأبرياء ضحايا للصراع السياسي والعسكري في اليمن، حتى أنهم أصبحوا منبوذين ومرفوضين وممنوعين من دخول بعض الدول، وتعقد دخولهم إلى دول كثيرة أخرى». ويرى الأشول أنه «علينا كيمنيين أن ندرك أن الأوضاع والصراع، أدت إلى كل هذه النتائج، وعلى الجميع أن يسعى للعودة إلى إرساء منظومة الدولة التي تحفظ حقوق مواطنيها، وتعزز مكانتهم داخل حدودها وخارجها». السفارة تراقب بدورها، عبرت السفارة اليمنية في واشنطن، عن أسفها لاستمرار العمل بقرار حظر دخول المواطنين اليمنيين. وأكدت السفارة في بيان، اهتمامها الكبير وسعيها الحثيث في متابعة إجراءات رفع إسم اليمن من قائمة حظر السفر الأمريكية، لما يترتب على ذلك من معاناة اليمنيين خارج بلادهم، والراغبين بالإلتحاق بأقربائهم في أمريكا. وذكرت السفارة أن الحكومة اليمنية، «بدأت تعاوناً كبيراً مع السلطات الأمريكية، وأنها بصدد تلبية المتطلبات اللازمة لرفع إسم اليمن من القائمة، مشيرة إلى أنها على تواصل مستمر مع الجهات المعنية في اليمن من أجل سرعة تنفيذ ما تبقى من تلك المطالب». اوراق برس من العربي