ذات مقابلة تلفزيونية لم يدافع وزير الكهرباء صالح سميع عن الوزارة ولا عن المؤسسة بصورة مقنعة وإنما ظهر ذائباً ومتشكلاً في الدفاع عن المواقف السلبية لجهات الضبط تجاه من يقطعون الكهرباء قائلاً بكلام مشدود إلى النزعة الحزبية : من يريدون من الحكومة أن تستخدم القوة تجاه القاطعين للكهرباء يريدون أن يفتنوا بيننا وبين القبائل ..! يومها قلت .. هل الأخ الوزير يمثل في وزارته مصالح الناس أم مصالح الحزب الذي دفع به إلى كرسي الوزارة وهل انتماؤه الحزبي أهم من واجبه في البحث المستمر عن الحد الأدنى من النجاح ..! كان يكفي وزير الكهرباء مثلاً أن يقول هذه هي قدرتنا على إنتاج الطاقة الكهربائية وليس بمقدور وزارة للكهرباء أن ترسل حملة عسكرية بالنظر إلى أن مهمتها فنية، ولا بأس من أن يستخدم « سوف « للتأكيد على أهمية أن تتخذ الحكومة قراراً بمواجهة من يقطعون الأسلاك الكهربائية ويفجرون أبراجها .. حينها قلت .. قاتل الله الحزبية سواء كانت في الغرف المظلمة أيام العبارة الشهيرة « الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة « أو حتى جاءت في زمن التعدد والتنوع الذي أفضى لأن يكون القتال اللفظي الجهوي أعلى من التبرير للساحة أو الدفاع عن شريك اللون السياسي أهم من الحاجة للدفاع عن الذات وعمل الوزارة كحصيلة لفشل الوزير وفقاً لقاعدة « عند النجاح وعند الفشل فتش عن المسئول الأول «. ومع أن سياق ذلك اللقاء التلفزيوني أمام أمة الصلاة من المشاهدين استنطق القول بأن للناس في ما يعشقون مذاهب بما في ذلك مذهب المفاخرة بالفشل إلا أن ماحملته يومية الأولى من إهداء إلى شهداء ثورة التغيير ملحوق بعنوان نجل سميع يتاجر في المواطير مثّل صدمة أكبر من قدرة المصدوم على الاحتمال . • لقد بدى الأمر للخبثاء والأنقياء معاً كما لو أن الوزير الأب لا يريد من جهة الضبط أن تضبط مخربي الكهرباء حتى يتمكن نجله من أن يطلب الله من تجارة المواطير. وليت زميلنا محمد عائش أتحفنا بتحقيق استقصائي يكمل الصورة ليكشف للشعب عن من يستفيد من تجارة الشمع وما هو مكان كل وزير في حكومة باسندوه من القول : مصائب قوم عند قوم فوائد.