الطرود الملغمة والتي خرجت من اليمن علي عبد الله السلال وتم اكتشافها في بريطانيا والولاياتالمتحدة الأميركية ببلاغ من الأجهزة الأمنية السعودية والتي ترتبط مع اليمن باتفاقيات تنسيق أمنية وتبادل المعلومات خصوصا في أخطر قضية تعاني من تداعياتها الخطيرة كلا الدولتين لأن خطورة ما تقوم به القاعدة يستهدف تدمير مشاريع التنمية واغتيال كبار مسؤوليهما معا وليس أدل على ذلك من تلك الحادثة الشهيرة التي حاولت فيها القاعدة اغتيال الأمير محمد بن نايف والتي نجا منها بمعجزة بعكس بلادنا التي قدمت وتقدم تضحيات سخية من مسؤوليها الأمنيين الكبار الذين سقطوا بيد الغدر الجبان على يد عناصر القاعدة ومازالت بلادنا بكل قواها العسكرية والأمنية ومخابراتها تضيق الخناق على أفراد القاعدة وقادتها وعناصرها من اليمنيين والسعوديين والأميركيين، وبالرغم من سقوط عدد منهم واستسلام مجموعة أخرى واقتراب التخلص منهم وتطهير بلادنا من شرورهم وجرائمهم الإرهابية الوحشية واللا إنسانية تأتي هذه الطرود الملغمة لتعيد الحملة الشرسة ضد الوطن اليمني وتصويره بأنه هو الذي جاء بقيادة القاعدة وعناصرها المشكلة من عدة بلدان أهمها القادمة لبلادنا من المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية والهاربون من العراق وأفغانستان وعدة بلدان لم تستطع اقتلاع جذور القاعدة رغم حشد كل إمكانيات الناتو لاقتلاعهم من أفغانستان وباكستان وعلى ذلك فلا تزال القاعدة توقع في صفوف تلك القوات الضخمة والكبيرة في العدد والعتاد خسائر يومية فادحة. أما اليمن الفقير في كل الإمكانيات فانه يخوض معركة شرسة ضد عناصر القاعدة وقياداتها بمفرده معتمدا فقط على التنسيق الأمني مع الأشقاء والولاياتالمتحدة وبريطانيا وإذا به في غمرة تجنيده لكل إمكانياته المتاحة وخوض معارك بطولية ضد القاعدة ونجاحه في مطاردتهم وحصارهم ودفعهم للاستسلام وقتل مجموعة من قياداتهم، إذا باليمن الذي كان ينتظر عونا أكثر وتنسيقا أعمق يفاجأ بإبلاغ الولاياتالمتحدة وبريطانيا بمعلومات هامة كان اليمن أولى بأن يبلغ بها لأنه أحق من غيره بالحصول على هذه المعلومات عن الطرود الملغومة حيث كان يمكن بهذه المعلومات الأمنية الهامة اكتشاف العناصر الإجرامية التي تسببت في حملة إعلامية شرسة ضد اليمن وقرارات مقاطعة المطارات اليمنية وتلميحات بأن هذه الطرود المرسلة منه والتي ما يزال التحقيق جاريا، لم يؤكد أو ينفي هذا الخبر، ربما يؤثر على وجود المغتربين والتعامل معهم في بلدان الخليج في الوقت الذي كان الشعب اليمني ينتظر من الأشقاء في الخليج مكافأته بالسماح لمزيد من العمالة المدربة لمعالجة مشكلة البطالة بالعمل في دول الخليج خصوصا وان أبناء السعيدة قد حققوا معجزات في إقامة البنية التحتية لجميع دول الخليج دون استثناء وأنهم مكافأة لهم أحق بالعودة للمشاركة في برامج وخطط التنمية الخليجية الضخمة والمتواصلة. وأخيرا: لماذا اليمن بالذات وهناك طرود اكتشفت في اليونان وغيرها من البلدان الأوروبية تشبه إلى حد بعيد التقنية والحرفية التي ظهرت بها الطرود المرسلة من بلادنا إن سلمنا أنها فعلا أرسلت منها؟ والسؤال المهم والأهم الذي يردده كل مواطن في يمننا المفترى عليه: لماذا لم يتم إبلاغنا أولا بهذه الطرود؟ فربما أن هذا البلاغ كان سيكشف لعبة الطرود الجديدة التي أثارت ضد بلادنا هذه الهجمة الإعلامية الشرسة وأدت إلى إيقاف بعض الخطوط الغربية وخطوطنا الجوية من وإلى مطاراتنا فما كشفته الجهات الأمنية السعودية أوقف خطورة هذه الطرود أما لو كنا بُلّغنا بهذه المعلومات فقد كان من السهل علينا القبض على مرسليها واكتشاف شبكة جديدة قد تساعد كثيرا في استئصال شأفة القاعدة وتأمين حدودنا المشتركة أولا وتواصل التنسيق خصوصا وأننا المستهدفين عربا أولا وأجانب ثانيا،ومواطنين نساء وأطفالا وعجزة أبرياء لا ذنب لهم سوى أن القاعدة لم تعد تفرق بين من تستهدفهم وبين أولئك الأبرياء من المواطنين العزل من كل سلاح.