تدخل أم جميل على زوجها أبي لهب: - ويحك يا أبا لهب! كل سادة قريش اشتروا أحمدغراب لغلمانهم موترات، لم يعد في قريش كلها من يركب بعيرا سوى ابننا جميل. هذه هند بنت عتبة اشترت "دم الغزال" لولدها ليفحط بها في "شارع خيبر". - ويحك يا أم جميل! أتريدين لابننا أن "يتدرقن" كما "تدرقن" عيال أبي سفيان وصبيان قريش؟! أما سمعت سعد بن الصغير وهو يغني: "أركب الحنطور، وادرقن درقن"؟! - اليوم بعر، وغدا موتر. - الويل لك يا امرأة! أنسيت أني تزوجتك وأنت تحملين الحطب "المغفر". - لئن لم تشتر موترا لولدي لأنفلن الحطب من على ظهري واقتلبن "ونش" وأسحبنك إلى حوش المرور في يثرب فلا تخرجن منه إلا بعد أن "يشلحوك" ستة آلاف دينار للونش، وعشرة آلاف للحوش. - خذي أيتها "القاطرة"! (يُخرج من جيبه كيسا من النقود ويرميه لها). بعد ثلاثة أيام: - صدمتك أمك يا أبا لهب! لقد صبأ "جميل" عن الجولة واعتنق الرصيف فصدمته الهايلوكس! - ويلي على "جميل"! - تبا للروم وموتراتهم! - لقد وقع أسيرا في قبضة الونش واقتاده إلى الحوش. - إنه حق القات إذن. - سأذهب إلى أبي جهل، فقد أصبح مندوب "فرزة" قريش. في فرزة قريش يهتف أبو جهل بأبي لهب: - ويحك يا أبا لهب! لماذا لا تعقل أم جميل؟! لقد جعلت شوارع قريش كلها "مطبات"! - ألم تعلم أن المطبات تجلب لي الزبائن بعد أن فتحت بنشرا جديدا في عكاظ. - حنانيك! هناك تجارة أكثر ربحا من المطبات والبناشر. - دلني عليها يا أخ العرب. - أحواش المرور. لقد انتشرت في يثرب كما تنتشر النار في الهشيم. علمت من أبي سفيان أنها تجارة مربحة تدر الكثير من الدراهم، وما عليك سوى أن تتفق مع عشرة أعفاط من المرور وتستأجر لهم حوشا. - دعنا نناقش هذا الأمر لاحقا، وهلم معي الفينة إلى حوش المرور لنفرج عن ابني جميل! يذهبان إلى حوش المرور فيجدان "جميل" معلقا على الونش بدلا من الموتر، وهو يهتف: "أحد، أحد"!