بدأت في مستشفى 48 النموذجي بصنعاء اليوم الاحد فعاليات الدورة التدريبية الأولى الخاصة بدعم الأقران في الوحدات العسكرية بمشاركة 150 مشاركا من وحدات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة. وفي افتتاح الورشة التي ينظمها على مدى يومين مستشفى 48 النموذجي وشعبة التأمين الطبي بوحدة الحرس الجمهوري أعتبر رئيس أركان قوات الحرس الجمهوري العميد الركن أبو بكر عبد العزيز الغزالي، الدورة أول مبادرة من نوعها في اليمن من حيث تخصصها. وقال العميد الغزالي أن انعقاد هذه الدورة في مجال دعم الأقران من خلال الرعاية الاجتماعية والنفسية والطبية، يعتبر اسكتمالا لحلقة الخدمات الصحية التي تتبناها قيادة الحرس الجمهوري. واضاف أنه منذ تأسيس مستشفى 48 النموذجي كنواة لمدينة طبية متكاملة وتأثيثها بأحدث التجهيزات ورفده بالكوادر المؤهلة، استطاع التميز في تقديم الخدمات الطبية وفي بناء الكوادر الصحية الوطنية الكفؤة القادرة على العطاء وعكس الخبرات إلى أرض الميدان. وحث الغزالي المشاركين في الدورة على الاجتهاد في التحصيل العلمي لكي يعودوا إلى وحداتهم وينقلوا الخبرات إلى أقرانهم. من جانبه أكد مدير مستشفى 48 النموذجي الدكتور ياسر أحمد عبد المغني أن علم النفس في المجال العسكري يعتبر وظيفة مهمة في القوات المسلحة خاصة بعد تنوع الاعمال في الوحدات العسكرية والتي تتطلب قدرات واستعدادات تختلف من فرد لآخر. وقال الدكتور عبدالمغني أن المقاتلين يواجهون في المعارك صدمات نفسية لها نفس آثار الجروح والإعاقات الجسدية وأن الاعاقات النفسية قد تصل نسبتها الى 20% . واضاف الدكتور عبد المغني "ومن هنا جاء اهتمام الجيوش الحديثة بهذه الناحية الإنسانية البالغة الأهمية، ومن ثم تزويد الوحدات العسكرية ب"فرق الأقران" والاستفادة منها في تقديم الصحة النفسية قبل وبعد وأثناء الحروب". وتابع " تكمن أهمية فرق الأقران في تدريب وتأهيل الجنود وفرز المجندين وتوزيعهم على الوحدات العسكرية تبعا لما تتطلبه هذه الوحدات من قدرات واستعدادات والاسهام في تهيئة أحسن الظروف المساعدة على رفع الروح المعنوية، وكذا علاج المشكلات النفسية والاجتماعية للعسكريين ودراسة السلوك الاجتماعي للافراد ". وأكد الدكتور عبد المغني أن فرق الأقران التي سيتم تشكيلها خلال الدورة تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والاعداد للتعامل مع الحروب، وكذا تأمين العناية النفسية السريعة عند الحاجة بالطرق العلمية الحديثة والحماية من الاضطرابات النفسية أثناء الحروب، كما أن لها دورا في إعادة تأهيل المصابين والجرحى وإعدادهم نفسيا بعد الحروب. بدوره قال اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية بالمستشفى الدكتور معمر الفهد أن الصحة النفسية أصبحت أحد أهم برامج الرعاية الصحية الأولية حسب منظمة الصحة العالمية وأن قطاعات الخدمة النفسية باتت جزءا أساسيا في تكوين الجيوش الحديثة. واضاف انه يتم التركيز على مجموعة الأقران وتدريبهم للقيام بالدور الفاعل والمؤثر، متوقعا قيامهم به بعد العودة إلى وحداتهم العسكرية مستفيدين من قربهم من الفئات المستهدفة سواء في السلم أو الحرب بعد حصولهم على المعلومات والأساليب المختلفة.